كتبت ساندي الحايك في صحيفة “الأخبار”:
ساد جو من الهلع في المنية إثر انتشار عددٍ صور على مواقع التواصل الإجتماعي، تُظهر تقيّحات وإحمرارا على أجساد عدد من الأطفال بعد ارتيادهم البحر، ما دفع بعدد من الناشطين إلى التحذير من السباحة بين منطقتي عرمان والعبدة خشية التلوث الجرثومي والكيميائي.
واستند هؤلاء إلى دراسة أعدتها مصلحة الأبحاث الزراعية تضمنت مسحاً لنوعية المياه في مختلف المناطق اللبنانية نُشرت في عدد كبير من المواقع الإلكترونية، وهي تُشير إلى تلوث مياه شاطئ المنية ــــ العبدة بالأحياء المجهرية والقولونيات وبنسبة عالية من المواد الصلبة والكلور وحامض الكبريت وبالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والنحاس والزنك.
وجاءت خطوة الصيدلي طه سامي علم الدين بنشر صور لأطفال مصابين بتقيّح جلدي خطير، على صفحته على فايسبوك، لتُعزز فرضية التلوث وترفع من منسوب الهلع.
وأكد علم الدين لـ«الأخبار» أن «معظم الأطفال أصيبوا بمرض جلدي في اليوم التالي من السباحة في البحر»، مشيراً إلى أن «التقيّح في بشرتهم ناتج عن مرض جلدي يُسمى الـimpetigo وهو نوع من الإلتهاب البكتيري يُصيب الإنسان إثر تواجده في منطقة ملوثة وتحتوي على كم كبير من النفايات والأوساخ»، مشدداً على أنه «يُصيب الأطفال بالدرجة الأولى نظراً لضُعف المناعة لديهم، لذلك فإن بعض الحالات تمت إحالتها إلى أطباء مختصين».
نفت الجامعة الأميركية أن تكون قد أجرت أي فحص لمياه بحر المنية
وأوضحت الأخصائية في الأمراض الجلدية رولا دهيبي أن «هذه الحالات ظهرت العام الماضي وكانت مؤشراً على أن نسبة التلوث في البحر بدأت ترتفع»، مؤكدةً بأن «معاينة هذه الحالات تتكرر يومياً». وأضافت: «عاينت العام الماضي إصابات مشابهة لعائلة بأكملها كانت قد سبحت في أحد الأنهر في منطقة عكار، ما يدفعنا إلى رفع الصوت بأنه حتى الأنهار ملوثة. كذلك عاينت عدة حالات لأطفال وشبان تعرضوا للدغاتٍ من حشرات بحرية أدت إلى ظهور أورام جلدية شديدة لديهم لم نكن نراها في السابق، وكل ذلك ناتج عن تلوث مياه البحر».
في المقابل، حاول اتحاد بلديات المنية التخفيف من حجم الكارثة. فجاء بيان الأخير كالفضيحة، إذ نفى وجود تلوث في البحر مشيراً إلى أنه «بعد اللغط الحاصل حول مياه شواطئ بلديات المنية، يؤكد اتحاد بلديات المنية وانه وفقا لعمل الدائرة الصحية والبيئية في الاتحاد تم التدقيق ومراجعة بعد الفحوصات المخبرية وانه بعد الاتصال بـالجامعة الاميركية في بيروت وبناءً على التقرير الصادر من الجامعة تبين ان مياه البحر في المنية صالحة لممارسة السباحة»، موضحاً أنه «في ما يتعلق ببعض الحالات الفردية التي تعرض لها بعض الاطفال تبين ان لدى هؤلاء حساسية مسبقة وقد ظهرت عوارضها اثناء السباحة وخاصة عند تعرضهم لأشعة الشمس في أوقات غير مناسبة».
في اتصال مع الدكتور في الجامعة الأميركية معتصم الفاضل نفى لـ«الأخبار» أن تكون الجامعة الأميركية قد أجرت فحوصات على عينات من مياه بحر المنية أو سواه، مشيراً إلى أن «ما قمنا به هو فحص لمياه بحر الجامعة الأميركية فقط لا غير، ونرفض أن يُنسب إلينا أي كلام آخر ولا نتحمل مسؤوليته».