Site icon IMLebanon

عرّابا “تفاهم معراب” يزوران عون لإطلاعه على “جديده”

إلى بعبدا ينقل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي والنائب إبراهيم كنعان حصيلة جهودهما المشتركة ونتائج المبادرة البطريركية لرأب الصدع الذي أصاب “تفاهم معراب” بحيث يزوران خلال اليومين المقبلين، وفق معلومات لـ”المركزية”، رئيس الجمهورية ميشال عون لوضعه في صورة التطورات على هذا المحور، وما آلا إليه اجتماعهما في الديمان.

فبعد التراشق الإعلامي والسجالات بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، وبعد تعرض “تفاهم معراب” لاهتزازات بسبب ثغرات تعتريه، تدارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأمر بدعوته عرابي التفاهم إلى لقاء عقد في الديمان، وضع أسسًا جديدة متينة وثابتة تحول دون تكرار الخلاف المسيحي – المسيحي وعدم تحويل أي اختلاف إلى خلاف. وتم الاتفاق في نهاية اللقاء على وضع آلية عمل تقضي بإعداد ورقة مزدوجة تتضمن وجهة نظر طرفين في “تفاهم معراب”، أين تم الإخلال به وكيفية إعادة إحيائه.

وقال كنعان، أحد عرابي الاتفاق، لـ”المركزية”، أن آلية العمل “تقضي بعقد اجتماعات بيني وبين وزير الإعلام، تكون بمثابة تقييم للتطبيق الذي حصل منذ عام ونصف، على أن ينقل كل منا وجهة نظر حزبه بالنسبة للمآخذ على التطبيق، أي الثغرات ونتكلم عنها بصراحة، كما حصل في بكركي أمس. ستوضع على الورقة ونعمل معًا على تطوير أو تفسير مشترك أو تفاهم على بنود هذه الخلافات.”

وهل ستشمل الخلافات السياسية؟ أكد كنعان “كلما ارتاح الجو ووضعت أسس مشتركة للخلافات يصبح بالإمكان حل خلافاتنا السياسية. وقضية الحكومة يجب أن تسير بالتوازي لأن استحقاق التشكيل لا يمكن أن ينتظر في حال تأخرنا في قراءتنا هذه.”

ورأى كنعان أن “حل الحكومة عند الرئيس المكلف سعد الحريري الذي لديه كل الطلبات والمخارج المطروحة، الآن أصبح دوره لوضع رئيس الجمهورية بالنتائج التي وصل إليها ويقترح تشكيلة معينة تأخذ بالاعتبار ما سمعه ولكن الأهم أن تكون تحت سقف الدستور والنظام الديمقراطي البرلماني. من هذا المنطلق يصبح النقاش على هذه التشكيلة بينه وبين رئيس الجمهورية كي يتخذ القرار لأن من المستحيل تشكيل حكومة ترضي كل الكتل مئة في المئة وليس بهذه الطريقة تؤلف الحكومات. توضع معايير دستورية وتتم المشاورات ويعود القرار النهائي للرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. نحن بصدد حكومة وحدة وطنية، لأنّ لا أحد يمكنه أن يستثني أحدًا في هذا الوضع. المطلوب تشكيلة استثنائية وقادرة، وبدل أن تبحث في الحقائب وعدد الوزراء، تبحث في الكفاءات. وزارة منتجة تعمل للناس وليس بالناس ولا تشتغل ببعضها البعض إنما للبلد”.

“ومن المتوقع، حسب المعلومات، أن يخرج رئيس الحكومة المكلف بمبادرة قريبة وفي ضوئها تتسرع عملية التأليف وإلا لن تكون العملية سليمة، لكنني على ثقة أن الرئيس الحريري حريص على التأليف.”

وعن العقدتين السنية والدرزية، قال كنعان: “لا أرى أنها عقد تحول دون تشكيل الحكومة. التناقض في المطالب كان دائمًا موجودًا نتيجة قراءات سياسية مختلفة للتمثيل في الحكومة، ولا يمكننا أن ننتظر كي تتفق كل الناس مع بعضها البعض. الرئيس المكلف حريص على تشكيل الحكومة في أقرب فرصة وسيبادر إلى وضع مسودة قريبًا والنقاش مع رئيس الجمهورية ليبن على الشيء مقتضاه.”

ورأى كنعان أن “الناس تتلهى بعناوين من دون ترجمة. المجتمع اليوم بحاجة إلى بنية تحتية وإلى حل قضية النفايات والكهرباء، الأولوية اليوم للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والمالية، أي مكافحة الفساد واستعادة المالية العامة لأن موضوع الفساد يعني تعزيز استقلالية القضاء كي يتمكن من المحاسبة، وثانيًا تحسين الإدارة المالية أي أن ينتظم مع الدستور ومع قانون المحاسبة العمومية وعدم وجود تجاوزات، بالإضافة إلى رؤية اقتصادية طويلة الأمد بغية توسيع إنتاجنا السياحي والزراعي والصناعي بقروض طويلة الأمد. فلا يمكننا إيقاف القروض السكنية وتعطيل كل قطاع البناء في لبنان، إلى جانب عودة النازحين السوريين، إذ تجاوزت الكلفة الستة مليارات دولار منذ سنتين. نحن نتخطى كل إمكانات لبنان الاقتصادية والمالية بموضوع النزوح السوري. بالإضافة إلى ضمان الشيخوخة والحماية الاجتماعية الذي ينام في إدراج المجلس النيابي والذي يجب إقراره. هذه الأمور التي نخرج منها عن كل ما يسمى مماحكات سياسية وسجال سياسي ليس له أي فائدة في هذه المرحلة”.

ومن جهته، رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد أن “اللقاء مع الراعي استكمال لأجواء التهدئة التي بدأناها وقد وضعنا آلية عمل لمراجعة الثغرات التي أصابت تفاهم معراب. بعد السجالات بين “القوات” و”التيار” تبين أن التفاهم يعاني من هشاشة يحتاج أن نتوقف عندها ونعالج مكامن الخلل وتقييم ما حصل لتصويب العلاقة.”

وهل من لقاء بين عرابي التفاهم ورئيس الجمهورية؟ أكد سعد أن “لا موعد محددًا حتى الآن، لأن ليس محطة من واحدة معزولة في الزمان بل استكمال وعندما يحصل الاستكمال بين عرابي المصالحة وتصبح بين يدينا ملفات جاهزة بالتأكيد لا مانع عندها من حصول لقاء.”

وهل من لقاء بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ووزير الخارجية جبران باسيل؟ أجاب: “الموضوع غير مطروح حتى الساعة. انما بالطبع لا مانع من ذلك.”

أما الحديث عن موافقة “القوات” على 4 وزارات منها وزارة أساسية، فأوضح سعد لـ”المركزية” أن “المشاورات لم تنته بعد، وأساسًا لم نضع شروطًا محددة إلى هذه الدرجة ولم نطالب بوزارة سيادية، إنما من حقنا الحصول عليها ولكننا لم نضعها كشرط للمشاركة في الحكومة، من باب التسهيل لأن البلد لا يحتمل خصوصًا في هذا الجو من الجشع وإلا كنا تمسكنا أكثر بحقنا. وضعنا فقط مبادئ عامة وطالبنا باحترامها.”

وختم: “الحكومة تسير على طريق الحل ولن تكون بعيدة، ولا عراقيل أمام تشكيلها ولا عقدة مسيحية حقيقية. قائلًا: “كلو بيتظبط”.