عبّرت أوساط سياسية في 8 آذار قريبة من الضاحية عن “مخاوفها الجدية من أن تتطور سلسلة الخلافات التي نمت على هامش إخفاق الرئيس المكلف سعد الحريري في تقديم تشكيلة وزارية كاملة تستحوذ على رضى وموافقة رئيس الجمهورية. وهو ما يوحي بأن الأزمات تتزايد وتتناسل من دون أن تنجح الاتصالات الجارية في طي الأزمة التي بدأ صداها يتردد في أكثر من محفل سياسي وعلى اكثر من مستوى”.
فإلى جانب الأزمة المعلن عنها حول حصة كل من حزبي التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية في الحكومة العتيدة، برزت عقدة أخرى سمتها مراجع وزارية عبر “المركزية” بعقدة “تيار المردة” بعدما تبلغ الحريري من الوزير يوسف فنيانوس موفدا من رئيس التيار الوزير السابق سليمان فرنجية، رفضه القبول بحقيبة واحدة للتيار واصراره على حقيبة أخرى يمكن أن تكون من السلة السنية الوزارية أو المسيحية لا فرق بالنسبة اليه، على أن تكون هذه الحقيبة من نصيب النائب جهاد الصمد من الضنية أو النائب فريد الخازن على اعتبار أنهما يشكلان عضوين في كتلة نيابية واحدة خاضت معركتها الإنتخابية في أكثر من دائرة انتخابية مع حلفائهما من زغرتا الى طرابلس – الضنية والمتن – كسروان.
وفي المعلومات المتداولة “إن التعثر توسع في الأيام الماضية وتعبّر عنه أزمة الاتصالات بين الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، والتي انقطعت بشكل شبه نهائي قبل أيام وهو أمر يؤشر إلى وجود وجهات نظر مختلفة بينه وبين رئيس الجمهورية على صلاحيات كل منهما في التشكيل، وقد طلب الأخير من الرئيس المكلف بـ”طريقة من الطرق”، الاجتماع برئيس التيار البرتقالي جبران باسيل قبل عرض أي صيغة وزارية عليه وخصوصا تلك التي نشرت بعد تسريبها قبل أيام وقيل أنه كان ينوي نقلها إلى رئيس الجمهورية خلال اليومين الماضيين”.
وأضافت المصادر “إن مفتاح الزيارة المرتقبة للحريري إلى بعبدا بات بيد الوزير باسيل الذي أمضى أيامه الأخيرة بين بيروت وزحلة في نشاط حزبي يواكب مساعي التيار لمواجهة أزمة النازحين السوريين والبحث عن آلية تعيدهم إلى مناطقهم في سوريا، إضافة إلى رعايته يوم “العرق اللبناني” في زحلة أمس الجمعة”.
ومن هذه المنطلقات، يبدو أن زيارة الحريري إلى بعبدا قد طويت في الساعات الماضية، بعدما تركز البحث عما يمكن أن تنتجه وهو أمر بات يتقدم على بعض الخطوات المعلن عنها ومنها تعبير الحريري عن النية بزيارة رئيس الجمهورية والتي لم تحصل. ذلك أن الجواب لم يأت كما أراده وبات الموعد رهنا باللقاء بينه وبين باسيل والذي بات صعبا في الساعات المقبلة ما لم يعلن باسيل عن إلغاء برنامجه الرياضي لعطلة نهاية الأسبوع والذي يمكن أن يقوده مع أفراد من عائلته إلى موسكو لمتابعة نهائيات كأس العالم”.