IMLebanon

“ربْط أحزمة” في لبنان بملاقاة “منخفض سياسي” جديد

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية:

يسود «شدّ الأحزمة» في بيروت بملاقاة «المنخفض السياسي» الذي دَهَمَ البلاد على تخوم أزمة تأليف الحكومة الجديدة الذي ستتبلْور ملامحه مع «اليوم الآخَر» الذي حدّده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مطلع سبتمبر المقبل لـ «كلامٍ جديد» سيقوله في الملف الحكومي، وقبل ذلك الكلمة المرتقبة للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بعد غد.

وتعيش بيروت في أجواء أن إطلالة نصر الله ثم كلام عون من المرجّح أن يُطْلقا ضغطاً تصاعُدياً عبر مزيدٍ من حشْر الرئيس المكلف سعد الحريري لدفْعه إلى استيلاد حكومةٍ بدفتر شروط تحالف «حزب الله» – فريق رئيس الجمهورية لجهة الأحجام كما التوازنات والخيارات الكبرى التي مهّد لها هذا الفريق، بفتْح عون طريق عودة التواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد ودعوة «حزب الله» لعلاقات دافئة مع نظامه، إضافة إلى الخطوة البالغة الدلالات بإجهاز الحزب على النأي بالنفس عبر استقبال نصرالله، بالصوت والصورة، وفداً من الحوثيين.

وتتقاطع غالبية المعطيات عند أن الحريري لن «يرفع الرايات البيض» بإزاء حملة الضغوط المتوقَّعة وهو الذي ردّ ضمناً على اتصال عون بالأسد معلناً أمس عبر تغريدة في الذكرى الخامسة لمجزرة تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس «كلنا مع طرابلس. لن ننسى شهداءها الأبرار، ولن ننسى أن ضابطيْن من مخابرات النظام السوري شاركا في الجريمة ويحاكمان غيابياً امام المجلس العدلي».

ولم يتردّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي يخوض مواجهة سياسية مع «التيار الوطني الحر» (حزب عون) على خلفية إصرار الأخير على تحجيمه وزارياً، في انتقاد اتصال عون بالرئيس السوري، قائلاً: «لا أرضى أن يتكلم الرئيس عون مع بشار الأسد إذ لا داع لهذا الأمر ولا مبرّر له…»، و«في حال حصول الاتصال فهل سأل عون الأسد لماذا أرسل ميشال سماحة ومعه المتفجّرات ليفجّر لبنان؟».

في موازاة ذلك، انشغلت بيروت أمس بزيارة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي روبرت ستوري كاريم الذي التقى عون، في مستهل زيارته التي يشكّل القرار 1701 والتمديد المرتقب لقوة «اليونيفيل» نهاية هذا الشهر محوراً رئيسياً فيها، إلى جانب الحض على بسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها بقواها الشرعية، والالتزام بالعقوبات على إيران وتجفيف مصادر تمويل المنظمات الإرهابية، في إشارة الى «حزب الله».

وكان لافتاً أن عون أبلغ إلى كاريم أن لبنان ملتزم تطبيق الـ 1701 بمندرجاته كافة، داعياً واشنطن للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها «لا سيما للأجواء اللبنانية التي تخرقها دائماً لقصف الأراضي السورية» وإلى «دعم تجديد ولاية (اليونيفيل) من دون أي تعديل في مهامها وعديدها وموازنتها».

وإذ شكر عون الولايات المتحدة على المساعدات التي تقدمها للجيش اللبناني، جدد تأكيد عزمه على الدعوة إلى حوار وطني حول الاستراتيجية الدفاعية (سلاح حزب الله) بعد أن يتم انجاز تشكيل الحكومة الجديدة، مشدداً على «مكافحة لبنان لأي نشاط يعود إلى تمويل الارهاب أو تبييض الأموال»، ومشيراً الى «ان القوانين المعتمدة في لبنان في هذا الشأن تُطبَّق بحزم ودقة، وتشهد على ذلك المؤسسات المالية الدولية».