رغم الجهود والاتصالات لمحاولة إيجاد ثغرة تسهّل تشكيل الحكومة الذي طال انتظاره، برزت الثلثاء تعقيدات جديدة مرتبطة بالتطورات الإقليمية خصوصاً بعد الهجوم العنيف الذي شنه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على المملكة العربية السعودية، وسط تصريحات للرئيس المكلف سعد الحريري اعتبر فيها انه اذا أراد البعض دفعه لعودة العلاقات مع سوريا فعندها لن تتشكل الحكومة. فإلى أي مدى تؤشر هذه التطورات الى غياب افق التشكيل في وقت قريب؟ ولماذا تصعيد “حزب الله” ضد السعودية مجدداً في هذه اللحظة الحساسة محلياً وإقليمياً؟
يؤكد النائب السابق خالد ضاهر ان “حزب الله” يقدّم مصالح النظام السوري والنظام الإيراني على مصالح الشعب اللبناني وعلى مصلحة انتظام العمل في الدولة اللبنانية ومؤسساتها، كما انه يضرب بعرض الحائط مصالح الشعب اللبناني بكافة فئاته والدليل ما رأيناه من هجوم على المملكة العربية السعودية والدول العربية وإعلان نصرالله انه جزء من المعركة الإقليمية القائمة مع ما يترتب على هذه المعركة من تداعيات على لبنان ومصالح شعبه واستقراره الاقتصادي والاجتماعي ومصالح الدولة.
ويعتبر ضاهر في حديث لـIMLebanon ان تصعيد نصرالله “محاولة لعدم تشكيل الحكومة وللضغط على الرئيس الحريري والدليل ما سمعناه من تصاريح منذ تكليف الحريري تشكيل الحكومة حتى اليوم من بعض النواب الذين اتى بهم النظام السوري مثل جميل السيد وغيره وبعض الأقلام التي كانت تسعى لإضعاف دور رئيس الحكومة والتقليل من صلاحياته في التشكيل وكأن مهمتهم خدمة النظام السوري والنظام الإيراني وليس الشعب اللبناني”.
ويشدد على ان هذا الأداء مكشوف امام الناس، معتبراً ان عرقلة التشكيل مقصودة والغاية منها اضعاف لبنان أكثر لمحاولة الهيمنة عليه والسيطرة على قراره السياسي وهذا ما يعرقل تشكيل الحكومة حتى الآن”.
وعن رفض الحريري عودة العلاقات مع سوريا وانعكاسات ذلك على جهود تشكيل، يرى ضاهر ان الامر أصبح واضحاً فالعرقلة ليست داخلية فقط اذ ان فريقاً يحاول لي ذراع رئيس الحكومة عبر إخضاعه للنظام السوري، معتبراً ان “ذلك ليس وطنية بل تخلٍّ عن السيادة وخدمة لمصالح دول خارجية وعمالة”. وشدد على ان “من يقوم بذلك عملاء لأنظمة ودول دكتاتورية قامت بقتل شعبها وإحراق بلدها ومع الأسف فإن البعض مصرّ على هذا الخيار ويظن ان محوره انتصر كما حصل في سوريا حيث أكثر من مليون شهيد وتدمير 80% من البلد وتهجير 70% من الشعب السوري”.
ويؤكد ان مطالبة الحريري بالعلاقة مع النظام السوري لن تأتي بفائدة، مشيراً الى تواصل يجري مع النظام السوري عبر بعض الأجهزة ما يؤمن تسيير الأمور اما الضغط على الحريري للذهاب الى سوريا فهذه عمالة ولا يجوز طلب هذه الأمور من الرئيس المكلف. ويلفت الى انهم “اذا كانوا يريدون الاستمرار في عرقلة تشكيل الحكومة فهم يتحملون المسؤولية لكن الحريري لن يخضع لهذا الامر واكد ذلك اكثر من مرة”.
ضاهر يدعو الى تشكيل حكومة تحفظ لبنان شعبا ومؤسسات واقتصادا، معتبراً ان الأطراف المؤيدة لدمشق لن تفرض بقية اللبنانيين ان يكونوا خاضعين وتابعين للنظامين السوري والإيراني.
حاوره يورغو البيطار