Site icon IMLebanon

باسيل يتقصّد التنحي عن المشاورات الحكومية كي لا يُتّهم بمصادرة الصلاحيات

كتب أنطوان الأسمر في جريدة “اللواء”:

تؤكد أوساط التيار أن علاقة الثقة بين رئيس الجمهورية وباسيل لم تهتز قيد أنملة ولا الصداقة بالرئيس المكلف حادت هي الأخرى.

بقدر ما يبتعد جبران باسيل عن صخب التشكيل الحكومي والمناوشات المرتبطة به، بقدر ما يزيد إصرار بعض الأطراف على زجّ الرجل في ما لا يبتغيه، وعلى نسب أدوار متخيَّلة له، غالباً ما تتخطى رغبته أو حتى القدرة. 

منذ إنطلاق المشاورات الحكومية، لم يسأل الرجل، يوما، دورا أو موعدا أو مطرحا، كي لا يُلام أو يُساءل أو يُزَج بما لا يريد أو يتطلّع أو يطمح. حتى إجتماعه بالرئيس سعد الحريري على هامش جلسة إنتخاب اللجان النيابية حصل بطلب من الرئيس المكلف، وكذلك سيكون لقاؤهما المرتقب. قال بوضوح إن المسألة الحكومية تكون حصراً بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، أما دوره فمفاوض ومقرِّر عن التيار الوطني الحر وتكتل «لبنان القوي».
مع ذلك، يُرمى جزافاً بتهمة تشكيل الحكومة والتدخل فيه والتأثير في مساره والرغبة في الإحتكار والإقصاء، الى جانب التفرّد والتستّر والتعنّت والصلافة، لتستوي بعد ذلك التهمة الألذّ: التعدي على صلاحيات رئاسة الحكومة!
1-حُمّل مسؤولية التأخير لأنه المسؤول بتعنّته عمّا سمّي عقدة مسيحية وعن السعي الى تحجيم خصمه الرئاسي، ولرغبته في رسم دور القوي، يعينه في معركته الرئاسية، فيما الحقيقة أن تلك العقدة ونظيرتها الدرزية وأي عقد جديدة (ستظهر حتماً) مرتبطة إرتباطاً أحادياً ووثيقاً برغبة مركّبة داخلية – خارجية في نفخ أحجام وتضخيم رؤوس، وصولا الى تحقيق «حكومة إستعادة التوازن» عبر ثلث معطّل يكون بمثابة تعويض، فعلي لا معنوي فحسب، عن تقصير وقصور في توازنات ما بعد الإنتخابات النيابية. هذه هي الحقيقة التي يدركها كل من يتعامى عنها لرغبة في دفن الرؤوس حيث لا ترى ولا تسمع، أو يروّج لنقيضها بنيّة التعمية والهرب من تحمّل المسؤولية وإلقاء اللوم على غير المتّهم الفعلي بالمماطلة والتأخير والإستئخار.
2-تمسّك بالتنحّي جانباً كي لا يُتّهم – تكراراً- بمصادرة صلاحية أو تعدٍّ على طائفة، فابتعد بملء إرادة ورغبة. رغم ذلك، قيل ان الحكومة معلّقة على عودته من موسكو التي رَوّج البعض (عن كذب وسوء نية) انه زارها لحضور نهائي كأس العالم بدعوة من رجل أعمال أو بطائرته الخاصة (!)، فيما كان الرجل يحتفل في النهار نفسه في اللقلوق (حيث منزله الخشبي الذي حوّله هذا البعض، الممتهن الكذب وسوء النية، قصرا فضفاضا مع جنائن معلّقة!) بالذكرى الـ19 لزواجه، علّه بذلك يعوّض ما فوّت على عائلته نتيجة تكريس معظم وقته لمسؤولياته الحزبية والسياسية!
3-رغم التمسّك بالتنحي، يستمر هذا البعض في إتهامه بالتدخل، معطوفاً على السعي الدؤوب الى تفريقه تارة عن رئيس الجمهورية، وطوراً عن الرئيس المكلّف. كلام على عواهنه عن تشققات وعن رئيس ظل وحاكم بأمره ومتفرّد وجبّار ومتحيّن فرصة الوراثة في حال قضي الله أمرا كان مفعولا، كل ذلك السوء لإستهداف علاقته بميشال عون وصولا الى تحميله مسؤولية فشل العهد والحزب والعائلة. وكلام على عواهنه أيضا على خلافات وتشققات وبرودة مع الرئيس سعد الحريري إنتهاء بمسألة مصادرة الصلاحيات لإثارة غيرة الدين والغيارى الآخرين. لكن لا علاقة الثقة برئيس الجمهورية إهتزت قيد أنملة، ولا الصداقة بالرئيس المكلّف حادتْ هي الأخرى.
4-أما محاولات إغتيال الصورة Character Assassination فلا تتوقف لحظة. العدّة جاهزة وثمة من يغذيها بإطراد: من الطائرة الخاصة والقصر الفضفاض، الى المواكب السيّارة والعقارات المليونية وإستعمار البترون وقضائها، وبينها الفساد والإفساد والعمولات في البواخر والغاز، وبئر النفط الذي في حديقة منزله، ومليارات الإنتخابات النيابية، فيما الحقيقة أن النفقات تُعصر حدّها الأقصى من غير القدرة على توفير حد أدنى من الحضور الإعلامي للدفاع ليس إلا، ولدرء خطورة حملات إغتيال الصورة التي أدت غرضها الى حد كبير.