حصل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” على معلومات عن مواصلة قوات النظام، بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الخامسة لمجزرة الكيميائي في غوطتي العاصمة دمشق، عمليات “طمسها للأدلة والحقائق التي تثبت تنفيذها للمجزرة”.
وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد، فإن “قوات النظام، منذ تثبيت سيطرتها على غوطة دمشق الشرقية، والانتهاء من عمليات التمشيط والتعفيش والمداهمة والاعتقال، تعمل على ملف مجزرة الكيميائي”.
وأكدت المصادر، التي وصفها المرصد بـ”الموثوقة”، أن “سلطات النظام استدعت العشرات ممن كانوا متواجدين خلال المجزرة وبعدها، حيث استدعي كل من وثق وصوَّر وشارك في تكفين الشهداء ودفنهم، وكل من شارك في علاج المصابين، وجرى التحقيق بشكل مفصل عبر سؤالهم عن كامل حيثيات المجزرة وتفاصيلها، ومن ثم تعدى الأمر لحد قيام سلطات النظام باستدعاء المسؤولين عن مقابر زملكا وعين ترما وعربين، ليجري الاستدلال منهم على مكان مقابر ضحايا مجزرة الأسلحة الكيميائية في العاصمة دمشق”.
وأضاف المرصد أن المصادر أكدت له أنها “رصدت تعمّد النظام للدخول إلى المقابر، والبدء بعمليات نبش القبور، وانتشال الرفات ونقلها إلى مناطق أخرى مجهولة إلى الآن، في تصرفات واضحة من النظام يعمد من خلالها إلى طمس معالم الجريمة البشعة التي نفذها، والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين، حيث جرى توثيق مئات المدنيين في كل من غوطتي دمشق الشرقية والغربية، جرى توثيق أكثر من 500 منهم، بينهم 80 طفلاً دون سن الثامنة عشر، ونحو 140 مواطنة فوق سن الـ18”.
كما حصل المرصد، من شهود عيان وسكان من غوطة دمشق الشرقية، على “معلومات متقاطعة أكدت له أن القصف الذي جرى يوم الـ21 من آب من العام 2013، عند الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل، جرت بواسطة قصف بصواريخ سمعت أصوات إطلاقها بقوة، ومن ثم لم يسمع أي دوي انفجار بعد سقوطها، على مدينة زملكا، وفي المنطقة الواقعة بين مدينتي زملكا وعين ترما، إذ لم يكن قد سمع قبلها، بحسب شهادة الأهالي، صوتا لمثل هذا النوع من الأسلحة. وبعد عمليات القصف شوهد مئات الشهداء والمصابين، في زملكا ومحيطها ومناطق أخرى في غوطة دمشق الشرقية”.
وعزت المصادر المتقاطعة والأهلية للمرصد السوري السبب إلى “تحضير الفصائل العاملة في غوطة دمشق الشرقية حينها، لعملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام عبر هجوم مركز ومكثف وعنيف يهدف للدخول إلى العاصمة دمشق والسيطرة عليها والبدء بحرب عصابات داخلها، إلى أن سلطة النظام الأمنية والعسكرية تمكنت من الحصول على معلومات حول التحضر للهجوم بشكل حقيقي من قبل آلاف المقاتلين في الفصائل”.
وتحدثت مصادر أن قوات النظام في تلك المرحلة “لم تكن في كامل جهوزيتها لمثل هذا النوع من الهجوم الذي جرى التحضير له بشكل كبير ودقيق من قبل الفصائل، فما كان منها إلا أن عاجلت مركز انطلاق العملية العسكرية ضد دمشق، بصواريخ تحمل مواد كيميائية، أطلقت بأوامر من ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري والقائد الحالي للفرقة الرابعة بعد تعيينه في نيسان من العام 2018 في منصبه، وجرى تنفيذ الأمر من قبل لواء منحدر من منطقة صافيتا في ريف محافظة طرطوس الساحلية”.
يذكر أن مجزرة الأسلحة الكيميائية جرت في غوطتي العاصمة دمشق، في الـ21 من آب من العام 2013، وأودت بحياة مئات المدنيين والأطفال والمواطنات والمقاتلين، وتسببت بإصابة مئات آخرين.