كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”:
إرتفع العجز التجاري الاميركي ليصبح الأكبر في عقدٍ من الزمن، رغم الحروب التجارية القاسية التي يقودها الرئيس دونالد ترامب لخفضه. فهل الزيادة دليل فشل او نجاح لسياسات ترامب؟
يتجه العجز التجاري في الولايات المتحدة، الذي اتسع بشكل كبير، في حزيران الماضي، لأن يصبح الأكبر على مدى عقد من الزمن، رغم جهود الرئيس دونالد ترامب لخفضه.
وبحسب الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة، بلغ حجم العجز التجاري في السلع والخدمات 291.2 مليار دولار في النصف الأول من 2018، وهي نسبة أعلى من تلك التي تم تسجيلها في العام الماضي، كما أنها تضع البلاد على مسار تسجيل أكبر عجز سنوي منذ عام 2008. يأتي ذلك في ظل وعود ترامب المتكررة بالحد من قيمة العجز التجاري، خلال فترة ولايته في البيت الأبيض، ولكن ما حدث هو ارتفاع قيمة العجز حتى الآن تحت إدارته.
ويعتبر ترامب أنَّ العجز التجاري الكبير الذي تعانيه بلاده، نتيجة التبادل التجاري مع الصين وألمانيا وغيرهما من الدول، وأن العجز هو نتيجة الصفقات التجارية الغبية للغاية.
وهدّد ترامب بتصعيد الحرب التجارية بشكل كبير من خلال فرض تعريفات جمركية تصل إلى 25% على منتجات صينية أخرى بقيمة 216 مليار دولار، بالإضافة إلى جميع السيارات المستوردة والشاحنات وقطع غيار السيارات، والتي ستبلغ قيمتها نحو 360 مليار دولار من الواردات.
وإذا تمّ تطبيق التعريفات الجمركية على الصين، في الأسابيع المقبلة، فإنَّ ذلك يعني أنّ أكثر من 12% من الواردات سيفرض عليها تعريفات، وهو مبلغ كبير من المحتمل أن يقود إلى ارتفاع بعض الأسعار في المتاجر.
وشهدت صادرات الولايات المتحدة زيادة غير عادية، خلال فصل الربيع؛ حيث سارعت دول أخرى إلى شراء السلع الأميركية قبل بدء تطبيق التعريفات الجمركية، ليتوقع بذلك الغالبية العظمى من خبراء الاقتصاد، أنَّ الإسراع في الشراء قبل تصاعد الحرب التجارية سيتبعه انخفاض الصادرات دون المستوى المعتاد في النصف الثاني من العام. ويعد العجز التجاري المتسارع، في حزيران الماضي، علامة على أنّ اﻷمر بدأ السير بما لا يرغبه ترامب.
ويعتقد خبراء الاقتصاد، أنَّ ترامب كان على خطأ عندما صبَّ تركيزه على خفض العجز التجاري، ولكن الطريقة الوحيدة لوضع حد لهذا الأمر هي توقف الشعب اﻷميركي عن شراء الكثير من الأشياء.
أسواق العملات
صعد اليورو لأعلى من 1.16 دولار امس بعدما فقدت موجة صعود شهدها الدولار في الآونة الأخيرة قوة الدفع، فيما قال متعاملون إنّ بيانات قوية من الصين خففت قلق المستثمرين بشأن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين في الآونة الأخيرة مما أثّر سلباً في الطلب على العملة الأميركية.
وتراجع الدولار منذ ان بلغ أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع يوم الاثنين عندما زادت توقعات نشوب حرب تجارية شاملة، مما زاد الطلب على العملة الأميركية. وقال متعاملون إنّ الدولار يحتاج لقوة دافعة جديدة أو تصعيد للتوترات التجارية بما يدفعه للتحرك ارتفاعاً.
وزاد اليورو 0.2 بالمئة إلى 1.1618 دولار بعدما انخفض يوم الاثنين إلى 1.1530 دولار.
وتراجع مؤشر الدولار 0.2% الى 95.036 نقطة. وزاد الين 0.5 بالمئة مقابل الدولار بعد تقارير أشارت إلى أنّ أعضاء مجلس بنك اليابان المركزي اختلفوا الأسبوع الماضي بشأن المدى المسموح به لتحريك سعر الفائدة عن المستوى المستهدف من قبل البنك المركزي. وارتفع الين إلى 110.84 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى خلال أسبوع.
وزاد الدولار الاسترالي، الذي يُنظر إليه كمؤشّر على المخاطر التي تواجهها الصين بسبب اعتماد استراليا على الطلب الصيني على صادراتها، 0.1 بالمئة إلى 0.7427 دولار أميركي. ونزل الجنيه الاسترليني 0.1 بالمئة مقابل الدولار.
بورصة بيروت
جرى امس تداول 32975 سهماً في البورصة المحلية قيمتها 0.27 مليون دولار مع غلبة الاتجاه الانخفاضي لاسعار الاسهم المتداولة. وذلك من خلال 28 عملية بيع وشراء لثلاثة انواع من الاسهم. ارتفع سهم وتراجع سهمان آخران. وفي الختام تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.01 % الى 10.268 مليارات دولار. امّا انشط الاسهم فكانت على التوالي:
1) اسهم شركة سوليدير الفئة أ التي زادت 2.90% الى 7.09 دولارات مع تبادل 17792 سهماً.
2) شهادات بنك بلوم التي تراجعت 0.99% الى 10.00 دولارات مع تبادل 13055 سهماً.
3) اسهم شركة سوليدير الفئة ب التي تراجعت 2.97 % الى 6.85 دولارات مع تبادل 2128 سهماً.
الاسهم العالمية
راجعت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة امس مع إعلان نتائج أعمال لم تسهم في رفع المعنويات التي تراجعت بسبب التوترات التجارية، حيث تستعد الولايات المتحدة لبدء تحصيل رسوم جمركية على سلع صينية أخرى قيمتها 16 مليار دولار.
ونزل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3% وكانت أكبر الخسائر في فرانكفورت حيث فقد مؤشر داكس الألماني .0.4%. وانخفض مؤشر نيكي في بورصة طوكيو للأوراق المالية مع تأهب السوق لبدء محادثات تجارية بين الولايات المتحدة واليابان في اليوم التالي، مما بَدّد أثر مكاسب شركات حققت نتائج أعمال قوية مثل نيكون ودايكن. وأغلق مؤشر نيكي القياسي منخفضا 0.1% عند 22644.31 نقطة.
تراوحت سوق أبوظبي للأوراق المالية قرب أعلى مستوى في أربع سنوات اليوم بدعم من أسهم البنوك، بينما سجلت البورصة السعودية أداء أضعف. وارتفع مؤشر بورصة أبوظبي 0.5% بعدما بلغ أعلى مستوى له منذ أواخر 2014 في وقت سابق من التعاملات. وتلقت معنويات المستثمرين الدعم من تعافي أسعار النفط وإعلان أبوظبي في حزيران عن خطة بقيمة 50 مليار درهم (13.6 مليار دولار) لتنشيط الاقتصاد. وزاد المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية 0.1%.
الذهب
إرتفعت أسعار الذهب في المعاملات الآسيوية امس، لتواصل مكاسبها للجلسة الثانية، في الوقت الذي انخفض الدولار مقابل اليوان الصيني. زاد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1213.02 دولاراً للأونصة بعدما ارتفع 0.4 بالمئة في الجلسة السابقة. كما صعد الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.2 بالمئة إلى 1220.80 دولاراً للأونصة.
النفط
تراجعت أسعار النفط امس بعدما أعلنت الصين بيانات استيراد ضعيفة نسبياً. وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت في عقود شهر أقرب استحقاق 15 سنتا أو 0.2% إلى 74.50 دولارا للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2 سنت إلى 69.15 دولارا للبرميل.