دفع الأفق الحكومي المقفل أحد المراجع المسؤولة أمس الى التأكيد لصحيفة “الجمهورية” انّ تأليف الحكومة بات يتطلب “معجزة” ليس هناك اي مؤشرات الى إمكان حصولها في هذه المرحلة، بدليل الأسفار الراهنة للمسؤولين المعنيين بالملف الحكومي التي تؤكد بما لا يقبل الشك ان ليس من شيء قريب منتظر في هذا الصدد. ولوحظ أمس أنّ المشهد السياسي توزع على سوريا، في ضوء قرع طبول الحرب في محافظة إدلب وتحذير أممي من أنّ شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق عليها يمكن أن يؤدّي إلى “أسوأ كارثة إنسانية” في القرن الـ21، وعلى ستراسبورغ حيث يطلّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم من على منبر البرلمان الأوروبي، وعلى لاهاي التي وصل إليها مساء أمس رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري للمشاركة في افتتاح جلسات المرافعة الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
قالت مراجع سياسية مواكبة للتطورات الداخلية والاقليمية لـ”الجمهورية” انّ موضوع إدلب حساس جداً، وانّ اللافت فيه كان ما صدر عن الامم المتحدة امس من تحذير ممّا سمّته “مأساة إنسانية” في حال اندلعت الحرب هناك. وربطت هذه المراجع بين هذا التحذير الأممي وبين تغريدة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الأخيرة بهذا المعنى. وأبدت خشيتها من “ان تكون الاوضاع متجهة نحو تطورات دراماتيكية خطيرة”. واشارت الى انّ مراجع لبنانية مسؤولة باتت تملك معطيات مصدرها بعض عواصم القرار الكبرى، ومفادها انّ موسكو “اقتربت من تحديد الساعة الصفر لإطلاق العملية العسكرية الكبرى في إدلب”.
وحذّرت هذه المراجع من “انّ هذه المسألة لن تكون تداعياتها ونتائجها منحصرة بالساحة السورية”. ودعت الى رصد ردود الفعل الاميركية والغربية والاسرائيلية، وقالت: “المنطقة في قلب النار”.
وفي ضوء هذه التطورات أكد مرجع لـ”الجمهورية”: “انّ على لبنان ان يشكّل حكومته في اقرب وقت ليس لينأى بنفسه فقط عن نزاعات المنطقة، بل لينأى بنفسه عن نار المنطقة”.