دعا الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى “الحوار بين القيادات السياسية وتجنب الشارع للحفاظ على الأمان الداخلي”، مشيرًا إلى أن “إذا يراهن أحد على انتصار محور إقليمي من أجل تشكيل الحكومة فليتخل عن ذلك وإلا ستتغير مطالبنا”.
ونصح نصرالله، في كلمة خلال مهرجان “بكم ننتصر” في الذكرى الـ12 لانتهاء حرب تموز 2006، من “يختلف معنا بالموقف من سوريا عدم إلزام نفسه بمواقف قد يضطر التراجع عنها مع تغير الظروف”.
وأكد نصرالله أن ملف مكافحة الفساد “مشروع جدي وليس مجرد كلام انتخابي ولكن ساعة الانطلاق هي عند تشكيل الحكومة”، لافتًا إلى “أننا سنعمل من خلال رؤيا اسمها وقف الفساد ووقف الهدر المالي ونريد القيام بخطوات تخدم هذا الهدف فلسنا نريد إشكالا مع أحد”. وأضاف: “إذا يفترض أحد طريقة معينة لمكافحة الفساد فهذه طريقته ولا يمكنه فرضها علينا”.
وعن الإنماء والخدمات، قال نصرالله إن “من يتصور أن الذهاب إلى صراع داخلي واتهامات والشتائم هو الحل فهو مخطئ، بل هو بذلك يأخذنا إلى مزيد من المشاكل وخراب للبلد”، مشددًا على “أننا نريد تعاونا من الجميع لتحقيق الإنماء والأمر يحتاج إلى مقاربة مختلفة”.
وشدد نصرالله على أن “لا خلاف بين “حزب الله” وحركة “أمل” في موضوع الباخرة في الزهراني، بل كان مجرد اختلاف في وجهات النظر، وما حصل على مواقع التواصل أخذ الأمر إلى اتجاه آخر”، مؤكدًا أن “من يريد الإنماء عليه أن يتعاون مع “حزب الله” وحركة “أمل” عوضا عن محاولة أخذنا إلى مكان آخر وأؤكد أننا لن نذهب إليه”.
وقال: “يا ناس “طولوا بالكن شوي علينا” فهناك من يتربص بهذه البيئة المقاومة فلا داع للتقاتل على الكهرباء والماء والوضع المعيشي، رغم أهميتها”.
أما إقليميًا، فرأى نصرالله أن “ما يجري منذ 7 سنوات لليوم هو حرب تموز ثاني على مستوى المنطقة وسنخرج قريبا من هذه الحرب الكبرى على منطقتنا ومحور المقاومة منتصرين كما خرجنا منتصرين في حرب تموز”، مشيرًا إلى أن “على مدى 7 سنوات عجاف أدخلت المنطقة في حروب هدفها تقوية إسرائيل وتكريسها قائدا لهذه المنطقة”.
وأردف: “خطة تكريس إسرائيل عنصرا في الشرق الأوسط الجديد سقطت في 2006 وهي أتت بشكل آخر بالسنوات الأخيرة”، لافتًا إلى أن “إسرائيل تعتبر أن في لبنان قوة تشكل لها قلقا وتهديدا مركزيا وهي تحاول من 2006 إلى اليوم أن تعيد بناء نفسها على ضوء الهزيمة وتداعياتها”.
وعن اعتبار أحد الضباط الإسرائيليين “حزب الله” ثاني أقوى جيش في المنطقة، قال نصرالله: “لا نوافق إسرائيل على اعتبار أن “حزب الله” الجيش الأقوى في المنطقة بعد الجيش الإسرائيلي لكن الأمر يعبر عن نظرتهم لنا”، مشددًا على أن “في حرب 2006 “حزب الله” كان أقوى من الجيش الإسرائيلي”.
واعتبر نصرالله أن “إسرائيل شريك كامل في الحرب على سوريا منذ العام 2011 وأمنت كل الدعم اللازم للجماعات المسلحة في الجنوب السوري”، مشيرًا إلى أن “إسرائيل بنت آمالا لإسقاط النظام السوري لوصول المعارضة السورية وتسريع التسوية معها ولكنها فشلت”. وأضاف: “إسرائيل المهزومة في سوريا تسعى بوقاحة إلى فرض شروطها في سوريا وإخراج إيران”.
ولفت إلى أن “ثمة ضغوطا أميركية كثيرة خلف الكواليس على الدولة اللبنانية لتسوية الحدود البرية والبحرية لمصلحة إسرائيل”.
واعتبر نصرالله أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان “ركبا “صفقة القرن” منذ وصولهما إلى السلطة وأقصى ما تحلم به إسرائيل هو تحقيق هذه الصفقة لتحصل بذلك على القدس كاملة”.
وتابع: “أنا لا أريد القول إن “صفقة القرن” انتهت ولكنني أستطيع القول إن هذه الصفقة تواجه مشاكل حقيقية وثمة احتمال حقيقي بأن تسقط لأسباب عدة، أبرزها تراجع المحور الإقليمي التي تقوده السعودية في المنطقة”.
وعن الصراع الكندي – السعودي، ذكر نصرالله أن “قامت القيامة” في السعودية “عندما نبهتها كندا إلى حقوق الإنسان وهي تتدخل وتقاتل في سوريا وتتدخل في إيران وتعلن الحرب على اليمن وتتدخل في الشأن اللبناني بالتفاصيل واحتجزت يوما من الأيام رئيس الحكومة اللبناني الدستوري”. وهدد: “إن أراد أحد أن يشن حربًا فأهلا وسهلا فيه”.
وعن العقوبات الأميركية على إيران، أكد نصرالله أن “موقف إيران واضح مما يجري في المنطقة ولذلك يتم استهدافها بالعقوبات على أمل أن يتوتر الناس ويدفع الشعب الإيراني لإسقاط النظام”، معتبرًا أن كل من يتوقع إسقاط النظام واهم و”إيران صمدت رغم كل مؤامرات العالم وستحتفل بالعيد الـ40 لانتصار ثورتها فلن تمس العقوبات إرادتنا وعزمنا وتصميمنا وقوتنا”.