أفادت مصادر متابعة لزيارة وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن إلى دمشق منتصف الأسبوع الماضي أن “الجانب السوري أصغى باهتمام إلى النقاط والمواضيع والملفات التي أثارها، والمتعلقة بقضايا اقتصادية وصناعية وتبادلية مشتركة تحتاج إلى بحث ومتابعة وملاحقة جدّية لتذليل العقبات التي تعترضها، من دون إغفال الأوضاع والتطوّرات السياسية في المنطقة وسوريا”.
ولفتت المصادر القريبة من وزير الصناعة، لـ”المركزية”، إلى أن “الحاج حسن ركّز على المصلحة الاقتصادية اللبنانية التي تتّفق في جوانب منها مع إعادة التواصل مع الدولة السورية من أجل الدفع بالعلاقات الاقتصادية الثنائية”.
وتابعت: “برز في كلامه تطرّقه إلى الاختلاف في النظم الاقتصادية بين البلدين. ففي لبنان، الاقتصاد حرّ والمبادرة فردية والدور المحوري والأساسي في الأعمال والاستثمار والإنتاج هو للقطاع الخاص، على عكس ما هو قائم في سوريا حيث الاقتصاد موجّه ويلقى الدعم الحكومي، وتملك الدولة قطاعات إنتاجية عديدة، أو هي تشرف عليها بالكامل، أو بالشراكة بين القطاعين العام والخاص”.
وكشفت أن الحاج حسن أثار مع رئيس الحكومة السورية عماد خميس ووزيريّ الصناعة محمد يوسف والنقل علي حمود “قضية التبادل التجاري بين البلدين. وعزا أحد أهم أسباب تراجع الصادرات اللبنانية إلى إقفال المعابر الحدودية بين سوريا وكلّ من العراق والأردن، التي تعد الشرايين الوحيدة لتصدير المنتجات اللبنانية عبر البرّ إلى الدول العربية والخليجية التي تستوعب نحو 70 إلى 75% من الصادرات اللبنانية، لكنّ الوضع الآن بات مختلفاً مع تمكّن الدولة السورية من السيطرة على المناطق وشبكات الطرق والمواصلات التي تؤمّن العبور البرّي إلى كلّ من العراق عبر معبر التنف وإلى الأردن عبر معبر نصيب”.
واستكشف الحاج حسن مع وزير النقل السوري “وضع المعابر ومتى سيُتخذ القرار بفتحها خصوصاً مع الأردن”. وهذا الموضوع أثير أيضاً مع رئيس الحكومة ووزير الصناعة”، بحسب المصادر.
وأشارت إلى أن “المسؤولين السوريين شجّعوا ويشجّعون إعادة فتح آفاق التعاون الاقتصادي والتبادلي مع لبنان، ورحّبوا بحركة الترانزيت عبر سوريا بما يعود بالفائدة على الصناعيين والمزارعين اللبنانيين وللاقتصاد السوري بشكل عام بما تؤمّن هذه التجارة من دورة اقتصادية متحرّكة ومتبادلة”.
وأضافت: “إن فتح المعبر مع الأردن لم يتمّ بعد وإن كانت الدولة السورية قد سيطرت عليه، ويُنتظر تفعيل التنقّل عبره إلى قرار سياسي مشترك بين عمّان ودمشق”.
… وزعيتر إلى سوريا: وليس بعيداً، يزور وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر دمشق، وكذلك وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس وفق معلومات “المركزية”، إذ كان من المفترض أن يشارك في المعرض السوري الذي افتتح الأسبوع الماضي وحضره الحاج حسن.