Site icon IMLebanon

العقدة الحكومية لا تحل إلا “وجها لوجه” بين جعجع وباسيل

أشارت مصادر سياسية إلى أن أجواء اللقاء في بعبدا انتهى إلى رسم الخطين الأحمرين المشار إليهما في موازاة الاتفاق على استكمال العمل على مستوى تدعيم أسس المصالحة وتنظيم الخلاف مهما كان ومنع العودة إلى ما شهدته المرحلة الأخيرة من سجالات وتباينات، وأكدت أن رئيس الجمهورية أبدى حماسة واضحة في هذا الاتجاه يمكن الركون إليها لبعث الطمأنينة إزاء عدم العودة إلى الوراء.

بيد أن الاتفاق لا يعني أن الأمور بلغت خواتيمها على مستوى حل ما درج على تسميته بالعقدة المسيحية، وأن لقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بات مسألة ساعات، لكن أرضيته بدأت تُحضّر من لقاء الرئيس مع وزير الإعلام إلى اجتماعاته مع النائب كنعان بما يمهد الظروف المؤاتية لانعقاده.

بدورها، أعربت أوساط معراب عبر”المركزية” عن اعتقادها، بأن لا حل للإشكالية الحكومية المسيحية إلا عن طريق حوار سياسي مباشر بين “الحكيم” والوزير باسيل، مؤكدة أن “القوات تقدمت خطوات إلى الأمام في مجال تقديم التنازلات للمصلحة الوطنية تجاوبا مع رغبة الرئيس المكلف الذي تمنى على جعجع في لقائهما الأخير في بيت الوسط تبريد الأجواء الساخنة مع التيار ووقف السجالات ليتسنى في ضوء ذلك استئناف المواصلات على خط التشكيل، فكان له ما أراد، ثم بالإعلان عن استعداد الحزب لتدوير الزوايا شرط أن يلاقيه الطرف الأخر في هذا التدوير لا أن يبقى متمترسا خلف سواتر فرض شروط وفيتوات على عملية التشكيل، ما دفع الرئيس الحريري إلى التذكير بأنه هو من يشكل الحكومة وما على الأطراف السياسية إلا تسليمه المطالب التي تريد من دون أن تفرض فيتوات على أطراف أخرى من تحت الطاولة، وتفرض نفسها وليّة أمر “الحكومة”.

وأشارت إلى أن “مسار التشكيل متوقف بالكامل راهنا”، موضحة أن “المطلوب من القوى السياسية كافة التعاون مع الرئيس المكلف لا عرقلة الجهود الجبارة التي يبذلها في اتجاه انجاز مسودة يطرحها على رئيس الجمهورية تكفل ولادة الحكومة والانطلاق نحو بدء تنفيذ التزامات مؤتمر “سيدر” الذي يشكل المعبر الوحيد لانقاذ الوضع الاقتصادي”.

وتشدد أوساط معراب على أن لا مجال لتشكيل حكومة أمر واقع على حساب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، وليس الرئيس المكلف في هذا الوارد مطلقا، التزاما بقناعته الشخصية بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع أولا ثم ببيئته السنية بالظروف المعروفة التي تحكمها وصولا إلى الواقع العربي الذي لا بد إلا أن يأخذه في اعتباراته التشكيلية.