من امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي التي بدأت امس الثلثاء، جلسات المرافعات الختامية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وفيما كان فريق الادّعاء يسرد الوقائع والادّلة التي اشارت جميعها الى تورّط 5 عناصر من “حزب الله” اضافةً الى النظام السوري في جريمة 14 شباط 2005، اعلن الرئيس سعد الحريري انه “يضع مشاعره جانبا وانه لا يسعى للثأر لوالده”، مؤكداً “التركيز على الاستقرار والأمن”. فكيف يقرأ “حزب الله” قرار الحريري عزل قرارات المحكمة عن السياسة الداخلية، علماً ان الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي من المتوقّع ان يتطرّق لما يحصل في لاهاي في ذكرى عاشوراء، كان استبق قراراتها بالتحذير “من اللعب بالنار” في المراهنة على ما ستُعلنه”؟
مصادر الحزب رحّبت عبر “المركزية” بما قاله الرئيس الحريري لجهة اعتماده خطاباً متوازناً بعيد من التحدّي والثأر”، وقالت “من الواضح ان سعد الحريري 2018 ليس ابداً سعد الحريري 2005. فبعد ان بات يعلم تماماً حقيقة الكثير من الامور ادرك ان “القصّة ملعوبة”، كما ان جهة اقليمية باتت تُدرك جيداً حقيقة كل ما له علاقة بما حصل في 14 شباط 2005، وشهود الزور اكبر دليل”.
وفي حين لم تستبعد ان “يلجأ الاميركي المأزوم جداً في المنطقة الى إستخدام ورقة المحكمة الدولية من اجل الضغط”، الا انها اعتبرت في المقابل “ان الرئيس الحريري لن يستخدم هذه الورقة لتوظيفها في الداخل، مع العلم ان بعض المُحيطين به ممن يقدّمون اوراق اعتمادهم للخارج قد يفعلون ذلك”.
وقلّلت “من تأثير قرارات المحكمة على الداخل”، معتبرةً “ان جوّ 2018 يختلف تماماً عن جوّ 2005، كما لم تعد لفاعلية المحكمة اي مصادقية، خصوصاً ان معظم الادلة التي قدّمها الادّعاء تستند الى داتا الاتصالات التي يُمكن لايٍ كان اللعب بها”، وموضحةً “اننا سنتعامل تباعاً مع قرارات المحكمة”.
وفي السياق، اوضحت مصادر الحزب “ان ما قاله الامين العام عن “اللعب بالنار” ليس موجّهاً الى الرئيس الحريري، وانما الى بعض المُحيطين به وهم معروفون، كما ان رسائل طمأنة وصلتنا من الرئيس الحريري مفادها بان لا توظيف سياسياً للقرارات المتوقّعة التي ستصدر عن المحكمة الدولية”.
وفي معرض ردّها عمّا يُسرد من وقائع داخل قاعات المحكمة الدولية تُشير جميعها الى تورّط عناصر من “حزب الله” في جريمة الاغتيال، سألت المصادر “هل من عاداتنا إحداث زلزال لضرب المنطقة ككل (كان نصرالله قد وصف جريمة 14 شباط بالزلزال)؟ هل تصرّفاتنا وتاريخنا كحزب يُشيران الى اننا نلجأ الى الاغتيالات”؟ مستغربةً “كيف ان من يوجّه دائماً اصابع الاتّهام الى “حزب الله” من لم يكونوا من المتضررين المباشرين (اهالي الشهداء) من جريمة 14 شباط”؟
واعتبرت مصادر “حزب الله” “ان التقنيات العالية المُستخدمة في جريمة 14 شباط تؤكد ان اثنين فقط يملكانها: الاميركي والاسرائيلي، وهذه لا يُمكن للمحكمة القفز فوقها”، هازئاً مما تضمّنته قرارات المحكمة امس لناحية الاشارة الى “خبرة مصطفى بدر الدين”، فهل يملك الاخير كل هذه التقنيات التي عُرضت في المحكمة”؟