عاد المدرب غسان سركيس الى عرينه الذي عرف معه أفضل أيامه واكثر إنجازاته. بعد 15 عاماً على تركه نادي الحكمة متوجها الى الغريم التقليدي الرياضي، سيعود سركيس لتولي مهام التدريب. عندما غادر سركيس عام 2003، غادر وهو بطل لبنان لستة مواسم متتالية، وبطل آسيا والعرب. اليوم، يعود سركيس والظروف تغيّرت.
لا شك انّ عودة سركيس فرضتها ظروف “الطرفين” إن صحّ التعبير. فسركيس الخارج من خيبة أمل كبيرة مع فريقه السابق الشانفيل بعد الخروج من الفاينال 8 رغم رصد ميزانية تعدت المليوني دولار في النادي المتني من اجل الظفر باللقب، فيما انّ الحكمة ليس افضل حالا وهو يعيش مفترق طرق خطير لا احد يعرف حتى اللحظة ما إذا كان سيخرج منه معافى ام مدمّر. وبالتالي فالمصيبة جمعت الطرفين رغم انّ الكثيرين يعوّلون على عامل “العاطفة” و”الحنين” اللذين قد يؤججهما سركيس في القلعة الخضراء وإحياء ذكريات كان البعض قد بدأ في نسيانها.
رسالة سركيس
من المعروف على سركيس انه يضرب على الوتر وينجح غالباً في إثارة الجدل اكان إيجابيا ام سلبيا. ويهوى أحياناً السير عكس التيار. وفي رسالة سركيس الاخيرة خلال مقابلة تلفزيونية ابعاد كثيرة. إذ توجه الكوتش الى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع داعيا إياه الى عدم ترك النادي، رغم انّ سركيس يجاهر بإنتمائه الى التيار الوطني الحرّ. كما انّ سركيس أشاد بسياسة جعجع وطريقة الإدارة الجيدة لملف نادي الحكمة. تقصد سركيس إرسال هذه الرسالة الى جعجع رغم ميوله السياسية المعروفة، فهو اعترف بأنّ جمهور نادي الحكمة له لونه الخاص “ألقواتي” ولا مجال لنهضة النادي من جديد في ظل الاوضاع المتدهورة إقتصادياً إلا بغطاء سياسي – قواتي.
الهمّ الاول
يرتكز الهمّ الاول لنادي الحكمة على رفع الإيقاف الدولي. لا مجال لتنفس الفريق الاخضر من جديد إلا برفع السيف الدولي المسلّط على رقبة النادي. فالفريق حاليا لا يستطيع ضمّ أي لاعب أجنبي بسبب العقوبة الدولية خصوصاً انّ الاحكام بحق النادي كثيرة من لاعبين ومدربين سابقين. يحتاج النادي الى سلفة سريعة لا تقلّ عن 500 ألف دولار أميركي لتسيير اموره، علماً انّ الدين المتوجب على النادي يلامس المليوني دولار. وبالتالي لا بارقة امل امام الحكمة إلا برفع الإيقاف قبل التحدث عن أي أحلام او تمنيات اخرى.
سركيس والناشئين
لا شك انّ مسيرة سركيس تعرّضت لمطبات كثيرة في الآونة الاخيرة وهو منذ رحيله عن نادي الحكمة لم يفز ببطولة لبنان سوى مرة واحدة مع فريق الشانفيل عام 2011. كما مُني بنكسات كبيرة على صعيد بلوغ الفاينال 4 في العديد من المواسم الماضية. لكن سركيس قد يكون الخيار الانسب للتعاطي مع الازمة الحكماوية. والسبب بسيط انّ سركيس يعشق التعامل مع اللاعبين الناشئين، ومن الواضح انّ توجه الفريق الاخضر سيكون نحو بناء فريق شاب مطعّم ببعض لاعبي الخبرة وذلك تماشيا مع سياسة التخلص من الديون قبل التفكير بأي اهداف كبرى.
عاد سركيس بعد 15 عاماً الى القلعة الخضراء، لكن القلعة لم تعد كما كانت عند رحيله، وكان القائد آنذاك قائداً وعملاقاً بكل ما للكلمة من معنى إسمه أنطوان شويري. اعاد سركيس إحياء الذكريات، لكن نادي الحكمة تعب من العاطفة ويحتاج الى واقعية، فهل تأتي الايام المقبلة بحلول ام تكون العودة حلقة من حلقات الفراغ في النادي؟!