رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان ما يجري على مستوى تأليف الحكومة مأساوي للغاية، ويهدد بالاطاحة بصلاحيات الرئيس المكلف ان لم يكن بموقع رئاسة الحكومة برمته، معتبرا ان مسعى التيار الوطني الحر للحصول على احد عشر وزيرا اي الثلث المعطل ليس بريئا كما يحاول التيار تسويقه بذريعة واهية ألا وهي نتائج الانتخابات النيابية، انما ليصبح رئيس التيار الوزير جبران باسيل هو الرئيس الظل للحكومة والآمر الناهي بها، والقادر على اسقاطها ساعة يشاء، مشيرا بالتالي الى ان ما تقدم هو تعد صارخ على صلاحيات الرئيس سعد الحريري وعلى التوازن السياسي في البلاد، ناهيك عن ان كلا من التيار الوطني وحزب الله يريدان بأي ثمن تمثيل الرئيس السوري بشار الأسد في الحكومة اللبنانية من خلال توزير عناصر سنية ودرزية تأتمر بنظامه.
ولفت بيضون، في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية، الى ان تشكيل الحكومة عملية متكاملة بين الرئيس المكلف ومجلس النواب الوحيد المخوّل دستوريا، اما رفض التشكيلة الحكومية واما اعطاؤها الثقة على اساس البيان الوزاري، مؤكدا ان رئيس الجمهورية ميشال عون ليس شريكا في عملية التأليف لا من قريب ولا من بعيد، وما يقال ان له الحق برفض التشكيلة التي يضعها الرئيس المكلف هو هرطقة دستورية وضرب من الفساد السياسي.
واستطرادا، لفت الى ان لرئيس الجمهورية دورا رقابيا على دستورية التأليف وليس دورا تنفيذيا كي تُعطى له حصة في الحكومة مثله مثل سائر الكتل النيابي، اذ يحق له رفض التشكيلة الحكومية بحال واحدة ويتيمة ألا وهي انتفاء التوازن الوطني بالتشكيلة، معتبرا ان عدم تجرؤ احد على مصارحة رئاسة الجمهورية بهذه الحقيقة سمح لحلفاء الاسد بالفرعنة، واعطاهم القدرة على القفز فوق صلاحيات الرئيس المكلف وبالتالي عرقلة التأليف.
وردا على سؤال، أعرب د.بيضون عن اعتقاده ان الرئيس الحريري لن يتنازل لمصلحة جبران باسيل، خصوصا ان الطائفة السنية بالمرصاد ولن ترضى هذه المرة بالمسّ بصلاحيات الرئيس المكلف وبالتالي رئيس الحكومة، ناهيك عن ان اولوية السياسة الايرانية هي انهاء الحريرية السياسية من خلال تحجيم دور الحريري في الحكومة، لأن الاعتقاد السائد في ايران هو ان السيطرة سياسيا على لبنان لا يمكن تحقيقها الا بإنهاء السنية السيادية المعتدلة التي يقودها الحريري صاحب الرصيد الكبير في العلاقات الدولية، هذا من جهة، مشيرا من جهة ثانية الى ان الخوف من فتح باسيل لمعركة رئاسة الجمهورية بالتوازي مع عرقلة التأليف، ليس للتصويب على الرئيس الحريري او لقطع الطريق باكرا على رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع انما لجر البلاد الى انهيار اقتصاد يخرج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من السباق الرئاسي، لأن جهود سلامة في تحقيق الاستقرارين النقدي والاقتصادي تمنحه ثقة المجلس النيابي وغالبية الوسط السياسي، وبالتالي فرصة كبيرة للوصول الى سدة الرئاسة.