Site icon IMLebanon

أسباب غير متوقّعة تُعرِّضكم لنوبات القلب

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

بالتأكيد تعلمون أنّ الغذاء الغنيّ بالدهون السيّئة وعدم ممارسة أي نوع من الحركة يرفعان خطر تعرّضكم لنوبة قلبية. لكن ماذا عن العوامل الأخرى المخفيّة التي تبيّن أنها مسؤولة عن 1,5 مليون نوبة قلبية و500 ألف حالة وفاة تحدث سنوياً؟

وجد العلماء أنّ خطر الإصابة بنوبات قلبية يمكن أن يتوافر حتى إذا كان الشخص يتمتّع بوزن صحّي أو أنّ أمراض القلب غير موجودة في عائلته، وذلك إذا كان معنيّاً بالعوامل التالية التي ثبُت ارتباطها بالنوبات القلبية:

البشرة القشرية

آثار داء الصدفية تتخطّى الجلد! أظهرت الأبحاث أنّ خطر الإصابة بأمراض القلب يكون 2 إلى 3 مرّات أكثر لدى الأشخاص الذين يشكون من هذه المشكلة الجلدية، والسبب يرجع إلى الالتهاب. الالتهاب المُزمن ذاته في بشرة مرضى الصدفية قد يُدمّر أيضاً الشرايين، ما يؤدي إلى ارتفاع خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي الوقت ذاته، فإنّ المصابين بهذا الاضطراب المناعي الذاتي يبدو أنهم يميلون إلى معاناة ارتفاع الكولسترول، والبدانة، والسكري، ما يعرّض قلوبهم أيضاً للخطر. لا يقتصر دور أطبّاء الجلد على وصف الكريمات فقط لمرضاهم. الأمر يعتمد الآن أيضاً على تقديم المشورة بشأن إدارة الوزن والكولسترول. بيّنت الأبحاث كذلك أنّ العلاج الفوري هو الأساس، بما أنّ كل سنة يتعايش فيها الأشخاص مع الصدفية ترتبط بارتفاع خطر تعرّضهم مستقبلاً للنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 1 في المئة.

إستنشاق الهواء الملوّث

رُبط الدخان بمجموعة هائلة من المشكلات الصحّية، بما فيها أمراض القلب. بيّنت إحدى الدراسات أنّ التعرّض التراكمي قد يُفاقم مستويات السكر والكولسترول في الدم وعوامل خطر أخرى لأمراض القلب. في حين بيّنت أبحاث أخرى أنّ التلوّث قد يخفّض الكولسترول الجيّد حتى بعد فترات وجيزة من التعرّض له. هذا الأمر يجب ألّا يدفع فقط كبار السنّ الذين يعانون مشكلات صحّية إلى القلق. توصّل بحث نُشر في «Circulation Research» إلى أنّ تلف الأوعية الدموية والالتهاب قد أصابا أيضاً البالغين الأصغر سنّاً والذين يتمتعون بصحّة جيّدة ولكنهم تعرّضوا للهواء الملوّث في الأماكن المغلقة.

وكشفت الدراسات أنّ تشغيل مُكيّف الهواء أثناء التنقل قد خفّض الملوّثات في السيارة بنسبة 34 في المئة. وعند التواجد في المنزل أو المكتب، إستخدموا مُنقّي الهواء. وأظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلّة «Circulation» أنّ تشغيله قد خفّض مستويات الجُسيمات الدقيقة الداخلية بنسبة 82 في المئة. قد يكون من المهمّ أيضاً تناول مكملات زيت السمك، بعدما تبيّن أنّ مكملات الأوميغا 3 قد خفّضت قابلية الناس لآثار الهواء الخارجي الملوّث والسام.

إستخدام المسكّنات لتهدئة الإنفلونزا

عندما تشعرون بالوجع أو تعانون ارتفاع حرارة الجسم، من الطبيعي أن تلجأوا إلى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية. غير أنّ دراسة نُشرت في مجلة «Journal of Infectious Diseases» وجدت أنّ الأشخاص الذين يأخذون هذه العقاقير عندما يعانون عدوى الجهاز التنفسي زاد لديهم خطر النوبة القلبية بمعدل 3,4 أضعاف. السبب الفعليّ غير واضح بعد، لكن يبدو أنّ هذه العقاقير تزيد خطر النزيف، كما أنها ترفع احتمال جلطات دموية خطيرة في شرايين القلب. فضلاً عن أنها قد تزيد معدل ضغط الدم، جُزئياً عن طريق التسبّب باحتباس السوائل.

ينصح الأطباء بتفادي هذه الأدوية قدر المستطاع بما أنّ العديد من الأشخاص يشكون من أمراض القلب بِلا علمهم. لذلك يجب الحذر خصوصاً عند تخطّي 50 عاماً، أو وجود عوامل خطر كالضغط المرتفع، والسكري، والكولسترول العالي، والتدخين. بدلاً منها يمكن اللجوء إلى المشروبات الساخنة، وتوفير الراحة، وتناول الأسبرين التي تقلّل خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية.

آلام الكتفين

وفق دراسة نُشرت في «Journal of Occupational and Environmental Medicine»، فإنّ الأشخاص الذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب كانوا أكثر مَيلاً لمعاناة أوجاع الكتفين. 36 مشاركاً مع مجموعة عوامل خطيرة لأمراض القلب، بما فيها ارتفاع الضغط والكولسترول والسكري، كانوا 5 مرّات أكثر عرضة لآلام مفاصل الكتف مقارنةً بنظرائهم الذين لا يملكون أي عامل خطر. إشارة إلى أنّ هذا البحث كان صغيراً، وبالتالي يجب إجراء دراسات أخرى لإثبات ذلك. لكن في الوقت الحالي، يجب على الأشخاص الذين يعانون مشكلة في كتفهم أخذ الأمر في الاعتبار لخفض إصابتهم بأمراض القلب.

التعرّض للأصوات الصاخبة

إستناداً إلى دراسة أخيرة صدرت في «Journal of the American College of Cardiology»، فإنّ الأصوات القويّة يومياً لا تؤذي الأذنين فقط، إنما يبدو أنها تضرّ القلب أيضاً. بعد مراجعة أبحاث سابقة، وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين يتعرّضون لضوضاء منتظمة لديهم معدلات أعلى لقصور القلب، وعدم انتظام دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكر في الدم. وفق العلماء، فإنّ الضجيج يسبّب ارتفاع هورمونات التوتر التي تؤدي في النهاية إلى تلف الأوعية الدموية. توصّلت دراسة نُشرت في مجلة «Noise Health» إلى أنّ الضوضاء تعزّز إنتاج هورمون التوتر الذي يرفع ضغط الدم حتى أثناء النوم. لوضع حدّ للضجيج، أغلقوا النوافذ، واستخدموا معدّات لامتصاص الصوت كالسجاد والستائر، وضعوا سدّادات الأذن أثناء النوم.