نفذت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديدها وأوقفت تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بذريعة اتهامها بالانحياز وتضخيم أعداد اللاجئين. قرار ستكون له تداعيات كارثية على وضع اللاجئين في الدول المضيفة، حيث تقدم الوكالة خدماتها، الصحية والتربوية والإغاثية لما يقارب الـ 5 ملايين لاجئ، موزعين على لبنان، سوريا، الأردن، الضفة الغربية وغزة.
وفي وقت تكثف الوكالة اتصالاتها ولقاءاتها لحشد الدعم السياسي والمالي اللازم لسد الفجوة التمويلية التي خلفها القرار الأميركي، دخل لبنان على خط الأزمة، فبعد البيان الحازم لوزارة الخارجية، يعقد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل اجتماعا مع سفراء الدول المضيفة والمانحة لشرح موقف لبنان، والبحث عن المخارج المتاحة، وعلمت “المركزية” في هذا المجال أن السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد ستغيب عن الاجتماع.
وفي السياق، أشار رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة عبر “المركزية” إلى أن “الانعكاسات السلبية للقرار الأميركي ستكون مأساوية على اللاجئين في لبنان والدول المضيفة كافة، خصوصا وأن أميركا تسعى لدفع الدول الحليفة لها لتحذو حذوها”.
ولفت إلى أن “اللجنة ستجتمع الخميس بممثلين عن الوكالة في السراي، لبحث الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من التداعيات السلبية للأزمة”، مضيفا أن “اللجنة تتابع مع السلطات السياسية المعنية تحرك لبنان على الصعيد السياسي مع الدول الصديقة والمانحة لزيادة مساهماتها والتعويض عن توقف الدعم الأميركي”.
واعتبر أن “هاجس التوطين لم يكن يوما بالجدية التي هو عليها، وهناك خطر مباشر على لبنان والدول المضيفة في حال لم يتم تدارك الموضوع، ويصار إلى البحث عن مصادر بديلة”.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم “الأونروا” في لبنان هدى صعيبي عبر “المركزية” أن “الوكالة تكثف جهودها لجمع التبرعات، وتوسع نطاق عملها، وسيكون للمفوض العام بيير كرينبول لقاءات عدة هذا الشهر، في جامعة الدول العربية في 11 الجاري، وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 الجاري، فضلا عن الاتصالات الجارية على أعلى المستويات مع كل الدول المانحة والهيئات الدولية لسد العجز البالغ 217 مليون دولار”، مشيرة إلى أن “الأموال المتوفرة حاليا تكفينا حتى نهاية العام، أما الموازنة المخصصة للتعليم فتكفي حتى نهاية أيلول الجاري”.
وتابعت “حتى الآن، لم يصلنا أي تمويل مباشر جديد، ولا يزال العجز على حاله، لكن هناك مؤشرات واعدة ودعم سياسي من عدد كبير من الدول الفاعلة على الساحة الدولية”، مؤكدة أن “نشاطاتنا لن تتوقف لا محليا ولا إقليميا”.
وردا على الاتهام الاميركي للوكالة بالانحياز لصالح الفلسطينيين، وبأن “عملها تشوبه عيوب لا يمكن إصلاحها”، قالت إن “برامج الأونروا نجحت بإدارة واحدة من أهم عمليات التنمية البشرية في الشرق الأوسط، والمجتمع الدولي يشيد باستمرار بانجازاتنا، التي استطعنا من خلالها إدارة واحدة من أكثر النظم المدرسية فاعلية في المنطقة وذلك باعتراف البنك الدولي”.