أشار عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص إلى أن “يوم زفّت شركة كهرباء زحلة خبر تأمين الكهرباء لزحلة وقرى قضائها 24/24 ساعة، هلّل الجميع لما اعتبروه إنجازًا فريدًا لصاحب الشركة، واعترفوا له بعد ذلك، ومن دون صعوبة، بحق الترشح إلى الانتخابات النيابية عن قضاء زحلة، إكمالاً لمسيرة النجاح تلك”، معتبرًا أن “المواطن العادي لم يدقق آنذاك بالأرباح التي ستجنيها الشركة، ولا بالمبالغ التي دُفعت تحت الطاولة إلى أصحاب النفوذ والشأن في الدولة لتمرير المشروع، وهي مبالغ دفعت وتُدفع من جيوب المكلفين المساكين”.
وأكد عقيص، في بيان نشره على صفحته على “فايسبوك”، أن “الزحلي كان يكتوي بنار التقنين والفواتير المزدوجة، فاعتبر الحل الذي ابتكرته شركة كهرباء زحلة بمثابة الإنجاز، لا بل الفخر الزحلي وربما المعجزة الزحلية”.
وأضاف: “اليوم، وفجأةً، تعلو أصوات تنبّه الناس إلى الثمن الفاحش الذي تدفعه لقاء الكهرباء، وتدعو الشركة إلى إعادة النظر بالأرباح التي تحققها”، لافتًا إلى “أننا لن أدخل في الشخصي، ولا في الأسئلة -المشروعة- عن توقيت هذا السجال وعن اللاعبين الحقيقيين في هذه المعركة ومن يقف منهم أمام الستار، ومن منهم يختبئ خلفه، ولن أسأل كيف للنائب الذي تقدّم بإخباره اليوم إلى النيابة العامة عن سرقة شركة كهرباء زحلة أموال الشعب أن يقف منذ أقل من أربعة أشهر شابكًا الخناصر والسواعد مع “السارق” الذي يدعي عليه اليوم، يوم كانا مرشحين على لائحة “العهد” يتشاركان الوعود والرؤى العظيمة لقضاء زحلة. ما يستوقفني، ويخيفني في آن، هو موقف الرأي العام الذي ينقسم دومًا بحسب الأهواء الشخصية أولًا، وبغير تعمّقٍ بالأسباب والنتائج والحلول ثانيًا”.
ولفت عقيص إلى “أنني لم أسمع خلال هذا السجال، الذي سيستمر على ما يبدو لحين ترتيب الحسبة والرزم والأرقام والحصص، أي صوتٍ يلفت إلى أننا لا نريد حلولًا ظرفية أو موقتة بعد اليوم. نريد حلًا شاملًا لمعضلة الكهرباء على مستوى الوطن، وزحلة في قلب هذا الوطن. ولا نريد أن يقوم الحالي ليجلس محلّه القادم، على قاعدة “قُمْ لأجلس مكانك، ولأجني أرباحك، لأن الزمن زمني وزمنك ولّى”. لا نريد أثمانًا باهظة للكهرباء نعم، ولكننا في الوقت عينه لا نريد العودة إلى زمن التقنين، وهذا قرار قاطع لدى الزحليين سيقاتلون الدنيا من أجله”.
وتابع عقيص: “لا نريد ثمنًا مختلفًا للكهرباء في زحلة عن ثمنها في باقي المناطق، الكهرباء حقّنا البديهي من الدولة -نعم الدولة- لا من الأشخاص أيًّا كانوا. ولن تنطلي علينا أدوار الضحية او المخلّص، لأن من يدّعي أنه ضحية ليس فعلًا ضحية، ومن يدعي أنه مخلص ليس حتماً كذلك. الضحية هو الشعب اللبناني، والمخلِّص هو الدولة العادلة القادرة النزيهة الشفافة”.
وأكد عقيص أن “قضاء زحلة يتمسّك بكهرباء لا تنقطع، بكلفة لا تقطع الظهر، وبمعايير بيئية عالية، والأهم بشفافية لا تجعل الكهرباء باب استفادة أو فساد أو استغلال أو ابتزاز”، مشددًا على أن “هنالك حلول معروضة للكهرباء بأقلّ كلفة ممكنة لكلّ لبنان. لا تختلقوا معارك جانبية لصرف الأنظار عن حقيقة العروض الآتية من شركات أجنبية لحلّ أزمة الكهرباء وإيقاف نزيفها وهدرها وهمومها من خلال بناء معامل إنتاج حديثة”.
وختم: “المعركة هنا! اعطونا الكهرباء، واستيقظوا من أحلامكم عن أكياس الذهب… أنظروا إلى واقع الناس، واخجلوا”.