كتب عمر حبنجر في “الأنباء الكويتية”:
خطوط متداخلة تتشارك في عرقلة مسار تشكيل الحكومة اللبنانية، منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي، والنتيجة المباشرة استقرار سياسي معرض للاهتزاز، وأوضاع اقتصادية ومالية، تزيد التطمينات المكررة والمتلاحقة حولها في إقلاق البال العام.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري متفائل بمسار الأمور، كما قال قبل مغادرته الى مدريد، وأضاف لزواره ان الدستور لا يقيده بمهلة زمنية، ومناخات البلد الاقتصادية والمالية لا تحتمل اي صدامات وانقسامات، وأن الحكومة لا بد من ان تتألف في نهاية الأمر، فلماذا نذهب إلى الخطاب المتشنج الذي لا يفيد أحدا؟.
وأكد أن المطلوب من الجميع تقديم تنازلات، ورفض منطق العزل وأن على الجميع التواضع لأن اي انفجار امني او سياسي ستطول شظاياه الجميع، وأكد على أنه لن يختلف مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مشددا على الالتزام بسياسة النأي بالنفس واحترام اتفاق الطائف.
الحريري التقى نظيره الإسباني بادروس كافتيون ثم رعى حفل تخريج طلابي، وألقى خطابا بالمناسبة وانتقل بعدئذ إلى لندن لحضور تخرج نجله حسام الدين في كلية عسكرية بريطانية.
على ان يعود الى بيروت الثلاثاء التي يغادرها وزير الخارجية جبران باسيل في نفس اليوم الى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق أسبوعا، يشارك خلالها في مؤتمر حول الحريات الدينية.
ومعنى ذلك انه لا حكومة قبل نهاية هذا الشهر والذي بقي منه عشرة أيام، بحكم الدور المؤثر للوزير باسيل في اللعبة الحكومية، ما يعني الإطالة في عملية المراوحة، وهنا تقول المصادر المتابعة لـ «الأنباء» ان ثمة ارادة ضاغطة على تشكيل الحكومة قبل الأول من أغسطس، حيث الاحتفال السنوي بعيد الجيش، الذي يرعاه رئيس الجمهورية بحضور رئيس المجلس النيابي ورئيس مجلس الوزراء، الذي يفضل ان يكون عاملا وليس مصرفا للأعمال. وتضيف المصادر ان الرئيس عون تحدث عن تشكيل الحكومة خلال اسبوع، لأنه إذا استمر «الاحتباس الحكومي» بعد نهاية هذا الشهر ليس من يدري اين تذهب بنا التطورات الإقليمية، وارتداداتها الأمنية والاقتصادية على لبنان.
وأشارت المصادر الى ان سفر الوزير باسيل، قد يشكل عامل تسهيل، لا عرقلة لتشكيل الحكومة، في ضوء ما نقل عنه قوله للرئيس الحريري في لقائهما السريع في مجلس النواب، ان تشكيل الحكومة هو من صلاحيته كرئيس مكلف، وان الموضوع ليس عنده، أي عند باسيل، ولذلك لم يذهب للقائه في «بيت الوسط».
وكان آخر كلام لباسيل حول مهلة تشكيل الحكومة أثار استياء رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي أطلق تصريحا حذّر فيه من المس بالدستور، الذي يحدد مهلة لتشكيل الحكومات، وتمنى على الرئيس ميشال عون التدخل «لوقف تصادم وزير الخارجية مع الجميع». ويعكس كلام باسيل للحريري استجابة رئاسية لتمنيات جعجع، خصوصا بعدما هبّت القيادات السنية للدفاع عن صلاحيات رئاسة الحكومة وعن دستور الطائف، كالمفتي الشيخ عبداللطيف دريان والرئيسين السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة والبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي قال لصحيفة المستقبل الله يعين الرئيس الحريري، بدنا حكومة.
وضمن مرفوضات الجو السني العام: المس بصلاحيات رئيس الحكومة الدستورية، أكان في تشكيل الحكومة او مهلة التشكيل المفتوحة، او التهويل بالذهاب الى حكومة اكثرية بوجه معارضة، كما لوّح النائب ماريو عون، عضو كتلة لبنان القومي، ما يبقي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي، خارج الحكومة، الأمر الذي من شأنه ترك الرئيس الحريري وحيدا محاصرا من قبل صقور الممانعة المنتشية بظواهر الحلول في سورية.
وسيدخل لاحقا، على لائحة المرفوضات السنية، السعي لتسريع زراعة الحشيشة المخدرة في لبنان، لأغراض دوائية، قبل معالجة قضية مئات الشبان المسلمين السنة الموقوفين، بقضايا مواجهات مع الجيش او الاتصال بتنظيمات إرهابية، لأن بعض الأوساط، ترى في تسريع تشريع زراعة الحشيشة، نافذة لتمرير عفو ضمني عن 40 ألف مطلوب بقضايا مخدرات في منطقة بعلبك الهرمل، بدلا من بوابة العفو العام، الذي يفترض ان يشمل جميع الفئات والجرائم عدا منها الذي يمس بأمن الدولة والنظام العام.
وفي السياق الحكومي، دافع وزير العدل سليم جريصاتي، عن أداء الوزير جبران باسيل بقوله للمعترضين: مشكلتكم مع جبران انه دخل في الوجدان الوطني والمسيحي.