كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
إذا كانت تشنّجات الساقين تدفعكم إلى الاستيقاظ في منتصف الليل، فاعلموا إذاً أنكم لستم الوحيدين! وفق دراسة نُشرت في «American Family Physician» عام 2012، نحو 60 في المئة من البالغين قالوا إنهم يشكون من هذه الحالة مساءً. لكن هل تعلمون ما الأسباب المُحتملة؟
في حين أنّ تشنّج الساقين واسع الانتشار، إلّا أنّ أسبابه وعلاجاته غير محتومة بعد. وفي هذا السياق، قال الطبيب، سكوت غاريسون، من جامعة ألبيرتا الذي نشر دراسات عدة عن تشنّج الساق الليلي: «هناك العديد من الآراء المتباينة، لكنّ الحقيقة البسيطة هي أن لا أحد يعلم فعلاً أسباب حدوث هذه المشكلة». وعلى رغم ذلك، وضع الخبراء مجموعة عوامل قد تفسّر سبب استيقاظكم منتصف الليل بسبب الوجع:
عدم تمديد بعض العضلات
يعتقد بعض الباحثين أنّ نمط الحياة الحديث هو المُلام. ففي حين أنّ الأجيال القديمة كانت تقضي الكثير من الوقت في وضعية الـ»Squatt» التي تمدّد أوتار الساق وعضلاتها، إلّا أنّ الحياة المعاصرة قد أزالت في الغالب الحاجة لذلك. هناك أيضاً دليل على أنّ نمط الحياة الذي يغزوه الخمول بشكل عام نتيجة الجلوس لساعات طويلة وعدم الحركة، يخفّض من طول ومرونة الأوتار والعضلات، الأمر الذي قد يؤدي إلى التشنّج.
تغيّر المواسم
وجدت الأبحاث أنّ تشنّج الساقين الليلي يحدث أكثر في الصيف مقارنةً بالشتاء. وفي حين أنّ ذلك قد لا يكون صحيحاً عند الجميع، لكنّ تكرار هذه المشكلة يميل إلى الذروة منتصف تموز وينخفض منتصف كانون الثاني. ويجب معرفة أنّ هذه التشنجات العضلية تحدث بسبب مشكلات في الأعصاب وليس اضطراب العضلات. يُعتقد أنّ نمو الأعصاب وإصلاحها قد يكونان أكثر نشاطاً في الصيف بفضل ارتفاع مستويات الفيتامين D نتيجة التعرّض المكثّف لأشعة الشمس.
التمارين القاسية جداً
رُبطت الرياضة الشديدة منذ فترة طويلة بتشنّج العضلات. واستناداً إلى مؤلفي دراسة نُشرت في مجلّة «Current Sport Medicine Reports»، فإنّ إرهاق الهيكل العظمي والعضلات يمكن أن يؤدي إلى تشنّج عضلي في ألياف العضلات المنهكة، وذلك يُصيب حتى الرياضيين المحترفين. وصحيح أنّ الحفاظ على ترطيب جيّد قد يساعد، لكن لا توجد طريقة راسخة للوقاية من هذه الأنواع من التشنّجات.
الجفاف
هناك نمط موسمي واضح في تواتر عضلات الساقين، مع أرقام أعلى في الصيف وأخرى أدنى في الشتاء. يعني ذلك أنّ الحارّ وتوازن السوائل قد يؤثران في حدوث التشنّجات. يمكن للجفاف أن يسبب عدم توازن الإلكتروليت في الدم، ما قد يحفّز التشنّجات.
نقص المغذيات
هناك دليل على أنّ عدم توازن الكالسيوم والماغنيزيوم والبوتاسيوم قد يلعب دوراً في التشنّج. إنّ كلّاً من هذه الإلكتروليت يساعد على ضمان توازن السوائل في الدم والعضلات، ما يعني أنّ التعرّض لنقصٍ فيها قد يعزّز التشنّجات.
الوقوف طوال اليوم
أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يقفون لوقت طويل يومياً هم أكثر عرضة لتشنّجات الساقين مقارنةً بالذين يجلسون. أثناء الوقوف من دون أي حركة، يميل الدم والمياه إلى التجمّع في الجزء السفلي من الجسم، ما قد يؤدي إلى عدم توازن السوائل وتقصير العضلات والأوتار، وبالتالي حدوث التشنّج.
الأدوية
ربطت دراسات أخرى مُدرّات البول (مثل بعض أدوية ضغط الدم المرتفع التي تملك هذا التأثير)، وعقاقير الربو بزيادة احتمال التشنّج الليلي. من المحتمل أنّ هذه الأدوية تملك تأثيراً مُحفزاً في الخلايا العصبية الحركية والمستقبلات، الأمر الذي قد يؤدي إلى التشنّجات.
الحمل
خلال هذه الفترة ترتفع تشنّجات الساقين، ويُعتقد أنّ زيادة الوزن وتعطّل الدورة الدموية هما السبب. كذلك من المحتمل أنّ الضغط الناتج من نمو الجنين على الأوعية الدموية والأعصاب في جسم الأم قد يسبب التشنّج، وفق جمعية الحمل الأميركية.
بعض المشكلات الصحّية
السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، والأمراض العصبية، والكآبة، كل هذه الأمراض رُبطت أيضاً بالتشنّجات. في بعض الحالات، إنّ الأدوية هي المُلامة، لكنّ بعض هذه المشكلات، وتحديداً السكري والأمراض العصبية، قد يُعطّل الأعصاب أو حتى يقتلها، الأمر الذي يسبب التشنّج.
التقدم في العمر
يبدو أنّ التقدم في العمر قد يلعب أيضاً دوراً في تشنّج الساقين. ففي أوائل 50 عاماً تقريباً، حيث يبدأ الإنسان بخسارة الخلايا العصبية الحركية، تصبح التشنجات أكثر شيوعاً. إنّ تمارين القوّة والتوازن قد تساعد على ضمان سلامة وظائف العضلات والجهاز العصبي بطريقة تَقي هذه المشكلات.