بات من الواضح أن منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين تنقل الكثير من الاحتجاجات التي تعكس الهوة الواضحة في الفكر والطموحات والأفكار بين الشباب من جهة وبين القيادات الحاكمة من جهة أخرى، ما يتجسد بوضوح في الكثير من القطاعات بالأراضي الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
والأكيد ان هناك أزمة واضحة بين جيل الشباب الفلسطيني وتحديدا الجيل الذي ولد بعد اتفاقية أوسلو والقيادات السياسية، وتجلى ذلك في تشدين عدد من النشطاء الفلسطينيين هاشتاغ #hamas_occupation، الذي انتشر بقوة وتصاعد للتعبير عن الغضب من سياسات حركة “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة.
وفي الوقت ذاته، أعرب الكثير النشطاء الفلسطينيين عن غضبهم من سياسات السلطة، مطلقين عدداً من الوسوم التي تعبر عن طموحاتهم السياسية.
ويعيد ذلك إلى الأذهان تطوّرات الربيع العربي التي اجتحت المنطقة العربية، يعبّر عنه الخلل العميق والواضح بين جيل الابناء والاباء في الشارع الفلسطيني خصوصاً وأن متابعة التغريدات التي يكتبها الفلسطينيون تكشف عن شجاعتهم مع توجيههم لانتقادات علنية بحق الجماعات الفلسطينية المختلفة.
وازدادت وتيرة هذه الاحتجاجات منذ انطلاق مسيرات العودة في القطاع بأواخر شهر آذار الماضي، والتي أدت الى سقوط 200 ضحية وآلاف الجرحى من بينهم نساء وأطفال، الا ان الحملة الانتقادية التي يشنها الجيل الشبابي تتمحور حول الأوضاع الإنسانية في القطاع بمختلف جوانبها عقب مرور 11 عاما من تولي حماس الحكم.
وتشير تقارير صادرة من القطاع بل نقلتها صحف فلسطينية مثل صحيفة “فلسطين” التي تعتبر لسان حال حركة حماس أن هناك مشاكل كبيرة تواجه الفلسطينيين من العاطلين عن العمل، في ظل صعوبة الزواج، فضلا عن رغبة الكثيرين من ابناء القطاع تحديدا الهجرة إلى الخارج تحديداً منهم “الادمغة”، بالاضافة إلى معاناة الكثير من الجرحى ممن يعانوا الأمرين بسبب عدم خضوعهم للعلاج الطبي الملائم نظراً لتكلفته العالية.
ومع قراءة التغريدات التي يكتبها النشطاء الفلسطينيين عبر منصات مواقع التواصل يتبين أن الكثير منها يتهم “حماس” بالفشل السياسي، فضلا عن التأكيد على عجز القيادات التابعة لحركة “حماس” عن التعامل مع المشاكل الحياتية أو اليومية التي يواجهها الفلسطينيون في غزة.
وفي ظل توجيه “حماس” أصابع الاتهام إلى العالم أجمع والسلطة الفلسطينية والزعماء العرب والاحتلال الاسرائيلي، الا ان الجماهير لا تخشى الآن تحميل حماس كامل المسؤولية وترغب بعودة السلطة الفلسطينية، بعدما أصبحت الأوضاع سيئة…
واشارت مصادر في غزة إلى أن ممارسة الضغوط الشعبية ربما بدأت تثمر عن نتائج ملموسة سواء عبر تحقيق تهدئة طويلة الأمد بين “حماس” والاحتلال الإسرائيلي، لينتظر الجميع الوعود التي قطعتها جهات دولية بتدفق الاستثمارات إلى المشاريع الحياتية في قطاع غزة.