ثمّن “تكتل الجمهورية القوية” الجهود “التي يبذلها الرئيس المكلّف سعد الحريري في سبيل تشكيل الحكومة الجديدة”، داعيًا، من جهة أخرى، “الأطراف المعرقلة إلى الكف عن ممارساتها تسهيلًا لعملية تشكيل سريعة باتت البلاد بأمس الحاجة إليها في ظل الأوضاع الراهنة”.
واستنكر التكتل، في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي تلاه رئيسه سمير جعجع، “محاولات الضغط والتهويل والوعيد التي يمارسها المعرقلون أنفسهم على الرئيس المكلف والتي تصبّ في هدف واحد ألا وهو الدفع بالرئيس المكلّف لاعتماد تشكيلة حكومية بعيدة عن الواقع التمثيلي الذي أفرزته الانتخابات الأخيرة، ولا تنسجم بالتالي مع قناعاته”.
ومن جهة أخرى، استهجن التكتل “الحملة المستمرة التي يتعرّض لها نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني منذ أشهر عدّة، وهي حملة مبرمجة تقوم على تحوير الوقائع وبث الشائعات سعيًا لتشويه صورة الوزير حاصباني التي تشكّل انعكاسًا لصورة وزراء “القوات اللبنانية” بعد أن كانوا قد فازوا بثقة الغالبية الساحقة من اللبنانيين وتقديرهم انطلاقًا من حسن أدائهم الوزاري”.
واعتبر التكتل أن “هذا التأييد الكبير الذي ناله وزراء “القوات اللبنانية” أغاظ البعض، فعمد إلى شنّ حملات مبرمجة على حاصباني بغية النيل دفعةً واحدة من صورة وزراء “القوات اللبنانية” ككل”، مشيرًا إلى أن “القوات تحتفظ بحقها بالملاحقة القضائية لكل من يعمل على النيل من سمعتها عبر اختلاق الأخبار وتشويه الوقائع”.
وأعرب التكتل عن ارتياحه إلى “ما رشح عن تفاهم أميركي – روسي لإعادة النازحين السوريين إلى سوريا في أقرب وقت ممكن، انطلاقاً من الأردن ولبنان”، مثمّنًا في هذا السياق “سلسلة الاتصالات التي أجراها الحريري مع الطرف الروسي بشكلٍ خاص في سبيل إيلاء عودة النازحين من لبنان الأولوية اللازمة والتحضير لوضعها موضع التنفيذ في أقرب وقت ممكن”.
ووضعت “القوات اللبنانية” “كل علاقاتها في الداخل والخارج في خدمة هذه الخطة بغية إنجاحها وعودة النازحين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن”.
وعن ملف الكهرباء، أشار التكتل إلى أن “شركات عالمية عدة متخصصة في إنتاج الكهرباء كانت قد تقدّمت بعروض، أو بصدد تقديم عروض، للحكومة اللبنانية تقضي بإنشاء معامل لإنتاج الطاقة الكهربائية وذلك من دون أي تكلفة على الدولة، كما استعدادها لسد النقص الحاصل في إنتاج الطاقة حاليًا، وبوسائلها الخاصة، بانتظار جهوز معامل الإنتاج المذكورة، كل ذلك بأسعار تنافسية كبيرة”.
وأكد التكتل سعيه، مع تشكيل الحكومة العتيدة، للدفع “باتجاه إجراء مناقصة، بدفتر شروط واضح يتيح المنافسة للجميع، ومن ثمّ السير بالعرض الأفضل من بين العروض المقدّمة حرصًا على توفير ما يتراوح بين مليار وملياري دولار أميركي سنويًا على خزينة الدولة وبالتالي تخفيض العجز السنوي بنسبة تتراوح بين 20 و 40%”.
وعلّق التكتل “أهمية بالغة على إصلاح قطاع الكهرباء كخطوة أولى على طريق الإصلاحات المطلوبة منذ زمن لتصحيح الخلل القائم في ميزانية الدولة، واستطرادًا للوصول الى النهوض الاقتصادي المنشود”.
وتوجّه التكتل من الجيش بـ”أحر التمنّيات مع اقتراب عيد الجيش الثالث والسبعين”، مجددًا “الثقة بالمؤسسة العسكرية، المؤسسة الشرعية التي تقع عليها حصرًا مسؤولية الدفاع عن لبنان وحفظ سلمه الأهلي من أي خطر أو عدوان”.
وتقدم التكتل بـ”أحر التعازي من أهالي شهداء مجزرة السويداء الأخيرة، الذين اغتالتهم يد الغدر بكل دم بارد”، داعيًا للمصابين بـ”الشفاء العاجل”.
ومن جانب آخر، شدد جعجع على “أننا من الداعمين للعهد وبالتالي من أقصى تمنياتنا أن يكون أفضل عهد في تاريخ لبنان، لذلك لن نقدم على أي تحالفات لمواجهته باعتبار أننا في صلب هذا العهد، ولكن ما يجري هو أن آراءنا تتشابه مع “المستقبل” و”الاشتراكي” و”أمل” في مسألة تأليف الحكومة تحديدًا ولذلك نقوم بتنسيق المواقف في هذه المسألة”.
وعما إذا كان يرمي الكرة في مرمى رئيس الجمهورية ميشال عون عبر كلامه عن وجوب حصر كتلته من ضمن حصّة التكتل بـ8 وزراء وليس بـ11 وزيرًا، أشار جعجع إلى أنه لا يرمي الكرة في مرمى عون و”إنما بطبيعة الحال تكون الطابة دائمًا في مرمى الرئيس أيًا كان هذا الرئيس باعتبار أنه هو المسؤول وأنا أصبحت اليوم على قناعة بأننا لن نتمكن من الوصول إلى تأليف الحكومة العتيدة من دون تدخل الرئيس عون بكل قوة مع الأطراف المعرقلة”.