شهد مفهوم استعمال بطاقات الائتمان في العالم انتشارا واسعا في السنوات الاخيرة. ويعود الفضل الى تطوّر مزايا الخدمات التي توفرها بطاقات الدفع، سيما منها توفير الآمان الى المستهلكين لحثّهم على استعمال هذا النوع من البطاقات. بالاضافة طبعا الى إدخال مزايا الولاء التي تقدمّ للزبائن هدايا عبر تجميع النقاط او تجميع الأميال للسفر، ما جعل استعمال بطاقات الدفع متعة، وتنطوي على فوائد جمّة لمستخدميها.
في تعريف بطاقة الائتمان او ما يُعرف بـ credit card، يمكن القول انها بطاقة بلاستيكية تصدرها المصارف وتهدف الى توفير الاموال غير النقدية لحاملها. وهي تستعمل خصوصا للحصول على تمويلات ماليّة قصيرة المدى، او لشراء المُنتجات المتنوعة أو الحصول على الخدمات المُقدّمة من شركةٍ ما.
تُقسَم بطاقات الدفع إلى عدّة أنواع، ويَتميّزُ كلّ نوعٍ منها بطبيعة استخدام خاصّة به، ومن أهمّ هذه الأنواع:
بطاقة الحَسم الفوري Debit card: يُمنح هذا النوع من البطاقات إلى الأشخاص الذين يَمتلكون أرصدةً ماليّةً كافية في حساباتهم المصرفيّة، والمودعة لدى المصرف المسؤول عن إصدار هذه البطاقة، وتوفّر لصاحبها إمكانيّة الحصول على الخدمات والمنتجات المتنوعة، والقُدرة على تنفيذ عمليّات السحب النقديّ، وتُخصَم قيمة مَسحوباته أو مشترياته بشكلٍ فوريّ من رصيد حسابه المصرفيّ عن طريق أحد أجهزة الصراف الآلي الإلكترونيّة التابعة للبنك الخاص في البِطاقة. يُعدّ أعلى سقف لسحوبات ائتمانيّة للبطاقة المدينة أو التي تسمى ببطاقة الحسم الفوري هو الرصيد الخاص في الحساب المصرفيّ؛ حيث يستطيع صاحب البطاقة دفع ثمن مشترياته ضمن حدود رصيد حسابه. هذا النوع من البطاقات الائتمانيّة مُنتشر بشكل كبير في الدول الناميّة اقتصاديّاً، ويعتمد استخدامها على العمليات المصرفيّة داخل الدولة، ولا يُوفّر هذا النوع من البطاقات إمكانية الحصول على قروضٍ ماليّة بسبب اعتمادها بشكلٍ أساسيّ على وجود حساب مدين في المصرف المسؤول عن إصدارها.
البطاقة الائتمانيّة العاديّة Charge Card: تُعرّف أيضاً باسم بطاقة الحسم الآجل، وهي بطاقة يحصل صاحبها على قرضٍ ماليٍّ من البنك ضمن حدٍّ مُعين، ووفقاً لدرجة تصنيف هذه البطاقة، وخلال فترة زمنيّةٍ مُحدّدةٍ، ويترتب على صاحبها تسديد كامل قيمة هذا القرض في وقت السداد المُحدّد والمُتفق عليه مُسبقاً، وعند التأخّر في سداد قيمة القرض تترتّب على الشخص فائدة ماليّة، وتُعدّ زيادةً على القيمة الأصليّة للقرض، وأُطلق عليها اسم بطاقة الوفاء أو الحسم المُؤجل؛ لأنّ قيمة سداد المُستحقات الماليّة الخاصة بها تعتمد على فترةٍ زمنيّةٍ مُعينة.
بطاقة الائتمان المُتجدد Credit Card With Revolving Credit:
وتُعرّف أيضاً باسم بطاقة ائتمان القروض، وهي بطاقة توفّر لصاحبها إمكانية الحصول على المنتجات، والقدرة على تنفيذ عمليات السحب النقديّ عن طريق أجهزة الصراف الآليّ، كما تُوفّر القدرة على دفع قيمة الأقساط المُؤجلة من قيمة المشتريات على نظام التقسيط، وتُعدّ من البطاقات المُنتشرة في الدول المُتقدمة اقتصاديّاً، وتختلف عن بطاقات الائتمان العاديّة بأنّ المصرف مُلتزم بدفع المبالغ الماليّة المُترتبة على صاحب البطاقة للتاجر مقابل الحصول على زيادةٍ ماليّة مُتفقٍ عليها مسبقاً.
في لبنان
بدأ استعمال بطاقات الائتمان بالتطور في السنوات الاخيرة في لبنان ويظهر ذلك جليا من خلال الإحصاءات الصادرة عن مصرف لبنان والتي تشير إلى إرتفاع عدد بطاقات الدفع بنسبة 1.65% (42.442 بطاقة) خلال الفصل الاول من العام 2018 إلى 2.676.901 بطاقة، من 2.633.459 بطاقة في نهاية العام 2017.
كما تظهر الاحصاءات ان عدد بطاقات الدفع الفوري زاد بـ 21.037 بطاقة على صعيد فصلي إلى 1.558.670 كما وإرتفع كلٌّ من عدد البطاقات الإئتمانيّة وعدد البطاقات المدفوعة مسبقاً بـ 3.498 و 20.161 بطاقة بالتتالي إلى 574.864 و 445.810 بطاقة، ما طغى على تراجُع عدد بطاقات الدفع لأجل بـ1.254 الى 97.557.
الى ذلك، توسّعت شبكة الصرّافات الآليّة لتضمّ 1917 صرّافا آليّا مع نهاية شهر آذار2018، في مقابل 1902 صرّاف آليّ في نهاية العام 2017.
حافظت العاصمة بيروت وضواحيها على أعلى نسبة تمركز لشبكة الصرّافات الآليّة مع تواجد 722 صرّافا آليّا فيها، اي ما يشكّل 37.66 في المئة من مجموع شبكة الصرّافات الآليّة في لبنان، تلتها منطقة جبل لبنان 687 صرّافا آليّا اي بما نسبته 35.84 في المئة، والشمال 192 صرّافا آليّا اي ما نسبته 10.02%، والجنوب 152 صرافا آليا اي حوالي 7.93%، والبقاع 132 صرافا آليا بما نسبته 6.89% والنبطية 32 صرافا آليا اي حوالي 1.67%.