كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”:
خسر المعدن الثمين أكثر من 150 دولاراً من قيمته، أي ما نسبته 11 في المئة%، خلال الأشهر الأربعة الأخيرة فقط. وذلك في زمن تبقى العوامل الانخفاضية المؤثرة عليه كثيرة.
أعطت أرقام مجلس الذهب العالمي فكرة واضحة، أنّ الطلب على الذهب لم يرتفع رغم التراجعات القاسية التي خسر فيها المعدن الثمين أكثر من 150 دولاراً للأونصة من قيمته، أي ما نسبته 11% وذلك خلال الأشهر الأربعة الأخيرة فقط.
ويقول مجلس الذهب العالمي انّ حدّة التراجع في الخروج من الاستثمار في الذهب تباطأت في شهر تموز الماضي. وهي اشارة ايجابية حتى ولو كانت متواضعة. وتشير الأرقام الى تراجع الاقبال على بيع الذهب بنسبة 4% خلال شهر حزيران الماضي، أي من 98 مليار دولار الى 94 مليار دولار. بينما تراجعت أرقام موجودات صناديق الاستثمار بالذهب 39 طناً الى 2394 طناً خلال الشهر الماضي في عقود التداول.
ويبدو من الأرقام أنّ حدة تراجع الاقبال على المعدن الاصفر تباطأت، ولكن الاسواق في مختلف القارات شهدت بالفعل تراجعاً في امتلاك المعدن الاصفر بنسبة 2.1% في أميركا الشمالية، بينما وصلت في آسيا الى 6.2%، أمّا الأوربيون فقد كانوا الأكثر تحفظاً حيث خرجوا من أصول الذهب بنسبة 0.8% فقط . هذا من جهة، لكن من جهة أخرى كانت أحجام توظيفات صناديق الاستثمار الخاصة بالذهب في آسيا قد ارتفعت بنسبة 8% على أساس سنوي. الّا انّ تراجع اسعار الذهب القاسي في الشهرين الأخيرين شكل ضربةً قاسية لتوظيفات هذه الصناديق بالمعدن الاصفر.
وبعيداً عن تعقيدات الأرقام، تبقى قوة الدولار الأميركي هي المحرك الأساسي لأسعار الذهب الذي خسر أكثر من 2% في شهر واحد فقط، وهي نسبة مرتفعة. ولم تفلح التوترات السياسية والتجارية في إقناع المستثمرين بجدوى الرهان على الذهب، فقد فضّلوا الاعتماد على العائدات المرتفعة للسندات الأميركية وهي الأفضل بين الاقتصاديات المتقدمة، إضافة الى أسعار الفائدة على الأصول المقومة بالدولار الأميركي.
أسواق العملات
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل مجموعة من 6 عملات، 0.2 بالمئة إلى 95.345. وزاد المؤشر لأعلى مستوى في سنة عند 95.652 في 19 تموز، لكنه يواجه صعوبات منذ ذلك الحين للارتفاع كثيراً فوق مستوى 95.5.
وفي استجابة واضحة لمخاوف المستثمرين بشأن تزايد التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، صعد الين الياباني بصفة عامة قبل أن يتراجع مقابل الدولار المنتعش.
وتراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأميركي امس، حيث نزلت 2.5 بالمئة عن مستوى إغلاق يوم الأربعاء بعدما اجتمع وفد تركي مع مسؤولين أميركيين سعياً لحل الخلافات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
كما واصل الجنيه الاسترليني خسائره أمس مُقترباً من أدنى مستوى في عام واحد مقابل الدولار، مع تزايد قلق المستثمرين من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون إبرام اتفاق بخصوص علاقتها مع التكتل في المستقبل.
وجرى تداول الجنيه الاسترليني عند 1.2842 دولار، وهو أدنى مستوياته منذ 25 آب 2017.
بورصة بيروت
جرى امس تداول 74697 سهماً في البورصة المحلية قيمتها 0.54 مليون دولار مع غلبة الاتجاه الانخفاضي لاسعار الاسهم المتداولة، وذلك من خلال 17 عملية بيع وشراء لخمسة انواع من الاسهم. ارتفع سهم وتراجعت ثلاثة اسهم واستقر سهم واحد. وفي الختام تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.44 % الى 10.223 مليارات دولار. اما انشط الاسهم فكانت على التوالي:
1) اسهم شركة سوليدير الفئة أ التي تراجعت 2.53% الى 6.91 دولارات مع تبادل 59666 سهماً.
2) شهادات بنك بلوم التي استقرت على 10 دولارات مع تبادل 10000 سهم.
3) اسهم بنك بيبلوس التي تراجعت 2.06% الى 1.42 دولار مع تبادل 2410 أسهم.
4) اسهم شركة سوليدير الفئة ب التي ارتفعت 2.04 % الى 6.99 دولارات مع تبادل 2121 سهماً.
5) اسهم بنك بلوم التي تراجعت 0.89% الى 10 دولارات مع تبادل 50 سهماً.
الاسهم العالمية
تراجعت الأسهم الأوروبية في عدد من القطاعات مع صدور مجموعة جديدة من نتائج أعمال الشركات أثارت تقلبات حادة في الأسعار، لكنها لم تبدد المخاوف من التوترات الجيوسياسية في ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وعقوبات جديدة على روسيا.
وأمس انخفض مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.4 بالمئة، وسط خسائر ثقيلة في باريس ولندن حيث انخفض كاك الفرنسي وفايننشال تايمز 100 البريطاني 0.6 بالمئة لكل منهما.
إنخفض مؤشر نيكي الياباني امس في معاملات متقلبة حيث أثّر ارتفاع الين سلبياً على إقبال المستثمرين على المخاطرة، بينما شهد قطاع السيارات موجة بيع بعد أنباء بشأن إجراء بعض شركات صناعة السيارات فحوصات غير ملائمة للسيارات في السوق المحلية.
وانخفض مؤشر نيكي القياسي 0.2 بالمئة ليغلق عند 22598.39 نقطة.
وزاد الين إلى أقوى مستوى له مقابل الدولار خلال 9 أيام بفعل توترات تجارية قبَيل محادثات بين الولايات المتحدة واليابان. وستحاول اليابان تجنّب فرض رسوم جمركية مرتفعة على صادراتها من السيارات والتصدي للمطالب الأميركية في محادثات اتفاق تجارة حرة. ونزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.3 بالمئة إلى 1740.16 نقطة.
الذهب
إستقر الذهب امس بعد مكاسب استمرت جلستين مع ارتفاع الدولار الذي أثّر سلباً على الزحم الصعودي للمعدن الاصفر، لكن الذهب تلقى دعماً من مكاسب اليوان الصيني.
وارتبط الذهب ارتباطا كبيرا باليوان في الأسابيع الأخيرة، حيث تمثل العملة الصينية مؤشراً للمخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ويزيد ارتفاع الدولار من تكلفة الذهب المقوم بالعملة الأميركية على المستثمرين غير الأميركيين.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 1214.51 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 10,15 بتوقيت غرينتش، بعدما صعد 0.2 بالمئة في الجلسة السابقة. وارتفع الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.1 بالمئة إلى 1222.50 دولاراً للأونصة.
وارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 بالمئة إلى 15.46 دولاراً للأونصة، في حين زاد البلاتين 0.9 بالمئة إلى 833.99 دولارا للأونصة. وصعد البلاديوم 0.3 بالمئة إلى 902.25 دولار للأوقية، بعدما بلغ أدنى مستوياته في أكثر من أسبوعين في الجلسة السابقة.
النفط
إرتفعت أسعار النفط وسط مخاوف بخصوص إمدادات الخام الإيرانية مع فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على طهران، مما أوقف الخسائر التي سجلتها الأسعار يوم الأربعاء في مواجهة تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين ومخاوف بشأن الطلب الصيني.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس برنت 20 سنتا أو ما يعادل 0.3 بالمئة إلى 72.48 دولارا للبرميل، بعد انخفاضها ما يزيد عن 3 بالمئة يوم الأربعاء. وربحت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 10 سنتات أو ما يعادل 0.2 بالمئة لتصل إلى 67.04 دولاراً للبرميل، بعدما انخفضت 3.22 بالمئة في الجلسة السابقة.
وأعادت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء فرض عقوبات على بعض القطاعات في إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك.
ولن تستهدف العقوبات الجديدة النفط الإيراني على نحو مباشر حتى تشرين الثاني، على الرغم من أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه يريد توقف أكبر عدد ممكن من الدول عن استيراد النفط الإيراني.