Site icon IMLebanon

الدفاع يهرب من الإدعاء بـ”مبايعة حزب الله”!

كتب قاسم خليفة في “المستقبل”:

طُوي الأسبوع الأول من المرافعات الختامية لمكتب الإدعاء في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، على «كنز» من الحقائق والوقائع والاستنتاجات الجنائية الحاسمة، عقَد مهمة الدفاع أمس عن المتهمين الأربعة المنتمين إلى «حزب الله»، لرسمه خطاً بيانياً جنائياً واضحاً ومنطقياً لمسار الهرمية الجرمية لشبكات الاتصالات الهاتفية المتصلة بهم، الذين«جاهدوا» بائسين عبر الهواتف «المتذاكية» والتضليل المكشوف، في سبيل طمس آثار الجريمة وحرفها ودفع الشبهات عنهم.

وبعد كشف مكتب الإدعاء ما خفي وهو «الأعظم»، وتمكنه بواسطة العمل الدؤوب والحرفية العالية المشهودة، من تحويل الأدلة الظرفية إلى أدلة قانونية لا ترقى إلى شك معقول وتتمتع بالمصداقية والموثوقية، شهدت انطلاقة النصف الثاني من الأسبوع الثاني من المرافعات أمس، التي خُصصت لمكتب الدفاع عن المتهمين، تخبطاً ملحوظاً، إذ عمدوا إلى تكتيكات تحمل في طياتها «الشك الإرتيابي» بالمتهمين على قاعدة «كاد المريب أن يقول خذوني»، وفي مقدمها «النفي».. سيّد الأدلة، من دون أن يقدموا بالمقابل أي أدلة مضادة وازنة أو محاججة قانونية، ومحاولة تغطية «السموات بالقبوات»، عبر الاستعاضة عن المرافعة الجنائية بخطبة سياسية حزبية دينية «تمجّد» «حزب الله أيقونة المقاومة» وتجترح من أدبياته عبارات ومقاربات تحفل بها خطب قادتها، مهدداً ومتوعداً كل من يتجاسر على الحزب.

فقد آثر وكيل الدفاع عن سليم عياش المحامي إميل عون، الالتحاق بركب لغة «حزب الله» والمزايدة بلاغياً على المفوهين فيها، وإثارة موضوع اتهام «حزب الله» بالإرهاب، وقال بصوت متهدج: «من له أذن صاغية فليسمع لا يستطيع المدعي العام أن يتهم «حزب الله» بالإرهاب، لا مباشرة ولا غير مباشرة، لا مدعٍ عام، ولا محلل اتصالات، ولا رئيس دولة عظمى غريب الأطوار ونرجسي النزعة، ولا رئيس دولة يسعى إلى إعادة أمجاد الماضي البعيد، لأنّ «حزب الله» وبكلمتين هو أيقونة المقاومة شاء من شاء وأبى من أبى، وهو المدرسة الحديثة التي تلقن أي محتل دروساً طويلة لا تنسى، نعم يصبح «حزب الله» إرهابياً في حالة واحدة عندما نعود ونغيّر كتب التاريخ ونجعل من ونستون تشرشل إرهابياً ومن شارل ديغول إرهابياً ومن جمال عبد الناصر إرهابياً ومن ميشال عون إرهابياً».

على وقع الملحمة في حب «حزب الله»، لم يستوعب رئيس المحكمة ما جرى وخصوصاً تحوّل الحزب إلى مدرسة حديثة في تعليم المقاومة، فاستوضح المحامي عون طالباً منه اختيار كلمة مختلفة، لكنه عاد وفسّر المقاومة بالمقاومة قائلاً: «نعم مدرسة تعلّم المقاومة أي مدرسة في المقاومة».

ولم يكتفِ وكيل عياش بمبايعة «حزب الله»، بل انتقل إلى النطام السوري، حيث تمخضت قراءته بكل «أريحية وإيجابية»، أنّ لبنان دخل «العصر السوري منذ اتفاق الطائف والإطاحة عسكرياً برئيس الحكومة الانتقالية ميشال عون، وعمد أيضاً إلى قلب الوقائع رأساً على عقب وتكييفها على قياس «دفاعاته»»، نافياً «مزاعم» الإدعاء التي «لا تمت للحقيقة والواقع والتاريخ والأدلة» عن أنّ الرئيس رفيق الحريري «كان خصماً لسوريا أو كان متزعماً للمعسكر المناوئ لسوريا في لبنان أو على الأقل فريقاً في المعسكر المناوئ للوجود السوري في لبنان».