كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
عندما يحين موعد الدورة الشهرية وتشعر المرأة بتشنّج المعدة والمزاجية ولكن بِلا أدنى إفراز للدم، فمن الطبيعي أن تبدأ بالتساؤل إذا كانت حاملاً فعلاً. غير أنّ تأخّرَها قد يرجع إلى أسباب عدة أخرى لا بدّ من معرفتها والإسراع لمعالجتها. ما أبرزها؟
يجب على النساء عدم الهلع إذا تأخرت دورتهنّ الشهرية، لكن في المقابل عليهنّ عدم إهمال ذلك إطلاقاً. إستناداً إلى أطباء أمراض النساء والتوليد، فإنّ الطمث غير المنتظم لمرّة واحدة أو اثنتين هو حتماً أمر يجب الانتباه له.
لا تتردّدن إذاً في استشارة الطبيب فوراً لمعرفة إذا كان أحد العوامل التالية هو المسؤول عن تأخّر الطمث:
خسارة وزن كبيرة أو كثرة الرياضة
من المعلوم أنّ المبالغة في التمارين، وتغيّرات مفاجئة في الوزن، وبلوغ معدّل وزن أقلّ من الطبيعي قد تخفّض كلها مستويات الهورمونات، من بينها هورمون الـ»Leptin» الذي يتمّ إنتاجُه في الأنسجة الدهنية. كثرة الرياضة والتغيّر الجذري في الوزن قد يقلّصان دهون الجسم، الأمر الذي يدفع بالـ»Leptin» وهورمونات أخرى كالإستروجين إلى الانخفاض، وبالتالي حدوث دورات شهرية غير منتظمة. الحركة الشديدة، كالتدريب للماراثون، تسبّب بدورها إجهاداً بدنياً، ما قد يؤدّي إلى عدم توازن هورموني يُعرقل الطمث.
متلازمة تكيّس المبيض
عبارة عن حالة طبية يسبّبها عدم توازن الهورمونات التناسلية، وهي تُصيب نحو 5 إلى 10 في المئة من النساء. السمات التي تميّز هذه المتلازمة هي الدورات الشهرية غير المنتظمة، ونموّ الشعر بكثرة في أجزاء غير متوقعة من الجسم، والعقم. الهورمونات، وتحديداً الإستروجين والتستوستيرون، تكون كلّياً غير متوازنة ومنتظمة. في حال الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض، قد يحدث الطمث كل أسبوعين، أو كل 3 إلى 6 أشهر، أو حتى مرّة سنوياً.
التوتر
التوتر القويّ، كالنوع الناتج عن الطلاق أو موت أحد أفراد العائلة، قد يعوق التوازن الهورموني، ويسبب دورات شهرية غير منتظمة ومتأخّرة وشديدة. منطقة تحت المهاد الموجودة في الدماغ هي الأكثر تأثراً في التوتر، وفيها يتمّ تنظيم هورمونات كثيرة مرتبطة بالطمث.
حبوب منع الحمل
من الانعكاسات السلبية لحبوب منع الحمل المنخفضة الاستروجين حدوث دورة شهرية خفيفة أو غيابها. والأمر ذاته ينطبق على الوسائل الأخرى المعتمدة، كاللولب الهورموني، بما أنّ العديد منها لا يحتوي الإستروجين إطلاقاً. لكن عند التوقف عن هذه الحبوب، فقد يستغرق الأمر من شهر إلى 3 أشهر لاسترجاع الدورة الشهرية الطبيعية. وهنا لا بدّ من الاستمرار في مراقبة الطمث عند عودته، فقد تكون هناك مشكلة هورمونية كامنة تمّ حجبُها عن طريق أخذ حبوب منع الحمل، ما يستدعي استشارة الطبيب حالاً.
خلل الغدّة الدرقية
هذه الغدّة الموجودة في العنق تنظّم الأيض وتتفاعل أيضاً مع أنظمة عدة في الجسم حفاظاً على سير الأمور بسلاسة. في حال التعرّض لأيِّ نوع من عدم توازن الغدّة الدرقية، كفرط نشاطها أو قصوره، فذلك قد يؤثر في الطمث.
الإجهاض
في حال أتت نتيجة اختبار الحمل إيجابية، ثمّ ظهرت الدورة الشهرية أو ما يُشبهها في وقت متأخر وبكثافة، فذلك قد يُشير إلى الإجهاض.
بعض العقاقير
سواءٌ الاعتماد على بعض الأدوية بلا وصفة طبية لتهدئة أوجاع الرأس اليومية أو أخذ عقار ما، وصفه الطبيب لمعالجة مشكلة صحّية معيّنة، لا بدّ من الانتباه إلى أنّ ذلك قد يؤثر في الدورة الشهرية. الأسبرين، والوارفارين المستخدم لعلاج جلطات الدم والوقاية منها، والإيبوبروفين كلها قد تنعكس على الطمث.
انقطاع الطمث المُبكر
عندما تتعرّض المرأة تحت 40 عاماً لإخفاق في الهورمونات بشكل ملحوظ، فإنها قد تدخل في مرحلة انقطاع الطمث المُبكر. وإلى جانب عدم حصول الدورة الشهرية، تظهر إشارات أخرى لهذه الحالة كالهبّات الساخنة، والتعرّق الليلي، وجفاف المهبل.