Site icon IMLebanon

السنيورة: سامح الله كاتب “الاخبار” ولحود!

رد الرئيس فؤاد السنيورة في بيان على “مقال نشر في “الاخبار” تحت عنوان “لحود يروي فصولا من تموز: قلت لميشال سليمان اطلع لبرا”. ولفت السنيورة الى “إن مجرد الاطلاع على العنوان والوقائع الواردة في المقال يبين لقارئها الحجم الكبير من المبالغات والمغالطات والأخطاء المثيرة للاستهجان وللشفقة التي وقع فيها كاتب المقالة والرئيس لحود.

واعتبر السنيورة في رده ان الكاتب قدم رواية الرئيس لحود حول النقاش الذي دار حول النقاط السبع موردا وقائع خاطئة وبشكل فاضح، إذ يقول في المقابلة: “أنه في بداية إحدى جلسات مجلس الوزراء، غداة مؤتمر روما وطرح النقاط السبع هناك، اقترب منه السنيورة وقال له: هناك استعداد مقابل الموافقة على النقاط السبع، لوقف النار وعدم استمرار الولايات المتحدة وفرنسا باستخدام الفيتو في مجلس الأمن، قلت له: أنت أبلغتني أنك ذاهب الى روما كرمال المساعدات، فزعم أنه حصلت اجتماعات ووضعنا هذه النقاط، فطلبت منه قراءتها، وجاء فيها:

أولا، العودة الى خط الهدنة.
ثانيا، يتقدم الجيش ليأخذ مكان حزب الله.
ثالثا، ينفذ الجيش مداهمات وينزع السلاح … فورا، طلبت منه التوقف، وقلت له: هذا استسلام لأن هدف الحرب نزع سلاح المقاومة، فحاول السنيورة الإيحاء بموافقة الرئيس نبيه بري قائلا انه زاره قبل الجلسة…الخ”.
الحقيقة أن النص الذي وردت فيه النقاط السبع لم تكن كما ذكر الكاتب على لسان الرئيس لحود على الإطلاق، بل ان ما تنص عليه ورقة النقاط السبع هي على الشكل التالي:

1- التعهد إطلاق الاسرى والمحتجزين اللبنانيين والاسرائيليين عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي.
2- انسحاب الجيش الاسرائيلي الى ما وراء “الخط الازرق” وعودة النازحين الى قراهم.
3- التزام مجلس الامن وضع منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت سلطة الامم المتحدة حتى ينجز ترسيم الحدود وبسط السلطة اللبنانية على هذه الاراضي، علما انها ستكون اثناء تولي الامم المتحدة السلطة مفتوحة امام اصحاب الاملاك اللبنانيين، كما انه يتعين على اسرائيل تسليم الامم المتحدة كافة خرائط الالغام المتبقية في جنوب لبنان.
4- بسط الحكومة اللبنانية سلطتها على اراضيها كاملة عبر انتشار قواها المسلحة الشرعية مما سيؤدي الى حصر السلاح والسلطة بالدولة اللبنانية كما نص اتفاق المصالحة الوطنية في الطائف.
5- تعزيز القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان وزيادة عديدها وعتادها وتوسيع مهماتها ونطاق عملها وفقا للضرورة بهدف إطلاق العمل الانساني العاجل واعمال الاغاثة وتأمين الاستقرار والامن في الجنوب ليتمكن النازحون من العودة الى منازلهم.
6- اتخاذ الامم المتحدة بالتعاون مع الأفرقاء المعنيين الاجراءات الضرورية لإعادة العمل باتفاق الهدنة الذي وقعه لبنان واسرائيل عام 1949 وتأمين التزام بنوده اضافة الى البحث في التعديلات المحتملة عليه او تطوير بنوده لدى الضرورة.
7- التزام المجتمع الدولي دعم لبنان على كل الصعد ومساعدته على مواجهة العبء الكبير الناتج عن المأساة الانسانية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها وبخاصة في مجالات الاغاثة واعادة الاعمار واعادة بناء الاقتصاد الوطني”.
يتبين مما تقدم، أنه قد اختلط الأمر على الكاتب كما اختلط الأمر على الرئيس لحود لدرجة انهما أوردا نصوصا غير صحيحة للنقاط السبع وادعيا بطولات مهاجمتها ورفضها، وهي عبارات وفي سياقات غير موجودة في النص الأصلي للنقاط السبع والتي أقرها مجلس الوزراء اللبناني، وتم الاستناد إليها من قبل مجلس الأمن كقاعدة لإصدار القرار الدولي رقم 1701.

ولفت الى ان الكاتب يقول على لسان الرئيس لحود من ضمن عرضه “لبطولاته الوطنية والقومية” في المقابلة المشار اليها وقائع عن القمة العربية في الخرطوم ويقول: “يذكر لحود بما حصل في قمة الخرطوم يوم حضر السنيورة من خارج الوفد الرسمي وجلس خلف عمرو موسى وطالب بحذف عبارة مقاومة من ورقة التضامن مع لبنان ومن القرارات التي ستصدر. ويومها هدد لحود بتطيير القمة، وصولا الى آخر قمة حضرها في شرم الشيخ وكيف أدرجت النقاط السبع في عدة فقرات، وكيف هرب كل من سعود الفيصل وعمرو موسى من لقائه…الخ”.

واضاف: “لقد فات كاتب المقال كما فات الرئيس لحود ان قمة الخرطوم انعقدت في 28 اذار من العام 2006، والتي اقتصرت اعمالها على يوم واحد، فيما العدوان الإسرائيلي استهدف لبنان في تموز من العام 2006. كما أن الإعلان عن النقاط السبع كما جرى في مؤتمر روما الذي عقد بتاريخ 26 تموز 2006. فكيف يمكن أن يجري بحث تلك النقاط السبع في مؤتمر الخرطوم الذي انعقد قبل قرابة أربعة أشهر من بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان؟ وكيف يمكن ذكر النقاط السبع في مقررات مؤتمر الخرطوم أي قبل العدوان الإسرائيلي في حين ان تلك النقاط لم تكن قد وجدت بعد؟! العجب كل العجب!”

واردف رد السنيورة “أن الرواية المنقولة من كاتب المقال على لسان الرئيس لحود تقول: “يلفت لحود الى أن الفيصل تذرع بأن السنيورة أبلغه أن قرارا صدر عن مجلس الوزراء اللبناني بالموافقة على النقاط السبع، فقلت إن السنيورة ليس في عداد الوفد ولا يتكلم باسم لبنان، وليس شأنك ماذا قررنا في لبنان، فقال الفيصل: إذا ماذا نفعل؟ قلت له: تحذف الفقرة وإلا سأحول جلسة الافتتاح الى فضيحة. قال: سنحذفها، إلا أنه حذفها من مكان وأبقاها في آخر، واختفى الفيصل وموسى، وبدأت عملية المطاردة لهما الى أن التقيت الملك عبد الله في البهو فاقتربت منه، وقلت له “جلالة الملك، هل ترضى أن يزوروا في بلدكم؟”، فقال لي: “ما الأمر؟”، قلت له “سعود الفيصل يهرب مني لكي لا يلتقيني لأننا أخذنا أمس قرارا بحذف فقرة النقاط السبع من كل ورقة التضامن مع لبنان ولم يفعل”، قال الملك عبد الله لمعاونيه: “ليأت سعود”.

ورأى “إن أقل ما يمكن أن يقال في تلك المقالة المنشورة على لسان الرئيس لحود أنها مقالة حافلة بالادعاءات الفارغة وبالتحريف الكبير للوقائع، وهي الرواية التي تكذبها محاضر مجلس الوزراء المدونة عن اجتماعات مجلس الوزراء آنذاك. هذا فضلا عن أن تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة ولم تحصل إلا في ذهن كاتب المقال كما رواها على لسان الرئيس لحود سامحهما الله!”