أشار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني إلى أن منذ توليه مهامه كوزير للصحة بدأ العمل على تطوير قطاع الصحة، وبموجب موقعه كنائب لرئيس مجلس الوزراء انخرط في العمل التنظيمي من ناحية التخطيط للمشاريع الأساسية للبنى التحتية في لبنان، فضلًا عن إدارة ملف بالغ الأهمية على مستوى الدولة ويتصل بأهداف التنمية المستدامة للعام 2030 التي وضعتها الأمم المتحدة، وكان له شرف التكليف بهذا الملف من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري، حيث ترأس الوفد اللبناني إلى الأمم المتحدة لعرض التقرير الأول عن أهداف التنمية المستدامة ووضع لبنان تجاه تحقيق هذه الأهداف.
ورأى حاصباني، في كلمة خلال افتتاح مركز الرعاية الصحية في حرم جامعة بيروت العربية، أن “من الملفت أن قطاعي الصحة والتعليم كانا في طليعة القطاعات التي تقدمت جدًا في لبنان في اتجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة للعام 2030، كما تثبت التقارير الدولية أن لبنان من الدول المتقدمة في التعليم والصحة حيث يحتل في مجال الصحة المرتبة الأولى في الشرق الأوسط والثانية والثلاثين في العالم”,
واعتبر أن “هذا التقدم يعود إلى المؤسسات التي تعمل، على غرار جامعة بيروت العربية، على تطوير القطاعات الصحية وتخريج خيرة الخبراء والاختصاصيين في المجالات كافة ومتابعة العمل للتأكد من أن المبادرات والأعمال التي تقوم بها لا تتوقف على حد التعليم بل تذهب أبعد بكثير من ذلك. والدليل افتتاح مركز الرعاية الصحية في جامعة بيروت العربية اليوم”.
ولفت حاصباني إلى أنه انطلق لدى تسلمه وزارة الصحة العامة برؤية واستراتيجية سميت “صحة 2025″، وتضمنت جملة أهداف أبرزها تعزيز قدرة المستشفيات الحكومية وإدخال الطبابة عن بعد ومكننة وزارة الصحة وتنظيم قطاع الأدوية والاستشفاء، إضافة إلى الرعاية الصحية الأولية.
وأكد أن “هذه الرعاية تشكل عاملًا أساسيًا في أي نظام صحي يسعى إلى تقديم التغطية الصحية الشاملة للمواطنين. فالرعاية الأولية هي ركن أساسي في هذه التغطية. وقد تم التقدم بملاحظات أساسية على مشروع قانون في مجلس النواب من خلال حضور اجتماعات اللجان المختصة بهدف التأكد من أن التغطية الصحية الشاملة لها إطار قانوني يعززها ومن ضمن هذا الإطار تعزيز الرعاية الصحية الأولية”.
وأعلن حاصباني أن “شبكة الرعاية الصحية الأولية التي تخضع لإشراف وزارة الصحة العامة تقدم خدمات سنويًا لأكثر من مليون ونصف مليون شخص على الأراضي اللبنانية، وتخفف أعباء كثيرة على القطاع الاستشفائي لأنها تسهم في العلاجات الأولية والكشف المبكر للأمراض وفي التحاليل والفحوصات”، مؤكدًا “الاستمرار في توسيع هذه الشبكة”.
وأبدى حاصباني “الاعتزاز بأن يكون هناك مركز للرعاية الصحية الأولية في جامعة بيروت العربية، لأن قرب هذه المراكز من مصادر العلم والمعرفة والأبحاث يسهم في تقديم قيمة مضافة وفعلية وكبيرة على المراكز، فتصبح أكثر فعالية في مجتمعها وتقدم خطوات متطورة في القطاع الاستشفائي، ما يسهم في تعزيز صحة المواطن ونوعية الحياة”، مؤكدًا أن “هذا الأمر يسهم في النمو والازدهار والاستقرار الصحي والنفسي والاجتماعي على طريق تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات”.