لا يبدو مستغرباً أن يرحل تأليف الحكومة إلى أيلول المقبل إذا استمرت العقبات من دون حل ولم تفض المشاورات الجارية إلى حل يقود إلى الإسراع في التأليف، في حين يؤشر سفر الرئيس المكلف سعد الحريري في إجازة إلى أن الولادة الحكومية مستبعدة هذا الأسبوع، على وقع التفاف سني، سياسي وروحي، حول الرئيس الحريري الذي يملك صلاحية التأليف وحده، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وفي موازاة رفض لمشاركة آخرين في هذه الصلاحية، على ما يجري من خلال تدخل الوزير جبران باسيل وآخرين .
وفي هذا السياق، دعا عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب أنيس نصار إلى “وضع عملية التأليف في نصابها الصحيح، والالتزام بما يقول الدستور على هذا الصعيد، أي أن يكون الأمر محصوراً فقط بالرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، من دون تدخل أي طرف آخر، لأنه في هذه الحالة لن تتشكل، سواء كان الوزير جبران باسيل، أو سواه”، رافضاً “الدعوة إلى تشكيل حكومة أكثرية من قبل بعض أصوات “النشاز”، وهم أنفسهم عندما كانوا أقلية كانوا يطالبون بحكومة وحدة، فكيف يمكن تقبل صيف وشتاء تحت سقف واحد؟”.
وشدد نصار، في حديث لـ”السياسة”، على “ضرورة تمثيل كل فريق حسب حجمه لا أكثر ولا أقل، بحيث أنه يجب تحديد معيار وتطبيقه على الجميع”، لافتاً إلى أن “منح “القوات” حقيبة سيادية، من شأنه المساعدة على الحلحلة، لأن لدينا حجماً ويجب أن نأخذه، ليس منة من أحد، وإنما بحسب حجمنا النيابي والشعبي”، متوقعاً ولادة قريبة للحكومة، “لأن البلد لم يعد قادراً على التحمل كثيراً، في ظل المشكلات التي تواجهه على أكثر من صعيد”. وقال إن “تكتل الجمهورية القوية مستعد للتضحية أكثر من غيره للإسراع في تشكيل الحكومة”.