اقام سفير جمهورية مصر العربية في لبنان نزيه النجاري حفل استقبال لمناسبة اليوم الوطني لبلاده في دار السكن – دوحة الحص بمشاركة عدد كبير من المسؤولين والنواب والوزراء والسفراء.
وشدد النجاري في كلمته على ان مصر “أحبت لبنان وأحبها اللبنانيون على مر التاريخ. ومثل كل عام نتذكر قيادات ثورة الثالث والعشرين من يوليو ونحييهم، فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورفاقه حرصوا وضحوا ليس لتحرير الشعب المصري من الاستعمار فحسب، وإنما لتمتد المظلة الداعمة للنضال التحرري الى أشقائنا العرب جميعا ولخلق مناخ عام من مشرقنا الى مغربنا العربي تطلعت الشعوب معه لنيل استقلالها، فقضيتنا كانت واحدة وأؤمن إيمانا عميقا بأن قضايانا لا تزال واحدة وان اختلف الزمن وتعددت الأزمات”.
واشار الى انه “من ناحية لا تزال معاناة إخوتنا الفلسطينيين تحت الاحتلال قضيتنا المركزية، والتي تؤكد لنا ان النضال من أجل التحرر لا يزال مسألة مطروحة وبقوة على أجندتنا العربية بما يحقق للأشقاء في فلسطين نفس ما تحقق لسائر الشعوب العربية تتويجا لنضالهم الذي نحييه تحية كبيرة، ومن ناحية أخرى فإن شعوبنا ودولنا، وبعد أن مرت عقود على تحررها، لا تزال تواجه تحديات جمة علينا أن نأخذها مأخذ الجد فتحت شعارات عديدة وبحجج متعددة، تأخرت حركة مجتمعاتنا عن اللحاق بركب التقدم في وقت كان يفترض أن يشمل نضالنا أيضا بناء مجتمعات تسهم بشكل أفضل في تقدم البشرية ودون أن نهمل قضايانا السياسية واستقلالية قرارنا حماية لأمننا القومي العربي من كل تدخل يسعى أصحابه لتحقيق مصالح شعوب أخرى كثيرا مما تتعارض ومصالحنا المشتركة”.
واوضح النجاري انه يلمس منذ وصوله الى لبنان توقا وتطلعا الى تعزيز الحضور المصري على الساحة اللبنانية والمشرقية بشكل عام، مؤكداً أنه من منطلق إدراك مصر لمسؤولياتها التاريخية والحاضرة والتي تتجاوز حدودها الى محيطها العربي والاقليمي، وانطلاقا من وعيها بمصالحها وبمقتضيات حماية أمنها القومي كذلك، فإن مصر تحرص بشكل دائم على الاضطلاع بذلك الدور الذي يتطلع اليه أشقاؤنا العرب. ولفت الى انه “مع تعافي مصر اقتصاديا وخرجها من حالة ركود سادت لعقود، فسوف يزداد تاثيرها ودورها على الساحة الاقليمية بما يخدم الاستقرار ويعزز مناعتنا ويحول دون التدخلات الخارجية والاقليمية في شؤوننا العربية”.
وأضاف: “يظل لبنان وشعبه عزيزا على قلوب جميع المصريين بما لهذين البلدين الكريمين من شراكة تاريخية ومساهمة رئيسية في حمل شعلة التنوير والوطنية في العالم العربي، ولا اجد نفسي في حاجة الى سرد مظاهر التفاعل المتبادل بين شعبي البلدين على مدى القرنين الاخيرين فتاريخ الفن والاداب والثقافة والسياسة في مصر ولبنان شاهد على حالة استثنائية من الانصهار والتآخي غير المسبوق، وهي حالة متجددة نحرص عليها ونعمل على ترسيخها لصالح ابناء البلدين، ويبرز في هذه الاوانة آفاق ايجابية للغاية في التعاون الاقتصادي بين البلدين يعكسها التدفق الكبير لرؤوس الاموال اللبنانية الى السوق المصرية لما تقدمه من ربحية لمختلف الصناعات والنشاطات الانتاجية”.
وواصل النجاري: “تظل مصر حريصة دائمة في علاقتها مع لبنان الشقيق على ثوابت رئيسية يأتي في مقدمتها الحفاظ على امن لبنان واستقراره بعيدا عن التجاذبات الاقليمية والدولية، وصون نموذج العيش المشترك الفريد الذي يقدمه هذا البلد العزيز للمنطقة العربية ولكل العالم، واعبر هنا عن خالص تمنياتي بالتوفيق لدولة الرئيس سعد الحريري في انجاز تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة تكرس التوازن الذي يتطلع اليه اللبنانيون لتكون خاتمة لمسيرة سياسية مهمة اجتازها لبنان على مدار العامين الاخيرين. ولا يفوتني ايضا ان احيي الجيش اللبناني وجنوده الذين بذلوا ارواحهم في معركة لبنان مع الجماعات الارهابية والتي تكللت بنجاح كبير في دحر هذه الجماعات والحد من تهديدها للبنان وهي المعركة التي لا يزال الجيش اللنباني يخوضها، زودا عن حدوده والتي يقف فيها بلا شك في خندق واحد مع الجيش المصري في مواجهة خطر واحد يهدد قيم السلام والانسانية في بلدينا”.