Site icon IMLebanon

علوش: عون والحريري متمسكان بـ”النأي” و”حزب الله” مستفيد

في عزَّ جولة المفاوضات الحكومية الجديدة التي يخوضها الرئيس المكلف سعد الحريري منذ عودته من الخارج، وفي ظل تضارب المعطيات حول بوادر حلحلة ما قد تبصر النور في عطلة نهاية الأسبوع، صدر بيان لافت عن كتلة “الوفاء للمقاومة”، دعت خلاله إلى “الاستفادة من تطورات الأوضاع في المنطقة لمراجعة تموضع لبنان الاستراتيجي، ولإعادة النظر في بعض علاقاته الإقليمية والدولية”.

موقف جديد للحزب، ينضم إلى سلسلة ممارسات سابقة يخرق من خلالها سياسة النأي بالنفس التي شكلت شرطا أساسيا  للتسوية التي أبرمت بين بعبدا وبيت الوسط وأدت إلى عدول الرئيس الحريري عن استقالته التي أعلنها من الرياض، ليعود بعدها إلى لبنان بغطاء غربي ويعلن أن “مجلس الوزراء قرر التزام الحكومة وكل مكوناتها السياسية بسياسة النأي بالنفس عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب، وعن الشؤون الداخلية للدول العربية.

أشار عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش عبر “المركزية” إلى أن “طوال السنوات التي مضت و”حزب الله” يحاول جر لبنان إلى المحور الذي ينتمي إليه بمواجهة الدول العربية”، لافتا إلى أننا “فعلا بحاجة إلى إعادة النظر بتموضع لبنان الإقليمي، فالمعسكر الذي ينتمي إليه الحزب لم يجلب سوى الخراب إلينا”، داعيا “الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله إلى مراجعة سياسته الإقليمية والعودة إلى الحضن اللبناني”.

ولفت إلى أن “التسوية الرئاسية لا تزال قائمة، والاتفاق بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون حول اعتماد النأي بالنفس في سياسة لبنان الخارجية لن يتأثر ببيانات “الوفاء للمقاومة”، إذ لا مصلحة لأي من الطرفين بالخروج عن الإجماع الدولي وبالأخص فريق رئيس الجمهورية”، مشيرا إلى أن “حزب الله” يستفيد من هذا الاتفاق بطريقة غير مباشرة، نظرا للغطاء الدولي الذي يوفره له، بحمايته من تداعيات العقوبات الدولية”، ومعتبرا أن “بيان الحزب مجرد تهويل لا أساس له، ومصلحة لبنان تفرض أن نكون على تفاهم مع الدول العربية”.

وحول تحديد مهلة الأول من أيلول لتحرك بعبدا على خط التأليف في ظل الجمود الحاصل، قال “التصريحات التي صدرت في اليومين الماضيين عن فريق رئيس الجمهورية تلغي مفاعيل هذه المهلة، بعد أن أدرك هذا الفريق أن طرحه مسدود ولا أفق له، فالتهديد والوعيد لن يسرّعا التشكيل”، مستبعدا أن “تبصر الحكومة النور نهاية الأسبوع كما يشاع، فالأمور متوقفة على تواضع التيار بمطالبه، الأمر الذي لا يبدو أنه حاصل لغاية اليوم، فكل المعطيات تشير إلى أن العقد لا تزال على حالها وهي محلية تماما ومرتبطة بحجم تمثل الأفرقاء”.

وتعليقا على اجتماع “اللقاء التشاوري للنواب السنة”، وموقف “حزب الله” من تمثيلهم قال “تبقى العقد الأخرى هي الأساس، وحل هذه العقدة عند الرئيس المكلف”، معتبرا أن “الإصرار على مطالب تحرج الرئيس الحريري سيعطل التشكيل”.