أحدثت تسمية شارع في الغبيري في ضاحية بيروت، على اسم مصطفى بدر الدين القيادي في “حزب الله” والمتهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أزمة سياسية بعدما أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق، أن “الوزارة ستوجّه كتاباً لبلدية الغبيري تطلب بموجبه إزالة اللافتات التي تحمل اسم بدر الدين”. من جهته، عبر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أمس الى عن أسفه لما حصل، وقال”هذه هي الفتنة بأمها وأبيها”.
السجال حول اللوحة، أثار موجة عارمة من الغضب لدى جماهير “حزب الله” التي تعتبر بدر الدين “شهيد المقاومة”، مقابل تضامن من جمهور “المستقبل” مع الحريري.
مصادر مقربة من “حزب الله” أشارت عبر “المركزية”، الى أن “تسمية الشارع لم تحصل منذ يومين، بل منذ أكثر من سنة، ووزير الداخلية لم يبد رأيه بالموضوع حينها، وصمته يعني أن قرار البلدية يصبح ساري المفعول”، مشيرا الى أن “المشنوق اختار هذا التوقيت “الخبيث”، و”افتعل مشكل” حول موضوع قانوني بامتياز، بالتزامن مع اقتراب موعد صدور حكم المحكمة الدولية، وبالتالي ليس نحن من تسبب بالفتنة”.
ولفت الى أن “الرئيس الحريري مدرك لذلك ويعرف نيات المشنوق، ويعبر عن ذلك خلال تواصله مع الحزب”، مشيرا الى أن “تصريحه أمس جاء كرفع عتب انطلاقا من موقعه”.
وشدد على أن الشهيد مصطفى بدر الدين من أشرف رجالنا، هو الذي قال “لا أعود من سوريا إلا منتصرا أو شهيدا وسأدافع عن لبنان”، مشيرا الى أن “نتيجة تخطيط وذكاء هذا الرجل استطعنا أن نحسم معركة الجرود بأسرع وقت ممكن، وكل لبنان يدين له بهذا الجميل الى أبد الآبدين. هذا الرجل كالمقاومة، شريف، وتحميله مسؤولية اغتيال الرئيس الحريري، قرار من الولايات المتحدة الاميركية التي توجه أصابع الاتهام كيفما مالت الريح، وتعتمد أسلوب التدرج في الاتهامات، فاليوم الحاج وفيق صفا وغدا القيادة، بهدف إدانة رأس “حزب الله”، كوسيلة للي أذرع إيران بعد فشل كل أساليبها السابقة”.
وأضاف “اتهامات المحكمة هي مهزلة اميركية، لا نقيم لها وزنا ويجب على شريكنا في الوطن أن يحرص على إيجاد الحقيقة”، مشيرا الى أن “تقرّب الرئيس رفيق الحريري من “حزب الله” قبل اغتياله أحدث زلزالا سعوديا – إسرائيليا – اميركيا، لذلك عملوا على إزاحته”، مشددا على أن “الحريري الاب كان داعماً أساسياً للمقاومة وذلك باعتراف المقربين منه”.
وأكد أن “إزالة اللافتات غير وارد، ولن نقبل بإزالة اسم شهيد رأس حربة المقاومة بأي شكل من الاشكال، نعول على ذوي العقول لتجنب الفنتة، أما من يصطاد في المياه العكرة فلا نقيم له وزنا”.
وعن العلاقة مع “المستقبل” قال “العلاقة غير مقطوعة، ونضع العاطفة جانبا في ما خص الاستقرار في لبنان”، مشيرا الى أن “الابواق الزرقاء التي تهاجم المقاومة لا تعبر عن موقف الحريري”.