نال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في المملكة الاردنية الهاشمية الأب رفعت بدر، من كهنة البطريركية اللاتينية، درجة الدكتوراه في الفلسفة السياسية من المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية.
وناقش الأب بدر أطروحته التي حملت عنوان: “فلسفة العلاقات الأردنية الفاتيكانية: الرؤية والواقع 1964-2014″، أمام لجنة مناقشة المؤلفة من أساتذة كلية الآداب في الجامعة: أ. د. رضوان السيد (مشرف الدراسة)، وأ. د. ريمون غـوش قارئًا، وأ. د. محمد العريبي قارئًا، وأ. د. سعاد الحكيم مناقشًا، وأ. د. محمد شقير مناقشًا.
وبيّن الأب بدر خلال المناقشة أهداف الدراسة قائلاً: إننا في عصر التصارع والتسارع، بين من يبنون الجسور ومن يستغنون عنها بالجدران، وبين من يرون في الدين جذور خصام أو غصن سلام، لافتًا إلى رغبته من خلال البحث إلى تقديم نموذج حي لعلاقات ليس فيها مصالح بل مصالحة، وهي العلاقات التي تجمع بين الكرسي الرسولي، وهو الاسم المعتمد لدولة حاضرة الفاتيكان في عالم السياسة والعلاقات من جهة، وبين المملكة الأردنية الهاشمية، وما تمثله من إرث تاريخي وحاضر سياسي وهوية دينية من جهة ثانية.
وحول ذهاب الدراسة إلى الشأن الديني، فلفت الأب بدر إلى أن البلدين يشكلان رمزين دينيين، وما التعاون المبني على أسس كتابية إلا توافق وجوامع، لاهوتية وعلم كلامية، تساعد الأسس الفلسفية في التعاون الفكري والمعرفي بين الطرفين. وأبرت الدراسة فلسفة العلاقة وهويتها بين الأردن والفاتيكان، وكيفية التأسيس عليها لخدمة الإنسان، دور أن تغفل التعاون بين الدولتين على بلورة فكر مناهض ومناقض للدعوات المتطرفة والإلغائية، ونشر ثقافة اللقاء كبديلٍ عن ثقافة الإقصاء.
وتوصل الأب بدر في دراسته إلى أن ألكرسي الرسولي والأردن يحثّان على احترام الحقوق والحريات: حرية احترام حقوق الإنسان، وفي مقدمتها حقوق المواطنة والحرية الدينية، واحترام أسس العيش المشترك الواحد وقواعده، واحترام صيغة التنوّع الديني والتعددية المذهبية والفكرية، كما والتعرّف على إسهامات التعاون بين الطرفين على تشكيل خطاب إسلامي-مسيحي مشترك، سمته الوسطية والاعتدال، لمحاربة خطابات التكفير والتّعصب.
ومنطلقًا من العديد من الوثائق الفاتيكانية، وبالأخص سينودس الكنيسة في الشرق، وإرشادها الرسولي: “شركة وشهادة”، ومن الأوراق النقاشية التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني، قدّم الأب بدر عددًا من التوصيات، وأهمها: التعاون الفكري والانفتاح المعرفي لخدمة صياغة مناهج جديدة، لا تستبعد الفلسفة منها، من أجل التمهيد لأجيال منفتحة ومستعدة للتعاون بدل التقاتل، والتعاون في الحفاظ على نزاهة الأديان، وعدم زجّ الدين في ألاعيب السياسة، وبالأخص لتبرير العنف.