Site icon IMLebanon

8 أمور تزيد خطر الخرف

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

الإصابة بالألزهايمر أو أيّ نوع آخر من الخرف قد تكون محتومة، أقلّه في حال العيش مدة طويلة. أظهرت الأبحاث الأخيرة أنّ نحو 9 في المئة من الأميركيين الذين يبلغ عمرهم أكثر من 65 عاماً يعانون الخرف، ولكن في حال العيش للـ85 عاماً فإنّ الخطر يرتفع إلى 33 في المئة تقريباً. وإستناداً إلى أطباء الأمراض العصبية، فإنّ هذه الأرقام هي حتماً مُرعبة، لكن لحسن الحظّ هناك أمور عدّة يمكن الإستعانة بها لتقليص الخطر. ما هي؟

السرّ يكمن في التقيّد بنمط حياة صحّي. على رغم أنّ الجينات تلعب دوراً مهمّاً في الإصابة بالخرف أو لا، إلّا أنّ الإعتناء الجيّد بالنفس أو إهمالها يؤثّران بدورهما في هذا المجال.

في ما يلي 8 أخطاء شائعة يجب تفاديها إذا أردتم خفض احتمال تعرّضكم لهذا المرض:

اكتساب الوزن
وفق دراسة بريطانية نُشرت أخيراً في المجلّة الطبية «Alzheimer’s & Dementia»، فإنّ الأشخاص الذين يشكون من مؤشّر كتلة جسم (BMI) مرتفع هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف مقارنةً بنظرائهم الذين يتمتعون بوزن طبيعي. كل زيادة في الـ»BMI» بمعدل 5 وحدات ترفع الخطر بنحو الثلث.

إرتفاع السكر في الدم
لطالما رُبط السكري من النوع الثاني بالخرف، بما أنّ ارتفاع مستويات السكر في الدم تدمّر كل الأعضاء، بما فيها الدماغ. لكن حتى الارتفاع البسيط للسكر في الدم قد يسبّب مشكلة: وفق بحث من هارفادر نُشر في «New England Journal Medicine»، فإنّ الأشخاص في مرحلة ما قبل السكري كانوا أكثر عرضة بنسبة 20 في المئة للإصابة بالخرف مقارنةً بالذين يملكون مستويات سكر في الدم طبيعية. للتأكد من عدم الاقتراب من مرحلة ما قبل السكري يجب إجراء الفحوص المطلوبة سنوياً عند تخطّي 45 عاماً، والبدء في وقت أبكر في حال وجود عوامل خطر كالوزن الزائد.

الخمول
الحركة لا تحسّن مظهركم الخارجي فقط، إنما ترفع أيضاً مستويات بروتين «BDNF» الذي يقي موت خلايا الدماغ الموجودة ويساعد على بناء مجموعة أخرى جديدة. إستناداً إلى دراسة من جامعة بوسطن نُشرت في «JAMA Neurology»، فإنّ الأشخاص الذين يتمتعون بأعلى مستويات من «BDNF» لديهم أدنى معدلات من الخرف. الأمر لم يفت بعد للبدء بممارسة أيّ نشاط يستهويكم! توصلت الأبحاث إلى أنّ الأشخاص فوق 50 عاماً الذين كانوا يعانون مشكلات في الذاكرة ولكنهم مشوا نحو 9000 خطوة أسبوعياً أكثر من المجموعة المتحكّم فيها، أظهروا تحسّناً في الذاكرة والقدرة الإدراكية على حدّ سواء. لا تتردّدوا إذاً بالانغماس يومياً نحو 30 دقيقة في التمارين المعتدلة إلى الشديدة، كالمشي السريع أو الهرولة.

حذف الدهون الجيّدة
استهلاك الدهون لا يعرّضكم بالضرورة لزيادة الوزن، إنما قد يحمي أجسامكم وأيضاً أدمغتكم. الأشخاص الذين يتّبعون نظاماً غذائياً عالي الدهون يميلون إلى خفض الكربوهيدرات، خصوصاً المصنّعة منها، التي قد تسبّب الالتهاب الذي يؤدّي إلى الخرف. في الواقع، بيّنت دراسة من «Mayo Clinic» أنّ الأشخاص الذين استهلكوا الدهون بمعدل بلغ أكثر من ثلث مجموع سعراتهم الحرارية كانوا 42 في المئة أقلّ عرضة للضعف الإدراكي مقارنةً بالذين اكتفوا بغذاء يحتوي أقل من ربع الدهون. المطلوب منكم إذاً خفض الكربوهيدرات إلى أقلّ من 50 في المئة من مجموع كالوريهاتكم، والتركيز على الدهون الصحّية للقلب والدماغ كزيت الزيتون، وبذور الكتان، والمكسرات، والسمك الدهني مثل السَلمون.

نقص الفيتامين D
وفق دراسة نُشرت في مجلّة «Neurology»، فإنّ الأشخاص الذين يملكون أدنى مستويات من الفيتامين D ارتفع لديهم خطر الإصابة بالخرف بنسبة 53 في المئة مقارنةً بالذين لديهم معدلات أعلى. أمّا بالنسبة إلى الذين يشكون من نقص شديد، فقد بلغ الخطر 125 في المئة.

إحتساء مشروبات الدايت
إستناداً إلى بحث أجرته جامعة بوسطن، فإنّ الأشخاص الذين يحتسون مشروباًَ واحداً على الأقل يومياً يحتوي مُحلّيات صناعية هم أكثر عرضة بمعدل 3 مرات للإصابة بالألزهايمر على مدى 10 أعوام مقارنةً بالذين يتفادون ذلك. لكن هذا لا يعني أنه يجب استبداله بالصودا العادية. في الواقع، توصّلت دراسة أخرى إلى أنّ جرعة يومية من المشروب الدايت أو العادي ترتبط بحجم دماغ أصغر. يرجع السبب إلى أنّ المشروبات المحلّاة تحفّز الالتهاب الذي يؤذي الدماغ. الأفضل استبدالها بالشاي غير المُحلّى، والمياه العادية أو الفوّارة.

العيش في الازدحام
الأشخاص الذين يعيشون على بُعد 50 متراً من الطرقات المزدحمة بالسيارات هم 7 في المئة أكثر عرضة للخرف مقارنةً بالذين يعيشون على بُعد 300 متراً، وذلك وفق دراسة كندية نُشرت في مجلّة «Lancet». يقترح الباحثون أنّ الهواء الملوّث يدخل مجرى الدم ويسبب الالتهاب الذي يؤثر في القلب والدماغ.

العزوبية
إستناداً إلى دراسة صدرت في «Journal of Neurology Neurosurgery & Psychiatry»، فإنّ الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم هم 42 في المئة أكثر عرضة للخرف مقارنةً بالمتزوّجين، في حين أنّ الخطر يُهاجم الأرامل بنسبة 20 في المئة أكثر. يرجع السبب إلى أنّ هؤلاء الأشخاص قد يشعرون بمزيد من الوحدة والكآبة اللتين تندرجان ضمن العوامل المحفّزة للخرف. إحرصوا إذاً على تلقّي الدعم الاجتماعي، وتمضية الوقت مع الأصدقاء، والانخراط في المجتمع.