لم يسلم “حزب الله” من حركة الاعتراض والغضب التي عمد جزء من اهالي بلدة الحمودية غرب بريتال، التي كانت مسرحاً لاشتباك بين الجيش وعصابة زيد اسماعيل الثلثاء الفائت واسفرت عن مقتله اضافةً الى 7 اخرين، من تحميله مسؤولية التخلّي عنهم كما ظهر في شرائط مصوّرة عدة تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تضمّنت اتّهامات لاذعة للحزب وأمينه العام السيد حسن نصرالله كما الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما عمد بعضهم الى حرق رايات الحزب.
ومع ان الاتّهامات التي ساقها بعض اهالي الحمودية ضد “حزب الله” كانت من العيار الثقيل وذهبت الى حدّ اتّهامه بـ”التواطؤ” مع الجيش لتنفيذ “مجزرة الحمودية” كما وصفوها، الا ان الحزب آثر الصمت ولم يصدر عنه اي موقف للردّ على ما تعرّضت له قيادته ومسؤولوه او حتى لتقييم العملية، خصوصاً ان البقاع يشهد اخيراً موجة من الغضب والنقمة على الاوضاع المُزرية امنياً واقتصادياً ومعيشياً والتي ارتفعت حدّتها عشية الانتخابات النيابية وحمّلت الثنائي الشيعي، لاسيما “حزب الله”، جزءاً كبيراً منها كَونه يملك الرصيد الشعبي الاكبر وصاحب النفوذ السياسي الاول في السلطة.
واذ تجزم مصادر مقرّبة من “حزب الله” لـ”المركزية” بأن “ما شاهدناه وسمعناه في اليومين الاخيرين لا يُعبّر عن اهالي البقاع الذين ضاقوا ذرعاً بجرائم هؤلاء التجار الذين يعيثون فساداً ودماراً وخراباً ليس في البقاع فقط وانما في كل لبنان”، تعتبر أن “ما وصفتهم بـ”المتضررين” من “الضربة القوية” التي لقيها اسماعيل وافراد عصابته هم من حرّضوا على عملية الحمودية لجهة الترويج بأن الحزب تخلّى عنّا وان الدولة ارتكبت مجزرة هناك”.
وتقول: “مما لا شك فيه انه عندما يتم انشاء امبراطورية مافياوية من تجارة المخدرات وعصابات الخطف والسرقة والابتزاز، فإن عائلات كبرى تتضرر من سقوطها، لذلك فان “عملية الحمودية” “ضربة موجعة” لهم”.
وتؤكد المصادر “اننا مع استتباب الامن في البقاع لآخر درجة والقضاء على كل البؤر الارهابية التي تُصدّر سمومها الى كل المناطق”، مشددةً على “ان الحزم والجدّية سيكونان هذه المرّة عنوان الخطة الامنية في البقاع، ورؤوس كبيرة ستسقط تباعاً في شباك الجيش والاجهزة الامنية”، لافتةً الى “ان لا غطاء سياسياً على اي مرتكب ومخل بالامن والقانون، لان الاستقرار الامني بات اولوية البقاعي”.
وتشير المصادر الى “ارتياح اهالي البقاع لسير الخطة الامنية التي تضرب بجدّية وحزم معاقل المجرمين وتضع حدّاً لبؤرهم التي تروّعهم منذ سنوات”، كاشفةً عن “ان زيد اسماعيل مُصنّف لدى الاجهزة الامنية بأنه الرقم الثاني من المطلوبين الكبار، لان سجله الامني حافل بجرائم متعددة ومتنوّعة تبدأ بتجارة المخدرات ولا تنتهي بالخطف وتشكيل عصابات لسرقة السيارات”.