Site icon IMLebanon

جعجع: على القوى السياسة ملاقاة الجهد الكبير الذي يبذله الحريري

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “الوضع العام في البلاد لا يتحمل أي تأخير في تشكيل الحكومة، لافتاً إلى أن “رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يقوم بجهد كبير على هذا الصعيد ولكن يبقى ان تلاقيه القوى السياسية كافة في مسعاه هذا لكي تولد الحكومة الجديدة.”

كلام جعجع جاء خلال حفل تخريج الدفعة الأولى من كوادر جهاز تفعيل دور المرأة ومصلحة النقابات الذي نظمه جهاز التنشئة السياسيّة في معراب، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وزير الإعلام ملحم الرياشي، النائب السابق أنطوان زهرا، السيّدة جولي فادي كرم، الأمينة العامة د. شانتال سركيس، الأمين العام المساعد لشؤون المصالح د. غسان يارد، المستشار القانون للرئيس فادي ظريفة، رئيس جهاز التنشئة السياسيّة شربل عيد، رئيس مصلحة النقابات إيلي جعجع، رئيسة جهاز تفعيل دور المرأة مايا زغريني، رئيس الجامعة السياسيّة د. ميشال عواد، د. أنطوان نجم وحشد من أهالي الخريجين.

وشكر جعجع “الكادر العامل في جهاز التنشئة السياسيّة وعلى رأسه إثنان من أعمدة التنشئة السياسيّة في حزب “القوّات اللبنانيّة” وهما الدكتور أنطوان نجم والدكتور ميشال عوّاد”، وقال: “هناك عدد كبير من الجنود مجهولين وفي القوّات يعملون من أجل أن تكون على ما هي عليه اليوم وأحدهم هذين الجنديين الموجودين بيننا اليوم”.

وتابع جعجع: “إن حزب “القوّات اللبنانيّة” كباخرة كبيرة حيث يتنقل القبطان وفريق قيادة السفينة على سطحها مع الركاب الذين يعتقدون أن هؤلاء هم الوحيدون العاملون على هذه السفينة فيما لو نزلنا إلى قاع السفينة حيث غرفة المحركات سنجد مجموعة من المهندسين الذين يعملون هناك على تشغيل وصيانة هذه المحركات حيث ظروف العمل صعبة جداً وكل ما يقومون به من عمل مضن هو كي يتمكن القبطان وفريق القيادة من “المختر” على سطح الباخرة بين الركاب وهكذا “القوّات” فالناس يرون النواب والوزراء ولا يرون من يعملون في غرفة المحركات فيما الفضل كل الفضل يعود لهؤلاء المهندسين العاملين في الحزب لذا أريد أن يدرك مسؤولوا جهاز التنشئة أهميّة العمل الذي يقومون به باعتبار أنه إذا عطب أي جزء من أجزاء ماكينة “القوّات” ستجنح عن مسارها فهي كخليّة نحل حيث تقوم كل نحلة بالمهمة المولجة بها ففيما تهتم القيادة الحزبية اليوم بمسألة تأليف الحكومة تنصرف الأمانة العامة للحزب لمراجعة نتائج الإنتخابات النيابيّة من أجل استخلاص العبر والعمل على التحضير للإنتخابات المقبلة عبر سد الثغرات التي تم تحديدها في المراجعة التي يتم القيام بها كما إعادة النظر في الهيكليّة الحزبيّة إلى جانب عملها الروتيني كما أن الأجهزة والمصالح والمناطق تقوم بالعمل المولجة به أيضاً.”

وتطرّق جعجع في كلمته إلى مفهومين خطيرين جداً يسودان مجتمعنا اليوم ويفرغانه من مضمونه لذا يجب العمل من خلال النشئة السياسيّة في سبيل الحفاظ على المفاهيم الأساسيّة في المجتمع أكثر من أي وقت مضى، وقال: “أول مفهوم هو معنى الحياة لدى الفرد في المجتمع فمدارسنا تخرّج ماكينات تجيد الحساب وتجيد التعامل مع التقنيات الجديدة ولكن من دون أي معنى أو مضمون لذا نرى الشباب يسعون إلى العمل في الخارج ليس لسبب سوى أنهم يطمحون للرخاء والعيش بسلام أكبر وهذا ما يعني أن معنى الوجود لدى هذا الجيل قد انعدم وكأننا أصبحنا كائنات بيولوجيّة تدبّ على سطح الأرض وتبحث فقط عن القيام بما هو لصالحها الفردي وهذا التفكير قاتل بالنسبة لنا أكثر من أي إيديولوجيّة أخرى أو مشروع آخر لذا أتمنى على جهاز التنشئة أن يضع هذه النقطة في صلب إهتماماته باعتبار أنه عندما تعطي الشباب دروساً عن تاريخهم تعطيهم بذلك معنى لحياتهم.”

وأردف: “أما المفهوم الآخر فهو الإلتزام، حيث أن لا أحد في مجتمعنا اليوم يلتزم بأي أمر بل أن الأفراد بالكاد يلتزمون بالعائلة الصغيرة لذا علينا أن ندرك أن لا مجتمع قادراً على القيام بوجود اكثريّة لا تلتزم بلبنان فأغلبيّة ساحقة من اللبنانيين يعتبرون انه لا يمكن العيش في وطننا ويتكلمون عن الأوضاع الصعبة فيه إلا أنهم يصلون إلى الإستنتاج الخاطئ حيث يعتبرون أن الظروف الصعبة هي المبرّر للهجرة والرحيل فيما الصحيح هو أن هذه الظروف يجب أن تدفعنا من أجل العمل بشكل جدي أكثر ووضع كامل الجهد من اجل تحسين الأوضاع السيئة في البلاد وليس رمي الوطن خلفنا والرحيل بحثاً عن مصالحنا الشخصيّة الفرديّة ومن هنا على جهاز التنشئة السياسيّة جهد كبير باعتبار أن هدف “القوّات” لم يكن يوماً الحصول على عدد من النواب والوزراء وإنما بناء الإنسان”.