في إطار مبادرتهما لتأمين العودة الآمنة والطوعية للنازحين السوريين بعد أن أصبحت معظم الأراضي السورية آمنة، عقد اجتماع تنسيقي بين وفد من اللجنة المركزية لعودة النازحين السوريين في “التيار الوطني الحر” برئاسة نقولا الشدراوي، ومسؤول ملف النازحين السوريين في “حزب الله” النائب السابق نوار الساحلي، جرى خلاله عرض وجهات النظر المختلفة وسبل التعاون بينهما.
عند الإعلان عن المبادرتين، كان ملف النازحين قابعا في أدراج المجتمع الدولي أقله في العلن، وكان الانقسام اللبناني بشأن الحلول المطروحة عموديا، إلا أن الظروف الدولية والداخلية انقلبت، بعد دخول روسيا وبدفع دولي غير مسبوق على الملف، وإعلانها تشكيل لجان مشتركة مع الدول المضيفة لتأمين العودة بضمانات سورية-روسية حظيت بترحيب لبناني جامع، فما مصير مبادرة الحزب بعد كل هذه التطورات؟ وهل هناك تنسيق مع الروس؟
وفي السياق، أشار الساحلي عبر “المركزية” الى أن “الحزب لا يحل مكان الدولة، وعندما تتسلم الحكومة الملف، وتطبق الخطة الروسية على الارض، ويصبح هناك تواصل مع الحكومة السورية، ينتفي دورنا ونصبح بتصرف الدولة، فنحن في الوقت الراهن نواصل ملء الفراغ الناجم عن غيابها، ولكن عندما تصبح أجهزة الدولة جاهزة لتسلم مهامها، سنكون أول المرحبين، فبذلك يكون حمل كبير أزيل عن كاهلنا”.
ولفت الى أن “حتى اليوم لم يحصل أي تواصل بين الحزب والمسؤولين الروس المكلفين متابعة الملف”.
وقال إن “الاجتماع التنسيقي طرح سبل التعاون بين الحزب والتيار في المناطق المشتركة وتلك التي لا نتواجد فيها”، مشيرا الى أن “كل طرف اعتمد الاسلوب الذي يناسبه. فالتيار شكل لجانا تتوجه الى المخيمات وتلتقي النازحين، أما نحن فنستقبلهم في مراكزنا. وعلى صعيد الاستمارات اعتمد التيار استمارة الامن العام، أما نحن فأضفنا بعض النقاط اليها”، لافتا الى أن “الاساليب تختلف ولكن الغاية واحدة وهي تسهيل عودة النازحين”.
وأضاف “سنرسل في اليومين المقبلين أول دفعة من الاستمارات الى الحكومة السورية والتي تضم ما يزيد عن ألفي نازح بانتظار الموافقة عليها”، مشيرا الى أن “العمل الفعلي للحزب بدأ فعليا منذ 10 أيام بعد أن استغرقت التحضيرات وعملية تجهيز المراكز بعض الوقت”.
وعن وجود نازحين معارضين من بين الاسماء المسجلة، قال “معظم النازحين الذين لجأوا الى مراكز الحزب لا يعانون من مشاكل على صعيد ملفهم الامني”.