في ضوء التضييق الأميركي على إيران، وما تصفه واشنطن بـ”الميليشيا الوكيلة لنظام طهران في لبنان”، “حزب الله”، كثرت التكهنات في الآونة الاخيرة حول التشدد الأميركي إزاء ما يخص التجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، حيث من المتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء المقبل، جلسة مشاورات لمناقشة مسودة تمديد تفويض قوات “اليونيفيل” في لبنان، على أن تتم الموافقة على التمديد للولاية من دون تعديلها، بحسب ما تؤكد أوساط ديبلوماسية معنية بمتابعة الملف لـ”المركزية”.
بيد أن جلسة منتصف الشهر الجاري لن تكون حاسمة، تضيف الأوساط، مشيرةً إلى أنها قد تشهد أخذا وردا، من دون أن يعني ذلك بروز عراقيل في وجه التمديد، خلافا للأجواء المتشنجة التي أحاطت بالملف العام الفائت في ضوء مطالبة واشنطن وإسرائيل بتوسيع مهام اليونيفيل، حيث سعت المندوبة الأميركية نيكي هايلي من دون جدوى آنذاك لتوسيع مهمة القوات الأممية في لبنان، متهمةً إياها بالتقاعس عن منع ما وصفته بالأنشطة “غير الشرعية” و”الإرهابية” لـ”حزب الله” في جنوب لبنان.
ووفق الأوساط نفسها، يتوقع أن يوافق مجلس الأمن الدولي على تمديد مهمة قوات حفظ السلام الدولية عاما إضافيا، للمرة الثانية عشرة منذ القرار 1701 من دون إدخال تعديلات في التفويض الممنوح لها حتى آب 2019، كما أن أي تعديل هام لن يطرأ على مشروع قرار التمديد، وسيجدد المجلس دعوة اليونيفيل إلى تكثيف دورياتها وردع عمليات “حزب الله” ومنع تهريب الأسلحة، فيما تتركز جهود الديبلوماسية اللبنانية في نيويورك التي تقودها المندوبة الدائمة للبنان السفيرة أمل مدللي على إقناع الدول الأعضاء بضرورة التمديد للقوات العاملة في جنوب لبنان نظرا لدورها الهام في تثبيت الهدوء والاستقرار مع الإبقاء على الولاية نفسها، لأن الوضع في هذه المنطقة بات مستقرا وهادئا نسبيا، على رغم الخروقات الإسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية برا وجوا وبحرا والتي تقوّض فرص التوصل إلى السلام.
ويهدف الحراك الديبلوماسي اللبناني، في هذا الإطار، إلى تأكيد التزام لبنان بالقرار 1701، والحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، فضلا عن العمل على تفادي نشوب أي نزاع، وتمسك لبنان بالآلية الثلاثية الأطراف التي تتجسد في اجتماعات الناقورة، باعتبارها المكان المناسب لمناقشة وحل أي قضية وتخفيف التوتر على طول الخط الأزرق وحل الخلافات والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في الجنوب.
وإذ يطلب لبنان من مجلس الأمن الدولي استعمال سلطته للضغط على إسرائيل من أجل احترام وتنفيذ القرار 1701 من خلال انسحابها من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف خروقاتها، مثنيا على ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كتابه إلى المجلس بهذا الشأن، سيؤكد أن دور “اليونيفيل” ما يزال أساسيا في الحفاظ على السلام والأمن في جنوبه وبالتالي المساهمة في استقرار البلد.
هذا الموضوع شكل أحد أبرز محاور البحث في اجتماعات الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل مع قائد قوات “اليونيفيل” الجديد في لبنان الجنرال استيفانو دل كول، حيث كان تأكيد على دعم لبنان لقوات الطوارئ الدولية، والتزامه الكامل قرار مجلس الأمن الدولي 1701 وإشادة بالدور الذي تقوم به هذه القوات في المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب، وعلى توفير مقومات التعاون التام بين السلطات اللبنانية و”اليونيفيل”. وأكد عون والحريري وباسيل تطلع لبنان إلى التمديد لـ”اليونيفل”، وتضامن المجتمع الدولي حول هذه المسألة واستمرار دعمها وتأمين البيئة الضرورية لتمكينها من القيام بعملها على أكمل وجه.