يتحفظ الرئيس نبيه برّي، وفقاً لما ينقل عنه زوّار مقر الرئاسة الثانية لصحيفة “اللواء”، حول إمكانية رؤية حكومة في وقت قريب.
ومردّ هذا التحفظ، حفظ خط الرجعة في ضوء التجارب السابقة، مع التأكيد ان محركات التأليف عادت إلى السكة، وإن ببطء، لذا، وحسب هؤلاء الزوار، فإن توقع حكومة سيأخذ وقتاً، لا سيما وأن المشاورات استؤنفت بعد توقف، ولا بدّ من التعامل ايجاباً، على قاعدة تفاءلوا بالخير تجدوه..
على ان البارز “الاستراتيجية” التي يتبعها الوزير جبران باسيل، وهي تستعيد الخطة التكتيكية، والتنفيذية التي استخدمت إبان التحضيرات لانتخابات الرئاسة الأولى، والتي انتهت بانتخاب العماد ميشال عون..
وتقضي هذه الاستراتيجية:
1- الرهان على عنصر الوقت، فهو وإن تأخر تأليف الحكومة، فلا مشكلة لديه، المهم ان يجبر الخصم على تقديم تنازلات تتبنى مطالبه.
2- تكرار تجربة عزل تيّار المردة خلال الانتخابات الرئاسية بعزل “القوات اللبنانية” واضعاف عامل التفاوض المباشر معها، وإحالة الوزير رياشي تارة، إلى معيار الانتخابات، وتارة إلى الرئيس المكلف سعد الحريري..
3- تعزيز التفاهم مع حزب الله، وتجنب ازعاج الرئيس نبيه برّي..
4- اعتماد تنسيق يؤدي إلى توزيع الأدوار مع قصر بعبدا، تحت شعار عدم ابتزاز العهد، وعدم العجلة بتأليف الحكومة، لأن في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة..
5- التلويح بخطوات في الشارع لفك أسر لبنان من الاعتقال السياسي تماماً كما حصل عندما تحرك الشارع للمطالبة بانتخاب العماد عون..
وهكذا، تدخل البلاد اسبوعا جديدا من المراوحة في تشكيل الحكومة من دون ايجاد حل للعقدتين المسيحية والدرزية، برغم اجواء التفاؤل التي يجري ضخّها، حيث ذكرت مصادر رسمية متابعة عن كثب لمسار التشكيل انه بات من الصعب منح “القوات اللبنانية” مطلبها بحقيبة سيادية، كما من الصعب منحها الحقائب الخدماتية والاساسية التي تطالب بها ومنها حقيبتا الاشغال والصحة، حيث بات من المسلم به ان حقيبة الصحة ستذهب لـ”حزب الله” بموجب الاتفاق بين الحزب ورئيسي الجمهورية والحكومة المكلف.
وقللت المصادر من تأثير الموقف الاميركي والغربي الرافض التعامل مع الوزارات التي يتسلمها “حزب الله” ومنها الصحة أوالشؤون أوالصناعة أوالزراعة، وقالت: لا مشكلة في الموضوع، لكن ثمة مشكلة حول حقيبة الاشغال الموعود بها “تيار المردة” والتي يطالب بها حزب “القوات”. موضحة ان البحث في توزيع بعض الحقائب على القوى السياسية بدأ على خط موازٍ لاتصالات تشكيل الحكومة لكن لم يتم التوصل الى اي صيغة نهائية بعد.
وفي السياق، اوضحت مصادر مطلعة لـ”اللواء” ان اي حركة حكومية تؤدي الى ولادة الحكومة لم تسجل بعد مشيرة الى ان المواقف بدت اكثر تصلبا وسط اقتناع لدى التيار الوطني الحر ان العقدة ليست قواتية او من التيار ما يعني انها درزية. واشارت الى ان الاجواء تختلف من فريق الى اخر لأن التيار البرتفالي يشير الى ان ملف تشكيل الحكومة يتقدم الى الإمام.
وفي معلومات “اللواء” ان اي زيارة ذات طابع الحكومي الى قصر بعبدا اليوم لم تلحظ في جدول المواعيد الرسمية للقصر.