Site icon IMLebanon

القصة الكاملة لتوقيف نائب أمين عام “أنصار الله”

انشغلت الأوساط والقيادات الفلسطينية عموما وفي مخيّمي عين الحلوة والمية ومية خصوصا بتوقيف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي  نائب الأمين العام لحركة “أنصار الله” محمود حمد في صيدا للاشتباه به في محاولة اغتيال مسؤول المخابرات في سفارة فلسطين اسماعيل شروف العام 2017 .

وتركت العملية تصدعات في بنية تنظيم “أنصار الله”، خصوصا وأن حمد هو الرجل الثاني فيه بعد أمينه العام جمال سليمان الذي انشق عن حركة “فتح” عام 1990 وأسس تنظيم “أنصار الله”  بدعم وتمويل من إيران، وهو يتخذ من مخيم المية ومية مركزا رئيسيا له بعدما اخفق في التمدد إلى باقي المخيمات في الجنوب التي تتقاسمها حركتا “فتح” و”حماس” تنظيميا وأمنيا وعسكريا . إشارة إلى أن حمد ممثل التنظيم في اجتماعات القيادة الفلسطينية المشركة العليا وخصوصا في سفارة فلسطين والتي كان زارها منذ أسبوع وعقد مصالحة مع “فتح” في حضور ممثلها اللواء منذر حمزة، بعد التوترات والإشكالات الأمنية بين الطرفين في مخيم المية ومية.

وقد حاول حمد في الفترة الأخيرة التموضع بشكل قوي في تنظيم “أنصار الله” وتشكيل حالة خاصة به ما أغاظ سليمان وأدى إلى خلافات لم تخرج إلى العلن خصوصا بعد تسريب التنظيم خبرا مفاده أن أحد عناصره من آل زيدان خطط لاغتيال سليمان معترفا بذلك أمام مشايخ المخيم خلال حكم عرفي نظمه سليمان مع المتهم في حضور حمد، علما أن زيدان وجد مشنوقا في سجن التنظيم في المية والمية.

وفي السياق، أفاد مصدر فلسطيني في المية ومية لـ “المركزية”، أن “توقيف  حمد جاء على أثر اعترافات أدلى بها أحد عناصر تنظيم “أنصار الله”، المدعو  محمد ذيب “الملقب بـ “شيبوب” الذي كان أوقف من قبل مخابرات الجيش على مدخل مخيم عين الحلوة  في قضية تزوير هويته للدخول بها منذ أيام إلى المخيم المذكور فألقت القبض عليه مخابرات الجيش وسلمته إلى مخفر درك صيدا وتسلمته شعبة المعلومات بعدما اعترف بوقوف حمد وراء محاولة اغتيال شروف، فتم توقيفه للتحقيق في الأمر الذي نزل كالصاعقة على سليمان وقيادة التنظيم وكوادره .

وأشار المصدر إلى أن “لدى اعترافات ذيب بتورط حمد في محاولة اغتيال شروف، توجهت قوة من  شعبة المعلومات في الجنوب إلى منزل حمد وأوقفته، مع العلم أن شقته تقع في المبنى الذي استهدف عند مدخله العميد شروف في 30 كانون الثاني 2017، أثناء زيارة الأخير لمسؤول الأمن الوطني الفلسطيني العميد يوسف دياب، الذي يقيم في المبنى نفسه أيضا، بناية القطب في محلة طريق السراي – خلف مصرف لبنان في صيدا”.

ولفت المصدر إلى أن “الموقوف “شيبوب” اعترف بمشاركته في محاولة الاغتيال بتكليف من حمد شخصيا عندها توجهت قوة كبيرة من شعبة المعلومات إلى منزل حمد في مدينة صيدا وأوقفته، واقتادته إلى بيروت للتحقيق معه”.

ورفضت قيادات “فتح” التعليق عبر “المركزية” على الموضوع ، معتبرين أنه “في يد القضاء اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية”، لكنهم أكدوا في المقابل “أننا على تواصل مع قيادتنا ومع السفارة في بيروت”.