كتبت كاتيا توا في “المستقبل”:
لا يُخفي الموقوف اللبناني – الأسترالي عامر الخياط «ميوله الجنسية» التي بدت ظاهرة للعيان في أول «ظهور» له أمام المحكمة العسكرية التي استجوبته بجرم انتمائه إلى داعش وأشقائه الثلاثة طارق وخالد ومحمود وابن شقيقه محمد والتحضير لعمل إرهابي يهدف إلى تفجير طائرة إماراتية بعد إقلاعها من سيدني الأسترالية بواسطة عبوتين ناسفتين تم وضعهما مع عامر الذي استقل الطائرة متوجهاً إلى لبنان، إلا أنه بسبب الحمولة الزائدة لحقيبة اليد التي كان يحملها عامر، تم إلغاء العملية، فلم تستلم «أم فايز» ماكينة اللحمة التي كانت مفخخة، كما أن ابنة أحد أشقائه رهف لم تحصل على لعبتها التي كانت مفخخة أيضاً، واللتين استعادهما خالد من المتهم «وودّعني وذهب».
أكثر من ساعة ونصف ساعة، أُخضع خلالها عامر للاستجواب من قبل رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله، استجوابٌ أكد في خلاصته المتهم بأنه بريء من الإرهاب، وذهب إلى القول «انني كنت أعتقد بأن داعش يعود لاسم رجل»، لينتهي إلى القول «أنا مبسوط بحياتي وليش بدّي انتحر»، مشيراً إلى أنه يساكن «صديقه» الباكستاني في أستراليا ويتعاطيان معاً المخدرات.
واجه رئيس المحكمة المتهم باعترافاته الأولية أمام «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي، فأنكرها جميعها متهماً اياها بأنها أرادت إدخاله إلى السجن «كرمال أخي طارق»، وما الأخير سوى أحد قياديي تنظيم داعش الإرهابي في الرقة. أما كيف استقى معلوماته عن ماكينة اللحمة المفخخة ولعبة الـ«باربي» المفخخة أيضاً؟ برّر المتهم معرفته بما حصل في أستراليا حول هذه الحادثة لأنه اطلع عليها من محرك «غوغل» قبل توقيفه بحوالى ثلاثة أسابيع.
الجلسة التي تابعتها السفارة الأسترالية التي يحمل المتهم جنسيتها، وكذلك صحافيون أجانب وأستراليون، انتهت أمس برفعها إلى الرابع من أيلول المقبل إلى حين ورود جواب من السفارة الأسترالية على طلب المحكمة إيداعها نسخة عن التحقيقات المجراة لديها مع الموقوفين خالد ومحمود، كما طلبت المحكمة من “شعبة المعلومات” إيداعها التسجيلات الصوتية للمحادثات التي جرت بين المتهم وشقيقيه خالد ومحمود قبيل سفره إلى لبنان.
وباستجوابه الذي كان الخياط قد ختمه بالبكاء طالباً إخلاء سبيله “لأنني لا أستطيع العيش في رومية”، أكد علمه بأن شقيقه طارق الملقب بـ”أبو عبدالله الطرابلسي” هو مسؤول شرعي لداعش في الرقة وقد سافر إلى سوريا مع أفراد عائلته السبعة عام 2014 والذي توفي منهم إثنان خلال المعارك.
وكان عامر قد سافر إلى أستراليا عام 2000 حيث تزوج هناك ورزق بفتاتين، ولحقه شقيقه محمود فيما خالد كان قد سبقهما إلى أستراليا، “انما حياتي كانت مغايرة لحياتهم هناك”، وهو كان قد زار لبنان خلال العامين 2013 و2014 وفي العام 2017 «جيت عا رومية».
ينقل عامر عن أشقائه بأنهم «تغيروا كثيراً» فقطع علاقته بهم بعد أن كانوا يوبخونه بسبب سلوكه المهين ومساكنته لباكستاني وتعاطيه المخدرات وكذلك علاقته بالنساء.
وحول ما أدلى به أولياً بأن شقيقه خالد حاول إقناعه بإصلاح نفسه وأن يتقي الله من خلال تنفيذ عمل إرهابي ليلقى أجراً، قال المتهم: «هذا ما كتبه المحققون بعد أن وقعت على أوراق بيضاء». وعقب المتهم «أنا أساساً لم أعرف أن هناك متفجرات بين أمتعتي»، أضاف: «أنا عايش حياتي فلماذا سأفجر نفسي». وعندما ذكر بأن «الذي أعمل لديهم بيقتلو حالهم عليي»، استوضحه رئيس المحكمة حول ما يقصده فأجاب: «بيحبّوني».
وحول حادثة الطائرة يروي المتهم أنه حضر إلى لبنان في منتصف تموز العام 2017 لـ«الكزدرة»، وفي 29 منه وردت أنباء عبر المواقع حول حادثة الطائرة وقد اطلع عليها ليتم توقيفه في السابع من شهر آب من العام نفسه في محلة التل في طرابلس. أما عن سبب حجزه تذكرة عبر طيران الإمارات وليس طيران قطر وهو الأرخص؟ برر المتهم ذلك بالقول إن شقيقه خالد طلب منه أن يحجز عبر الإماراتية ولم يسأله السبب.
وهل هذا يعني أن أشقاءه كانوا يخططون لعمل إرهابي من دون علمه؟ أجاب: «والله العظيم ما معي خبر شو مخططين» ليضيف: “ربما أخوتي كانوا يريدون أن يلبسوني تهمة التفجير ليبرئوا أنفسهم من العمل الإرهابي، لكنهم أوقفوا في أستراليا، وغرقوا أكثر مني”.
ويوم الرحلة، يتابع المتهم روايته، فيقول: “أعطاني خالد ماكينة لحمة لأم فايز أختي ووضعها في حقيبة يدي، كان وزنها حوالى 3 كيلو، ثم وضعها عند بيت خالي قبل أن أتوجه إلى المطار. ثم توجهت وخالد ومحمود إلى المطار وأثناء وزن الحقائب أعطاني خالد لعبة باربي على أن أوصلها إلى رهف ابنة أخي احمد البالغة من العمر 4 سنوات، إنما لا أعرف كم كان وزنها، إنما تخطى وزن الحقائب الوزن المسموح به، وحينها قام خالد بإخراج ثيابي من الحقيبة وكذلك اللعبة لكي يصبح الوزن المسموح به”. وهل وضع الماكينة مكان الثياب أجاب المتهم: “والله العظيم ما بعرف شو كانوا عم يخططو”. وأضاف: “هوي أخد التياب بس ما بعرف شو حط بدالهم”. إنما “أخذ اللعبة والثياب وماكينة اللحمة بقيت في منزل خالي وودّعني وذهب”.
وعما قاله سابقاً بأنه كان على علم بوضع المتفجرتين وأنه استغرب سبب تبديل رأيهم، فأوضح بأن المحقق كتب ذلك.
وعن تسجيلات صوتية بينه وبين أحد أشقائه الملقب بالحاج عبر الواتساب حول ما إذا كان المتهم أخبر صديقه الباكستاني بالعمل الإرهابي وأن شقيقه قلق من ذلك، أوضح المتهم أن صاحب السكن كان يهدده كلما حضر لعنده صديق لتعاطي المخدرات وما ذكر عن أي عمل إرهابي هو من “تأليف وتلحين المحقق”.
أما عن سبب سؤال شقيقه محمود له عن الوزن المسموح له في الطائرة فرد المتهم سبب ذلك إلى كون محمود أراد إرسال هدايا معه وهو ما حصل بالفعل.
ويذكر المتهم أولياً أنه أخذ إجازة من عمله من أجل التمويه ولإبعاد الشبهة عنه وعن أشقائه ليعود ويقول أمام المحكمة: «كيف ذلك.. أنا مبسوط بحياتي ولا يوجد اي عمل انتحاري». وتابع يقول: «أنا لم اذكر في التحقيق عن أن الإجازة هي للتمويه إنما ذكرت أنه يجب أن أعود إلى عملي في شركة التنظيفات في 20 آب».
وحول ما ضبط في هاتفه من أحداث أمنية وعمليات لداعش، قال «هيدي ما كانت بهاتفي، إنما صور فتيات وشباب جرى محوها».
وأبرزت وكيلة المتهم المحامية جوسلين الراعي نسخة صادرة عن الشرطة الأسترالية تفيد بأن موكلها لم يكن على علم بوجود المتفجرات بين أمتعته قبل سحبها، وأوضحت أنها انتظرت شهران إلى حين السماح لها بتنظيم وكالة للدفاع عن موكلها بعد تدخل النيابة العامة العسكرية.
وقبل رفع الجلسة سئل المتهم عن رسالة كتبها إلى أهله فقال: «هذا ليس خطي فأنا لم أحاول الانتحار إنما انتحر بتعاطي المخدرات».