لفت وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيا بو عاصي إلى أن “زحلة تمر بمرحلة صعبة، كما كل البقاع، صباحا كنا في عنجر وبر الياس وماسا، ووجدنا أن المشاكل متعددة فجزء منها مرتبط بمسألة النزوح السوري، وجزء آخر غير مرتبط بالنزوح إنما مرتبط بالوضع في سوريا. وأهلها يحبون الأرض والزراعة، ولكن الذي يزرع يجب أن يبيع بسعر يوازي جهده وتعبه وتطلعات عائلته، وان يعيش بكرامته”.
وأضاف بو عاصي، في كلمة خلال زيارته مبنى بلدية زحلة المعلقة وتعنايل الموقت: “الوضع صعب اليوم لأن التصريف صعب والمنافسة قاسية وليس هناك من دعم ولا حماية، فكل دول عالم تقوم في المجال الزراعي بأبحاث وتساعد المزارعين بحسب نتائجها، وفي الوقت نفسه تؤمن الحماية والمساهمة في تصريف الإنتاج. للأسف، هذا الأمر غير متوفر عندنا، وبصراحة أقول، لكي نجد الحل المستدام يجب إطلاق النمو، أي إعادة الامور الى ما كانت عليه عام 2010 حين كان 8 نقاط، إذ أنه تراجع هذا العام إلى نقطة واحدة، وهذه مشكلة تسبب الكساد والبطالة”.
ورأى بو عاصي أن “علينا وضع الإمكانات المطلوبة في خدمة الاحتياجات المتوفرة، مضيفًا أن “في مؤتمر بروكسل، طالبت بدعم المجتمع المضيف، فحين استلمت الوزارة كان الدعم 12 مليون دولار، وفي غضون سنة ازداد الى أكثر من 40 مليون دولار، ننفقه في كافة المناطق المحتاجة. استطلعنا مشاريع نفذت بواسطة وزارة الشؤون الاجتماعية في عنجر وبر الياس وماسا، وفي زحلة لم يتم تنفيذ اي مشروع حتى هذه اللحظة، انما اليوم بالذات تواصلت مع undp ومع المانح الاميركي تحديدا، وحصلنا على موافقة مبدئية من برنامج الامم المتحدة الانمائي والولايات المتحدة لتقديم نصف مليون دولار لمشروع انشاء مجمع رياضي في زحلة وفق اعلى المعايير، لأننا نريد ان نثبت المواطن الزحلي في ارضه ومدينته”.
واعتبر بو عاصي أن “في موضوع النازحين فالوضع لم يعد يحتمل، ولبنان لم يعد يستطيع أن يتحمل مليونا ونصف مليون نازح أميركي ولا فرنسي ولا ألماني ولا سوري. المشكلة ليست في هوية النازح، إذ إن لبنان بقدراته لا يستطيع تحمل هذا العدد، وبتركيبته الديمغرافية وقدرته الاقتصادية وبناه التحتية لا يمكن له الاستمرار بهذه الطريقة”.
وشدد على أن “الحل الفعلي يكمن بعودتهم طبيعيا من دون انتظار أي حل سياسي، فلا يبدو أن الحلول تلوح في الافق. وبانتظار العودة، طالبنا المجتمع الدولي بزيادة الاعتمادات، وكان هناك تجاوب، فقد تفاجأت بعد طلبي مئة مليون دولار بالموافقة على 50 مليون يورو من الاتحاد الاوروبي مشكورا، دعما للعائلات الأكثر فقرا. وقد لمسوا لدينا الشفافية، والتعاطي من خلال عملنا في الوزارة يتم وفق أرقى المعايير”.
وأشار بو عاصي إلى أن “في لبنان حكومة تصريف اعمال منذ حوالى اربعة اشهر، وهذا وضع غير سليم، فالاقتصاد يتأثر في جزء كبير منه بالعامل النفسي، إذ إن المرتاح والواثق ينفق ويستثمر وينشط سياحيا ويحرك الاقتصاد. لدينا مشكلة في عامل الثقة وأخرى مؤسساتية، لذا نعاني من انكماش اقتصادي ولا بد من الخروج من هذه الدوامة، وأي تأخير في تشكيل الحكومة لن يؤدي الى غالب ومغلوب بل الى مغلوب واحد هو الشعب اللبناني الذي سيعاني كل يوم أكثر من هذه الحالة”.
وفي موضوع تشكيل الحكومة، قال بو عاصي إن “علينا احترام ارادة الناس التي عبروا عنها في الانتخابات، والاعتراف بالآخر، وقبول فكرة ان لا أحد يستطيع كسر الآخر في هذا البلد، لاسيما أن كثيرين جربوا هذا الأمر”.
وعن تصريحه في حسينية ماسا وخلفه صورة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، قال: “أنا لا أقبل اتهاما، فأنا وزير لكل الناس، وأتحدى أي انسان يقول إنه قصد وزارة الشؤون الاجتماعية لأي طلب، وسئل عن انتمائه الديني او الطائفي او المذهبي او المناطقي”.
أضاف: “من يشكل الحكومة هو الرئيس المكلف، وسواء أكان هناك توقيع لرئيس الجمهورية او لا، فهذا حق دستوري، ويجب ألا يتدخل احد سواه في تشكيلها، لأن الدستور لا ينص على ان يشكل الوزير جبران باسيل الحكومات، ولا بيار بو عاصي، والانطباع الذي ساد في البلد عن ان التيار “الوطني الحر” هو من يشكل الحكومة او رئيس التيار الوزير باسيل، هو انطباع سلبي ومؤلم. وكما نحن حريصون على موقع رئاسة الجمهورية، نحن حريصون أيضا على رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة لأنه هكذا تبنى المؤسسات”.