لا يزال ملف تشكيل الحكومة عالقاً في حلقة مفرغة لا يبدو الخروج منها قريباً يسيراً، حيث ان الجميع متمسّك بمواقفه وكأن لا استعجال لتشكيل سريع على الرغم من ملفات داهمة على مستويات عدة تنتظر الحكومة العتيدة.
يرى عضو كتلة “الكتائب” النائب الياس حنكش ان عدم التعجيل بتأليف حكومة تكون على مستوى تحديات المرحلة يؤثر سلباً على ثلاث مستويات رئيسية اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً.
على المستوى الاقتصادي، يحذّر حنكش في حديث لـIMLebanon من صرف شركات ومؤسسات صغيرة موظفيها، فيما تعاني شركات كبرى من الإفلاس او الموت البطيء، فيما تضاف الى ذلك ومشاكل المدارس وصرف مئات الأساتذة والضغط النقدي والمالي رغم تطمينات حاكم مصرف لبنان لكن الواقع ان المصارف تعطي فوائد مخيفة تذكر بمرحلة ما قبل الحرب، في وقت انها لا تعطي قروضا تجارية ما يعني ان الاستثمار توقف وبالتالي توقفت الدورة الاقتصادية.
اما اجتماعياً، فيسأل حنكش عن كيفية حل مشكلة شباب لبنان في ملف الإسكان، فيما هم أصلاً يعانون من اليأس في ظل الوضع القائمة كما انهم يعانون من البطالة وغياب فرص العمل، مشيراً كذلك الى استمرار المعاناة الاجتماعية جراء وجود اكثر من مليون سوري في لبنان يأخذون وظائف ومصالح اللبنانيين في ما يمكن وصفه بغزو الوظائف اللبنانية.
وفي ما يتعلق بالمشكلة البيئية التي يعرب حنكش عن أسفه لغيابها عن الحلول الجدية على الرغم من ان الوضع يشكل فضيحة بكل ما للكلمة من معنى، يحذر من سدود عشوائية تنذر بكارثة مع حلول الشتاء، وتلوث مياه المزروعات وملف النفايات الذي لم يحلّ وسط تحذيرات من عودتها الى الشارع، داعياً إلى اعتماد خطة بيئية بشكل طارئ يتولى أي وزير سيتولى حقيبة البيئة تطبيقها.
ويصف تداعيات التأخير في تشكيل الحكومة بالكارثية، منتقداً ما يجري “من تناتش على الحصص فيما يذهبون الى اجازت وبالتالي فإن ما يجري قلة مسؤولية لا مثيل لها”.
وعمّا إذا كانت الاتصالات موجودة بين “الكتائب” والرئيس المكلف، يقول حنكش ان الاتصالات تبقى مفتوحة، لكنه يقر أن “لا نية للنهوض في البلد وما زلنا في الأسلوب نفسه، ولا يوجد شيء يشير الى أن “الشباب وعيوا او انهم شعروا بالسخونة”.
وعن التدخلات الخارجية في تسهيل التأليف او عرقلته، لا ينفي حنكش وجود ارادات خارجية قد تؤدي مثلاً بسحر ساحر الى تشكيل الحكومة خلال أسبوعين، لكنه يرى ان ذلك قد يحصل لأجندات خارجية لا علاقة للداخل بها، كاشفاً ان المشكلة الحقيقية هي الصراع على الثلث المعطل بين الأطراف التي تريد المشاركة في الحكومة.
حاوره يورغو البيطار