كشفت صحيفة «اللواء» عن ان البحث بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري تناول توزيع الحقائب على الكتل، في ضوء تُصوّر اولي اقترحه الرئيس المكلف، لكن المصادر تحفظت على الخوض في التفاصيل، مكتفية بالتأكيد أن «تقدماً طفيفاً قد تحقق».
الا ان هذه المصادر لم تنفِ ما إذا كان الرئيس الحريري قد وضع في عهدة الرئيس عون مسودة لتوزيع الحقائب تحاكي ما هو قائم في حكومة تصريف الأعمال.
على أن المتفق عيه، لدى الأوساط السياسية أن زيارة الموفد الرئاسي الروسي شرّعت زيارة الحريري إلى بعبدا، وفتحت الطريق مجدداً بين القصر الرئاسي وبيت الوسط.
اما زيارة الرئيس الحريري لقصر بعبدا، بعد انقطاع استمر 27 يوماً، فلم تحمل جديداً على صعيد حسم مسألة تأليف الحكومة، مثلما كان تردّد سابقاً، باستثناء ايجابيتين:
الاولى: نفي وجود خلاف بين الرئيسين عون والحريري في قاموس الرجلين وإنما هو موجود في الإعلام فقط، على حدّ تعبير الرئيس المكلف.
والثانية: الاتفاق على عودة التواصل، من خلال زيارات شبه يومية أو أسبوعية سيقوم بها الحريري، بما يعني ضمناً بأنه كانت هناك أجواء ملبدة بين الرئيسين، ونجحت الزيارة المستأخرة في تبديدها.
وفي تقدير مصادر مطلعة، انه على الرغم من أجواء التفاؤل التي دأب الرئيس المكلف على اشاعتها، وجاراه في ذلك قصر بعبدا (أمس) حول احتمال ولادة الحكومة قبل عيد الجيش في الأوّل من آب، فإن المعلومات التي تملكها هذه المصادر تؤكد صعوبة الاتفاق على تأليف الحكومة، قبل فترة ليست قصيرة، ويمكن لاتصالات حلحلة العقد المستعصية على الصعيدين المسيحي والدرزي ان تأخذ وقتاً إلى ما بعد أو قبل عيد الأضحى الذي يصادف في الثلث الأخير من شهر آب.
وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة على لقاء بعبدا ان الرئيس الحريري حمل معه الى الرئيس عون صيغة حكومية جديدة وصفتها المصادر «بالمقبولة والمعقولة» حول حل عقدتي التمثيل المسيحي والدرزي، لكنها لا تتضمن توزيعا للحقائب والاسماء، بل توزيعا لحصص القوى السياسية، وجرى نقاش واخذ ورد حولها بين الرئيسين واستعراض بعض البدائل المحدودة الممكن ادخالها على التشكيلة والتي سيُجري الحريري التفاوض حولها اليوم مع القوى السياسية لنيل موافقتها على البدائل المقترحة.
واوضحت المصادر انه حصل تقدم واضح في الامور، وان الرئيس عون كان هذه المرة اكثر ارتياحا من المرات السابقة لما عرضه الحريري، ومن المفروض ان تتبلور الامور يوم غد الجمعة في ضوء اتصالات الحريري مع الاطراف المعنية، وقد يحصل تقدم سريع اذا وافقت الاطراف السياسية المعنية على البدائل التي عرضها عون.
وأشارت المصادر السياسية لـ«اللواء» إلى ان جو اللقاء اتسم بالارتياح، علماً أنه جاء بعد أقل من شهر الا 3 أيام من لقائهما الأخير، وهذا الارتياح قطع، وفق المصادر، أي تأويل عن علاقة متشنجة، كاشفة عن حلحلة في الملف الحكومي، وان اتصالات سيستكملها الحريري لبعض النقاط والامر ينطبق على العقدتين المسيحية والدرزية اقله.
وكشفت عن ان الرئيس الحريري قدم للرئيس عون اكثر من صيغة مع البدائل، لافتة الى ان الجو الذي كان مقفلا لم يعد موجودا وأن الرئيسين مرتاحان. واوضحت ان هناك تكتما على ما تم عرضه من صيغ تخوفا من اي خربطة. وهنا اكدت المصادر ان العدد لا يزال ثلاتينيا. وتحدثت عن حلحلة في العقدة المسيحية من دون معرفة ما يمكن ان تشهده العقدة الدرزية التي ما تزال الاكبر.
وعلم ان الرئيس الحريري سيعرض ملاحظات الرئيس عون على الأطراف المعنية، واشارت الى انه اذا سارت الامور كما يجب فإن الحريري قد يحضر الجمعة ويقدم صيغة شبه نهائية كما انه اذا حصلت الحلحلة المطلوبة، فان الحكومة قد تبصر النور قبل الاول من اب المقبل اي قبل عيد الجيش اللبناني الذي يحضر احتفاله الرؤساء الثلاثة.
ومن جهة أجرى، أوضحت مصادر مطّلعة على التشكيلة التي قدمها الحريري لعون، لصحيفة «الشرق الأوسط»، أنها تتضمن أربعة وزراء مسيحيين لـ«حزب القوات» مع وزارة سيادية، وثلاثة وزراء دروز من حصة «الحزب الاشتراكي».
وقالت مصادر الحريري إن هذه الصيغة ترضي الجميع وتؤمن صحة التمثيل برأي الحريري الذي تداوله مع الرئيس عون بوصفه المعني الوحيد ببحثها مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة.