Site icon IMLebanon

روسيا “لولب” اتصالات توحي بتغيرات مقبلة إلى المنطقة

ليست روسيا محط أنظار العالم هذه الأيام فقط لأنها تستضيف مباريات كأس العالم لعام 2018 فحسب، بل لأنها أيضًا “لولب” لسلسلة اتصالات ولقاءات إقليمية ودولية بارزة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، تدل على أن ثمة متغيرات مقبلة إلى المنطقة، تلعب فيها موسكو دورًا كبيرًا.

فساعات بعيد استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي علي أكبر ولايتي. أما في الساعات المقبلة، فيستقبل “القيصر” الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل أن يلتقي على هامش مباريات نهائي “المونديال”، الذي ستتنافس فيه فرنسا وكرواتيا، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

أما تتويج هذه المباحثات كلّها، فسيكون في هلسنكي في 16 تموز الجاري، في القمة الأميركية – الروسية التي ستجمع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب وبوتين.

بحسب المصادر، ثمة قاسم مشترك في كل هذه الحركة التي تشهدها موسكو وفي الاجتماع الذي ستستضيفه العاصمة الفنلندية. فإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي موجود في النقاشات، لكن الملف السوري، وتحديدًا الوجود الإيراني في سوريا، يبدو الحاضر الأبرز فيها.

وفي السياق، تقول المصادر إن الموقف الذي أعلنه ولايتي، غداة لقائه بوتين، والذي قال فيه إن “طهران تنسق المواقف بشأن وجودها العسكري في سوريا مع موسكو ودمشق”، يؤشر إلى تبدّل ما بدأ يطرأ على السياسة الإيرانية والتي كانت حتى الأمس القريب تعتبر أن وجودها في سوريا لا نقاش فيه.

وتعتبر المصادر أن العرض الذي قدمه بوتين لضيفه لناحية تعزيز التعاون النفطي بين روسيا وإيران، وإمكان رفعه إلى “50 مليار دولار” على شكل استثمارات روسية جديدة، ما يساعد في الواقع طهران على الصمود في وجه العقوبات الأميركية إذ تعوّض إلى حد ما نشاط الشركات الأجنبية التي غادرت البلاد نتيجة تدابير الولايات المتحدة، قد يكون “بدلًا” روسيًا لإيران، عما ستضيّعه في سوريا في المرحلة المقبلة.

فالتوجه الغالب، بحسب المصادر، هو لأن تخلص قمة ترامب – بوتين إلى قرار بخروج القوات الإيرانية والموالية لها من الجنوب السوري ومن سوريا ككل في مرحلة لاحقة، على أن يعاد الاعتبار إلى اتفاق فك الاشتباك في الجولان بين الجيشين الإسرائيلي والسوري منذ العام 1974، وهو ما طلبه نتنياهو من بوتين.

وكان المسؤول العبري أكد في الساعات الماضية أن “إسرائيل لا مشكلة لديها مع الرئيس السوري بشار الأسد، ولا تعارض استعادة سيطرته على سوريا حال إبعاد الإيرانيين من البلاد”. وقال نتنياهو، في تصريحات صحافية أدلى بها قبيل مغادرته العاصمة الروسية موسكو: “ليست لدينا أي مشكلة مع نظام الأسد، وعلى مدى 40 عامًا لم يتم إطلاق رصاصة واحدة على مرتفعات الجولان”. وأضاف: “لقد حددت سياسة واضحة مفادها أننا لا نتدخل، ولم نتدخل، وهذا الأمر لم يتغير، وما أثار قلقنا هو تنظيم “داعش” و”حزب الله”، وهذا أيضًا لم يتغير”، وتابع: “يكمن جوهر المسألة في الحفاظ على حريتنا في التحرك ضد أي شخص يعمل ضدنا، وثانيًا في إبعاد الإيرانيين من الأراضي السورية”. وأوضح أن الإيرانيين لم يغادروا المنطقة قرب حدود سوريا مع إسرائيل بالكامل، لكنهم تراجعوا لبضعة عشرات الكيلومترات بعيدًا عن حدود الجولان، وشدد على أن السياسة الإسرائيلية لا تزال كما كانت عليه وتركز على ضرورة انسحاب القوات الإيرانية بشكل كامل، وفي ذات الوقت فإن إسرائيل لن تتدخل في جهود الأسد لاستعادة المناطق الحدودية.