اعتبر الخبير الاقتصادي لويس حبيقة أن انهيار العملة التركية “أثبت أهمية سياسة تثبيت سعر صرف الليرة اللبنانية وبالتالي صوابية سياسة حاكمية مصرف لبنان”.
وشرح حبيقة، عبر “المركزية”، أسباب صمود الليرة اللبنانية، في حين أن تركيا الدولة السابعة عشرة اقتصاديًا في العالم بناتج محلي إجمالي يوازي ألفًا ومليار دولار، انهارت عملتها، فيما لبنان بناتج محلي إجمالي يبلغ 500 مليار دولار، بقيت عملته ثابتة، وحدّد الأسباب بـ”اعتماد مصرف لبنان سياسة تثبيت سعر صرف الليرة، على عكس تركيا. والاحتياطي النقدي لمصرف لبنان نسبة إلى حجم الاقتصاد هو أكبر من الاحتياطي النقدي التركي. كما ألا أحد في لبنان يرغب في إسقاط الليرة اللبنانية وبالتالي لا أحد قادر على ذلك. فيما هناك أشخاص في تركيا يعملون على إيذاء تركيا والحكم فيها وإسقاط العملة التركية، ولديهم القدرة على ذلك”.
وعما إذا كانت الحملات المتتالية على الليرة اللبنانية بهدف الضغط على الحاكم، أكد حبيقة أن “لا أحد يمكنه الضغط على الحاكم رياض سلامة، فهو أولًا ليس في وارد الاستقالة، ثم من شبه المستحيل إقالته قانونيًا، لذلك فهو باقٍ ومستمر في سدّة الحاكمية طوال ولايته القانونية”، ورأى أن “هناك عددًا من الأشخاص يرغب في الوصول إلى سدّة الحاكمية، فيعمد إلى “الحرتقة” على السياسة النقدية وموقع الحاكم”.
وأضاف: “أنا مطمَئن ألا خطر على سعر صرف الليرة اللبنانية. لذلك أدعو اللبنانيين إلى إيداع أموالهم بالليرة اللبنانية من دون خوف أو تردّد، وإذا أصرّوا على التمسك بقلقهم فيمكنهم تقسيمها مناصفةً بين الليرة اللبنانية والدولار الأميركي”.
وفي المقلب الآخر، لفت حبيقة، ردًا على سؤال عن تأثير انهيار الليرة التركية على لبنان تجاريًا وسياحيًا، إلى أن تأثير الأزمة التركية على التبادل التجاري ضعيف وآني، أي هناك عدد من اللبنانيين توجّهوا إلى تركيا لشراء البضائع بأسعار زهيدة وبيعها في لبنان بأسعار أغلى، لكن هذه العملية لا تبني علاقات تجارية على المدى البعيد، فالعلاقات التجارية تتطلّب مزيدًا من الوقت والجهود. ومن هنا يبقى التأثير آنيًا للاستفادة الموقتة من الربح التجاري الآني، وعندما يتحسّن وضع الليرة التركية يعدل اللبنانيون عن الذهاب إلى تركيا للغاية التجارية.
واعتبر أن “الأكثر تأثرًا من الوضع القائم هو السياحة اللبنانية في تركيا، حيث كلفة السفر إليها وتمضية نحو أسبوع في أحد فنادقها لا تتعدّى الألف دولار، لذلك ارتفع معدّل سفر اللبنانيين إلى تركيا في الفترة الأخيرة”.