أعلن الادّعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أنّ مصطفى بدر الدين هو في أعلى الهرم وهو المشرف على عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووجّه كل عملية الاغتيال، وسليم عياش قاد وحدة الاغتيال وكان معه 4 اشخاص راقبوا الحريري كظلّه.
واصل الادّعاء العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري أمس، عرض الأدلّة المتعلّقة بإسناد الهواتف الى المتّهم سليم عياش. وتحدث الادّعاء عن المستندات المتعلقة برحلة الحج لعياش الى المملكة العربية السعودية في كانون الثاني 2005، مشيراً الى أنّ جوازَ سفر عياش استخدمه شخصٌ آخر. وقال: «هواتف عياش كانت ناشطة ما بين 15 و28 كانون الثاني 2005، كما كانت قبل وخلال وبعد فترة الحج، ما يؤكد أنه بقي في لبنان. وأعلن أنّ عياش الذي رافق زوجته الى المطار في 15 ك2 كان على اتّصالٍ معها من لبنان في فترة الحج.
أضاف: «في 28 كانون الثاني أظهرت الأدلّة أنّ هاتفَ عياش الشخصي انفصل عن مجموعة هواتفه ليذهب الى المطار لمدة ساعتين ثم انضمّ الى مجموعة عياش، وهذه المرة الوحيدة التي انفصل نشاطُ هاتفه الشخصي عن شبكة هواتفه». ولفت الادّعاء الى أنّ هاتف عياش الشخصي اتّصل 44 مرة من لبنان بالسعودية بشكل يومي، وذلك خلال فترة وجود زوجته في المملكة.
كما أشار الادّعاء الى أنّ عياش ألغى اجازته وواصل مهامه في مركز الدفاع المدني في الدوير في فترة الحج.
بعد ذلك تطرّق محامي الادّعاء تاديتش أديهاردي الى قضية اختفاء أحمد ابو عدس، فقال إنّ عنيسي لقّب نفسّه محمد مدّعياً أنه كان مسيحياً واعتنق الإسلام وطلب من ابو عدس الذي التقاه في مسجد الجامعة العربية تعلّمَ الصلاة.
القاضي راي اكّد عدم مطابقة أيّ حمض نووي لأبو عدس باستثناء الجثة الموجودة في موقع الجريمة، مشيراً إلى سوء إدارة القوى الأمنية في تلك الفترة، وأن لا خلافَ بين جميع الأفرقاء على هذا الموضوع.
ايغل بوفواس ممثّل الادّعاء قال: «إنّ شبكة الهواتف مهمّة ومكرَّسة لارتكاب جريمة. تلاحظون الهواتف الحمراء والزرقاء، وسأركّز بالتحديد على وحدة الاغتيال. الأشخاص 5-6-7-8 بقيادة عياش. كل واحد من هؤلاء الأعضاء في فريق الاغتيال كان بحوزته 6 هواتف حمراء و6 زرقاء وكان بأيدي السيد عياش هاتف اخضر واستخدمت هذه الهواتف بالذات لإعداد الجريمة وتنفيذها بقيادة السيد عياش، ولعلّكم تذكرون كذلك إفادة السيد فيليبس التي كانت واضحة وكانت قاطعة بأنّ جميع هذه الهواتف تمّ تشغيلُها من قبل كيان مشترك وكانت تعمل من أجل هدف مشترَك هو اغتيال رفيق الحريري.
وقال إنّ السيد عياش كان المنسّق للاغتيال ومرعي كان مسؤولاً عن الإعلان عن الاغتيال زوراً وبدر الدين كان يوجّه هذا النشاط. ما اقصده بذلك هو انه يصل اتصال من بدر الدين، وهو المتآمر الأهم، يتصل بعياش، وعياش يتناول الهاتف الآخر ويتصل بالهاتف الاصفر والازرق والاحمر، هذا التسلسل لا يتكرّر وحسب بل يتكرّر في اوقات محددة وبغاية الأهمية.
وشرح ممثّل الادّعاء كيفيّة عمل شبكات الاتّصال في مراقبة الشهيد خصوصاً قرب مسرح الجريمة. وقال إنّ السيد عياش كان في موقفٍ يسمح له برؤية وصول الشاحنة. وقال: يمكنني أن أخبرَكم بما حصل منذ تلك اللحظة. إنّ الفان وصل الى ساحة الجريمة قبل 58 دقيقة على الاغتيال وفي تلك المرحلة تذكرون أنّ السيد عياش كان يستخدم خلايا بالقرب من مجلس النواب وقد تحرّك باتّجاه مسرح الجريمة وكان بموقع يسمح له بمراقبة تحرّكات الرئيس الحريري وكان بموقع يسمح له بالتواصل ايضاً مع الشخص اس 5 ليقول له إنّ الأوان لم يحن بعد للتحرك باتّجاه ساحة الجريمة وكما ترون من هذا الشريط هذه هي اللحظة التي توجّهت فيها الشاحنة باتّجاه المونرو.
الهواتف الحمراء أي فريق الاغتيال وموقع هاتف عيّاش كانت قريبة من الشخص 7 والشخص 7 هو الذي تلقّى الاتّصال. وأذكّركم انه من اصل 28 اتصالاً بالشبكة الحمراء نصفها كانت بالشخص 8 في جوار مجلس النواب وهو الذي يعطي الإشارة لبقية المستخدمين عندما يتحرّك موكب الحريري من مجلس النواب تجاه مسرح الجريمة.
وأضاف: «قد تذكرون ادلّة السيد فيلبس التي تتحدث عن اتّصالات الشبكة الحمراء الستة الأخيرة حيث قال إنّ الشخص 8 أجرى اتّصالات قصيرة بفريق الاغتيال، الاتّصال الأول كان بالشخص 7 وهو حامل الهاتف الاحمر الوحيد الذي شغل برجَ إرسال خلويّاً بالقرب من مسرح الجريمة. وبحسب الادّعاء هذا هو الاتصال الذي أعطى الاشارة للانتحاري بالشاحنة المفخّخة لتبدأ بالتحرّك، الاتصال الذي يليه كان اتصالاً قصيراً للغاية في الشريحة 46 وهو اتصال برئيس فريق الاغتيال. بعد ذلك بقليل أُجريت 3 اتصالات بهواتف الشبكة الحمراء وبعدها لم تُستخدم هذه الشبكة على الاطلاق.
ثم شرح بوفواس كيفيّة عمل شبكات مراقبة الحريري فقال إنّ مصطفى بدر الدين وعياش يستخدمان الهواتف الخضراء ومن ثمّ السيد عياش يتصل بنائبه أو مساعده باستخدام الهاتف الاصفر وفي غضون 10 دقائق الهواتف الصفراء الخمسة تتصل ببعضها البعض الاتصال تلوَ الاخر. وأضاف أنّ «الهواتف كانت تتبع الرئيس الحريري الى قصر قريطم». و«تذكّروا أنّ في هذا اليوم وحدة الاغتيال تشكّلت بشكل كامل لمراقبة الرئيس الحريري وبالتالي كانت تتبع الرئيس الحريري وتراقبه. تراقب الموكب الأمني وتراقب السيارات وكيف يتحرّك الرئيس الحريري. إذا قاموا على مدى فترة طويلة بجمع المعلومات الاستخبارية يوماً بعد يوم ليتأكّدوا من غياب أيّ خطأ عند عمليّة الاغتيال. ودعونا لا ننسى أنّ أمن الرئيس الحريري في أواخر ت2 كان قد أصبح أقلّ عدداً».
وأعطى مثالاً على ذلك إحدى عمليّات المراقبة فقال: «في الشريحة 65 اصبح الوقت الثامنة و39 دقيقة حتى 41 دقيقة مساءً، والهواتف كلها اصبحت في المنطقة بعد تلقّيها اتصالاً من عياش وبعد 40 دقيقة نرى موكب الحريري قرب قصر قريطم. وفي الشريحة 71 الرئيس الحريري عاد الى قصر قريطم بعد 8 دقائق على منتصف الليل وبعد دقائق على الاستخدام الاخير للمواقع الخلويّة من قبل موكبه الامني نرى الهواتف الصفراء لا تزال في المنطقة وذلك في الشريحة 72، أما الشرائح 74 و76 فتشير الى نشاط الشبكة الصفراء والشبكة الزرقاء وذلك بعد 18 دقيقة على منتصف الليل وفي الدقيقة 24 بعد منتصف الليل، ونرى أنّ الهواتف سلكت طرقاً مختلفة ولكنها انتهت في جوار قصر قريطم أي بعد تعقّب موكب الرئيس الحريري، وهنا بعد دقيقة نستطيع أن نرى الهواتف نفسها للموكب الامني التي كانت قد استُخدمت سابقاً في الضاحية اصبحت الآن في قصر قريطم، أما الهاتفان الأزرقان فنستطيع ان نرى انهما اصبحا في جوار قصر قريطم في الشريحة 78. أما الشرائح من 79 الى 83 فتظهر أنّ الهواتف الصفراء والزرقاء عادت الى الضاحية ولكن ليس الى المكان نفسه بل الى المنطقة التي عرّف عنها السيد فيليبس على انها قاعدة الشبكة الزرقاء.
كما أعطى مثالاً آخر عن المراقبة فقال: «في 31 من ك2 2005 عندما توجّه الرئيس الحريري الى المجلس الشيعي الأعلى، انتقل من قصر قريطم ونستطيع أن نرى ذلك في الشريحة 86 وفي الشريحة 87 من الساعة 10 و54 دقيقة حتى 11 و44 دقيقة صباحاً. وفي الشريحة 88 نرى الطريق التي سلكها من المجلس الشيعي الأعلى عودة الى قصر قريطم عند الساعة 11 و44 دقيقة ظهراً، وعند مغادرته نرى أنّ السيد عياش كان قد استخدم الهاتف. الشرائح من 89 حتى 99 تُظهر لنا تحرّك وحدة الاغتيال مع الهواتف الحمراء والسيد عياش الذي استخدم هاتفه الاخضر، وكانوا قد تعقّبوا الرئيس الحريري وموكبه الامني من المجلس الشيعي الأعلى وحتى قصر قريطم..
نستطيع أن نرى اولاً انّ الشبكة الحمراء كانت تتبع الرئيس الحريري بما في ذلك السيد عياش ولكن مجدّداً تمّ تحديث وإعطاء المعلومات المحدّثة الى بدر الدين في كل خطوة من الطريق حتى وصول الموكب الى قصر قريطم. هذه هي الامثلة الاوضح عن تدفّق الاتصالات بشكل هرمي بين الاخضر والاحمر وبإمكاننا أن نرى ايضاً الاقتران المكاني وانتقال الهواتف معاً وهذا لا يحصل صدفة ابداً هذه كانت افادة السيد فيليبس. هذا هو الاتصال في نهاية الرحلة، فالسيد عياش يتصل مرة اخرى بالسيد بدر الدين، ويجب أن اضيف كذلك أنّ السيد بدر الدين كان يحرّك خليّة قريبة من ساحة الجريمة. فالشرائح من 101 الى 103 هي الاتصالات على الشبكة الخضراء بين بدر الدين وعياش. وهذا يذكّركم بتدفّق الاتصالات الهرمي الذي يعطيكم اساساً قوياً جداً لكي تبلغوا استنتاجاتكم ليس فحسب ضد السيد عياش بل كذلك ضد السيد مرعي منسّق هذه المؤامرة بسبب تدفّق الاتصالات التي تتبلور. فتجدون أنّ السيد مرعي يتلقى اتصالاً من السيد بدر الدين وينتهي الاتصال وتنتقل التعليمات والاوامر الى الهواتف الأرجوانية مباشرة بعد ذلك وهذا يحدث ثلاث مرات في غضون 4 ايام قبل اختطاف أبو عدس.