مذ استعادته القوات السورية في تموز الماضي، بعد إغلاقه في العام 2015 بفعل سيطرة المسلحين عليه ما ادى الى إلى قطع طريق عبور رئيسي لمئات الشاحنات التي تنقل البضائع بين تركيا والخليج وبين لبنان والخليج يوميًا، يوظف فريق 8 آذار هذا الموضوع في بازار محاولة تطبيع العلاقات مع النظام السوري الذي يشكل ملفا لبنانيا خلافيا بامتياز، وهو لم يتوان عن ايفاد وزرائه وعدد من قيادييه الى دمشق بذريعة التفاوض مع المعنيين هناك من اجل اعادة فتحه بهدف تنشيط حركة الاقتصاد المصابة بركود قاتل.
دفعة الزيارات الوزارية اللبنانية لسوريا كرّت تباعا منذ يومين فزارها وزير الصناعة حسين الحاج حسن ثم التحق به وزير الزراعة غازي زعيتر قبل ان يلحقهما وزيرا الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس والسياحة افيديس كيدانيان للمشاركة في الثامنة مساء في افتتاح الجناح اللبناني في معرض دمشق الدولي الذي تعرض فيه نحو ستين شركة ومؤسسة انتاجية وصناعية في مجالات اعمارية وصناعية وهندسية وتكنولوجية.
وقبيل اكتمال رباعية الزيارات اللبنانية أجرى الحاج حسن محادثات مع وزير الاقتصاد السوري سامر الخليل تناولت قضية فتح معبر نصيب، الا ان نتائجها جاءت مخيّبة للآمال نتيجة تأكيد الوزير السوري انه لا يرى في الوقت الحالي ما يدعو لإعادة فتح المعبر الحدودي مع الأردن، وقوله “في دراستنا لفتح معبر “نصيب”، وجدنا ألا قيمة كبيرة حاليًا بالنسبة للمنتج السوري، والموضوع بحاجة لدراسة أكبر”. في حين رأى الحاج حسن أن من مصلحة المُصدّر اللبناني فتح معبر “نصيب”، مضيفًا: “أي تاجر مهما تكن هويته السياسية له مصلحة في إعادة إعمار سوريا والمخلّص الجمركي اللبناني له مصلحة في الترانزيت عبر المعابر.”
وعلى رغم الترحيب السوري الكبير بالوفد اللبناني لجهة مشاركته في المعرض الذي تعوّل سوريا بالغ الاهمية على حجم المشاركة الدولية فيه، خصوصا وزير الخارجية الهندي ووفود اوروبية مهتمة بالانخراط في مشروع اعادة اعمار سوريا، تؤكد اوساط سياسية لبنانية لـ”المركزية” ان تراجع الاهتمام السوري بإعادة فتح معبر نصيب هو نتيجة تلمسهم عدم تجاوب اقليمي مع الاهداف السورية السياسية خلف الخطوة ومحاولة توظيفها في مجال تعويم النظام، اذ ان فتح المعبر مع الاردن لا يعني في اي شكل وصول البضائع السورية او اللبنانية المصدّرة عبره الى دول الخليج، ذلك ان المملكة العربية السعودية التي تشكل بوابة الخليج قادرة على اقفال معبر القريات الحدودي مع الاردن وتاليا منع تصدير البضائع السورية او اللبنانية الى هناك، ما يجعل خطوة فتح معبر نصيب دون الفائدة المتوخاة.
من هنا، تعتبر الأوساط ان رفع فريق 8 آذار وتحديدا “حزب الله” فتح معبر نصيب شعارا لإعادة التواصل اللبناني الرسمي مع سوريا بذريعة تنشيط الاقتصاد واعادة فتح ابواب الاسواق العربية امامه وتاليا دغدغة اهل القطاع بهذه الذريعة، لم تعد بضاعة رائجة، ما دامت سوريا نفسها غير مقتنعة بالخطوة ولا تعوّل عليها. وتشير الى ان اعادة فتح المعبر الذي تتحكم فيه في شكل اساس روسيا وليس النظام السوري فقط يحتاج الى قرار روسي اولا واقليمي ثانيا لتحقيق الفائدة المرجوة.