كتبت منال زعيتر في جريدة “اللواء”:
لو كنا في بلد غير لبنان، كان يمكن التهويل بسحب التكليف من الرئيس سعد الحريري تحت عنوان عدم امكانية اطالة امد تشكيل الحكومة الى ما لا نهاية.
ولكن، تاريخ تشكيل الحكومات عندنا يشهد على ان الاطالة باتت برستيجا سياسيا ووسيلة ضغط في بعض الاحيان لتحصيل مكاسب اقليمية غالبا، ولربما هذا ما دفع احد القياديين البارزين في ثنائي «حزب الله – امل» الى القول وبكثير من الثقة «اننا ما زلنا ضمن المهلة المقبولة والمعقولة… لم يستنفد الوقت بعد وليس هناك ما يدعو للقلق».
اضف الى ذلك فان «المطالبات او التلميحات بسحب التكليف من الحريري تبقى مجرد تهويل» وفي غير وقتها، وعلى حد التعبير الحرفي للقيادي المذكور «يروقا شوي رئيس الجمهورية عالحريري».
طبعا، لا يعني القيادي المذكور الاساءة الى الرئيس لاسيما وانه اكد اكثر من مرة تفهم الثنائي لموقفه، ولكنه يقول كلامه هذا من قبيل تطرية الاجواء وحث الجميع على التريث.
ولكن وبقدر ما حاول القيادي موازنة كلامه تجاه الرئيس عون فانه فعل عكس ذلك مع صهره جبران باسيل حين وصف مطالبة الاخير بالمداورة في وزارتي المالية والداخلية «بالنكتة» وبالكلام الذي «لا يقدم ولا يؤخر».
وهو ما يعني بصريح العبارة تأكيد الثنائي للحليف قبل الخصم ان حصته الاساسية باتت محسومة «الصحة والمالية» سواء تشكلت الحكومة اليوم او بعد سنة ولا داعي للاخذ والرد في هذا الموضوع لا في العلن ولا في السر.
الا ان المعضلة الحكومية وفقا للمصادر ليست هنا او في ما يسمى بالعقدتين المسيحية والدرزية والحصة السنية من خارج تيار المستقبل انما في نقطتين اساسيتين:
اولا: اصرار فريقنا السياسي على عدم التفريط في حصة تيار «المردة» تحديدا، واذا كان هناك امكانية ولو ضئيلة جدا في تنازلهم عن وزارة الاشغال فان هناك استحالة في قبولهم او قبولنا الا بالحصول على وزارة اساسية بديلة من وزنها.
ثانيا: ان العقبات التي تعرقل حتى الان تشكيل الحكومة طبيعية، فالخلاف حول الاحجام وتوزيع الحصص يبقى مجرد تفصيل ثانوي امام التفصيل الاساسي المتعلق بنوعية الحقائب التي سوف يختلف عليها الافرقاء حكما والتي لم يبدأ الحديث الجدي عنها بعد.
وختم القيادي كلامه بالقول، ان كل المؤشرات تشي بأن لا حكومة في المدى المنظور باستثناء بصيص امل يتيم اذا صح التعبير عبّر عنه الرئيس المكلف سعد الحريري حين ابلغنا بانه متفائل ويعمل على مسودة حكومية سوف يقدمها الى رئيس الجمهورية في الاسبوع المقبل.