تفعيلاً لجولة مشاوراته الجديدة على نية «تدوير الزوايا» الحادة في بنية التشكيلة الحكومية العتيدة، استأنف رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري خلال الساعات الأخيرة مساعيه الهادفة إلى دفع عجلات التأليف قُدماً باتجاه محطة التوافق والائتلاف بين مختلف المكونات الرئيسية في تركيبة السلطة الإجرائية، تمهيداً لتعبيد الطريق أمام بلوغ صيغة وزارية قابلة للولادة والإنتاج ومنزوعة من فتائل الغلبة والتعطيل.
ومساءً برزت زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى بيت الوسط حيث التقى الحريري فكان اللقاء «صريحاً وعقلانياً» بحسب مصادر المجتمعين لـ«المستقبل» مؤكدةً أن «النقاش تمحور حول كيفية الوصول إلى حلول للعقبات التي لا تزال تحول دون تأليف الحكومة، بحيث استعرض الجانبان كل المواضيع والطروحات الممكنة وغير الممكنة» في إطار التشكيلة الحكومية المرتقبة، على أن تبقى قنوات التواصل والتشاور مفتوحة لاستكمال النقاش الهادئ والهادف بين الرئيس المكلف وجعجع وسائر القوى السياسية المعنية بردم الفجوات المتبقية على أرضية التأليف.
وإثر انتهاء لقاء «بيت الوسط» الذي تخللته مأدبة عشاء وأوضح المكتب الإعلامي للحريري أنه تناول «الوضع السياسي العام ولا سيما ما يتعلق منها بتأليف الحكومة»، أوضحت مصادر قيادية في «القوات» لـ«المستقبل» أنه جرى خلال اللقاء «تبادل أفكار في محاولة لإيجاد حل لعقد التأليف»، وأردفت مضيفة: «وإن كانت هذه العقد بطبيعتها ليست “قواتية” إنما الأفكار التي طُرحت بين الرئيس المكلّف ورئيس “القوات” هدفت إلى جوجلة المخارج المتاحة لحلحلة العقد الحقيقية المطروحة على بساط التأليف».